مما يحسنُ ملاحظته أنَّ الدارسين في هذا البرنامج أساتذةٌ تخطَّوا مرحلة الإعداد الدراسي والبحثي، وذلك بتجاوزهم المرحلة الجامعية ومرحلة الماجستير بما فيها من مواد دراسية وبحثيَّة.

وما يحسنُ عملُه مع هذه الفئةِ؛ للارتقاءِ بالدراسةِ النظرية إلى مستوى محمودٍ، ما يأتي:

أوَّلاً: عمل استبانة، توزع فئتين:

الأولى: من سيشملهم برنامج الدراسة؛ لأنهم أوَّلُ معنيٍّ بهذا البرنامج، ومشاركتهم في تخطيطه لها أثر كبير في نجاحه، وهم ـ كما يُعلم ـ أساتذة قد تخطَّوا مرحلة الدراسة إلى التدريس، فيحسن مُراعاة ذلك الجانب.

الثانية: غيرهم من الذين تخطَّوا هذا البرنامج، وكانوا قد درسوا في مرحلة الماجستير، للاستفادة من آرائهم حول برنامج الدراسةِ.

ثانيًا: التجديد في طريقة الدراسة:

ومن ذلك: إشراك الدارس في تحضير الموضوعات، ويكونُ ذلك باختيارِ بحثٍ مطروحٍ ـ سواءً أكانَ في مجلة علمية، أم كان كتابًا مستقلاً، أم كان ضمن كتابٍ ـ يختارهُ الأستاذُ، ويكلِّف الدارسين بقراءته ومناقشته في المحاضرةِ اللاحقة، ثمَّ يقوم باختيار تفسيرٍ يُجري عليه التنظيرات العلمية التي درسها مع طلابِه، ويمكن أن يشارك الدارسون كذلك باستخراج التطبيقات العملية لما درسوه من الكتاب المقترح.

فلو طُرِحَ ـ على سبيل المثالِ ـ موضوع المكي والمدني، ونوقشَ من خلالِ بحثٍ مستقلٍّ، أو من خلالِ كتابٍ من كتب علوم القرآن، أو من خلال عدة كتبٍ، ثُمَّ تمَّ التطبيقُ عليه من تفسيرِ ابن جريرٍ، أو ابن عطية، أو ابن كثير، أو غيرها، للوصول إلى ما يُعزِّزُ الدراسةَ النظريةَ، أو يخالِفها، أو يأتي بجديدٍ في هذه الأمثلةِ.

ومشاركةُ الدارسِ في إعداد المادة على هذا السبيل تفيدُه، وتفيدُه بحصولِ المعلوماتِ التي تكوِّنُ أرضيَّةً مشتركةً بينه وبين الأستاذِ، وهذا سيثري المناقشة التي تزدادُ أهميتها وفائدتها بالقيامِ بتكثيف المنهج الحواري في قاعة التدريس، ومن فوائدِ هذه الطريقة الحواريةِ التي يُعدُّ له الأستاذُ والدارسُ معًا:

ـ أن تكون النتائج البحثية التي يُقرِّرها الأستاذُ من تفاعل الدارسين معه، مما يجعلها معلومات ذات حيوية بالنسبة للدارسين.

ـ تعويد الدارس على التَّحليلِ والنَّقدِ، ليتمكَّنَ ويستفيدَ منهما في رسالتِه العلميِّةِ التي سيقدِّمها.

ثالثًا: تجديد المواد الدراسية التي سيقدمها برنامج الدكتوراه:

ـ إن وُجدَ في برنامج الدكتوراه مادة التفسيرِ التحليلي، فيحسنُ اعتماد كتابٍ من أمَّهاتِ كتبِ التفسيرِ، على أن تكون دراسته منصبَّةً على معرفة منهج المؤلف، ومعرفةِ طريقتِه في تفسيرِه، ودراسةِ تفسير الآيات مفصَّلةً كما عرضها.

ـ أصول التفسير.

ـ مناهجُ التفسير والمفسرين، ودراسة مقدمات التفاسير.

ـ الدراسات القرآنية المعاصرة:

1 ـ كالتفسير العلمي، واتجاهات التفسير المعاصر، والتفسيرُ البياني، وغيرهما من الموضوعات المعاصرة التي تتعلق بالقرآن.

2 ـ دراسة البحوث العلمية المتميِّزة، والاستفادة ممن أعدُّوها باستضافتهم لإلقاء بحوثهم العلمية على الدارسين، مع مراعاة إعداد المستضافِ ملخصًا ليكون بين الدارسين لمناقشته معه، وليكونَ مرجعًا للاختبارِ في آخر الفصلِ.

3 ـ دراسة بعض البحوث الفكرية المخالفة؛ لإعدادِ الطالبِ منهجيَّا على التَّصدي لمثل هذه المطروحات الفكريَّة، ولتوسيع دائرة أفقه في البحث العلمي لمناقشة مثل هذه الأفكار في رسالة الدكتوراه.

ـ قراءة خطط بعض الرسائل العلميةِ، ودراسةِ نتائجها، ونقدها نقدًا علميًا، لكي يستفيد منها الدارسون أفكارًا يُقدمونها في أطروحتهم العلمية

ـ إعداد صيغة لكيفية استفادة المتخصص في علوم القرآن من برامج علوم القرآن في الأقراص المضغوطة، وكيفية إفادة القائمين عليها بإبداء الملاحظات حول ما طرحوه في هذه الأقراص، وتعريفهم بما يحتاجه المتخصص في هذه البرامج.

ـ يرِدُ على الأستاذِ الذي سيدرسُ هذه الفئةَ معلومات علمية، أو بحوثٌ مهمة يرى أنها صالحة للطرح والنقاشِ معهم، فلم لا يُجعلُ له حريةَ التصرفِ في جزءٍ من الوقتِ، فيما لو عرضَ له مثل هذه البحوثِ.

ويمكن قيام الدارسين ببحث ميداني لاستظهار هذه البرامج، ومدى الفائدة منها، وإبداء الملحوظات عليها، ونشر مثل هذا العمل في المجلات العلمية، لتكون إسهامًا فعَّالاً لقسمِ القرآنِ وعلومه، ولتكون له بصماته في هذه الأعمال التي هي من تخصصه، أغلب الظَّنِّ أنه لم يُسْتَشَرِ في إعدادِها.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 05:36 م]ـ

شكر الله لك أبا عبد الملك طرح هذا الموضوع , والذي هو هم كثير من رواد هذا الملتقى.

إن كثيراً من المشايخ الفضلاء مر عليه أثناء دراسته الأكاديمية تجارب كثيرة بل وحتى ربما مشاكل , فما إن ينتهي , إلا وتكون في ذاكرة النسيان دون العمل على التقويم والرقي في مستوى الدراسات الشرعية على حد قول من يقول: هذه أمور حصلت ممن قبلنا وسيصلحها من بعدنا.

فشكر الله لك ابا عبد الملك حمل هذا الهم ولعلي أضيف محور من محاور النقاش لا يقل أهمية عما ذكرت خاص بمرحلة الدكتوراه ألا وهو:

الاختبار الشامل (مقراراته , وقته المناسب , الطريقة المثلى لإجرائه , طريقة التقويم فيه .... الخ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015