التحريرات في القراءات, بحث لفضيلة الشيخ د/ إيهاب فكري

ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jul 2010, 07:25 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب فضيلة الشيخ د/ إيهاب فكري (المقرئ بالمسجد النبوي الشريف) وفقه الله مبحثاً مهما حول تحريرات القراءات في مقدمة تحقيقه لكتاب: شرح مقرب التحرير للنشر والتحبير. ( http://www.tafsir.net/vb/t20737.html)

وإليكم هذا البحث, أسأل الله أن ينفع به , ويجزي شيخنا خير الجزاء.

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على خير نبي أرسل وأشرف من تعلم القرءان وعلمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة، وبعد فهذا المؤلف في علم القراءات يتناول بابًا هامًا منه وهو مسألة تحريرات نظم الطيبة للإمام ابن الجزري، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح معناها وحكمها لشدة اختلاف القراء فيها، ولذا نقدم بين يدي الكتاب بعض المسائل التي تتعلق به من باب التمهيد لتناول الكتاب والاستفادة منه وهذه المسائل هي ما يلي:

1 ـ تعريف التحريرات:

هذه الكلمة (التحريرات) يقصد بها في أي علم من العلوم ضبط المسائل العلمية ومنه ما ألفه بعض المتأخرين في علم رجال الكتب الستة (تحرير تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر)، أما في علم القراءات فقد وضع القراء لها بعض التعريفات وقد جمع هذه التعريفات الشيخ خالد أبو الجود في تحقيقه لكتاب الروض النضير للإمام المتولي في رسالة الماجستير فيمكن للقارئ الفاضل الرجوع إليها، أما الذي نختاره تعريفاً للتحريرات فهو التقييد بالتدقيق، ولا تعجل علينا بقولك إنه غامض فسأقوم بشرح ما أقصده، ولكننا تعمدنا الاختصار والمشاكلة حتى يسهل حفظ هذه العبارة، ومعنى ذلك هو (الاحتهاد بالبحث والتحري لوضع تقيدات لما أطلقه الإمام ابن الجزري في طيبته من أوجه للقراء وذلك طبقاً للطرق التي أسند منها القراءات) وببساطة فالتحريرات هي منع أوجه للقراءة يفيد ظاهر نظم الطيبة جوازها [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1).

وكمثال لذلك: فقد عزا الإمام ابن الجزري لرواية حفص السكت قبل الهمز بخلاف وكذلك عزا له قصر المد المنفصل بخلاف فيفيد إطلاق الطيبة جواز السكت لحفص على قصر المد المنفصل، فيأتي المحررون ليقيدوا جواز السكت على توسط المد المنفصل فقط لأن السكت عن حفص من طريق عبيد بن الصباح انظر النشر جـ1 صـ 423 ولم يرو عبيد بن الصباح عن حفص إلا توسط المد المنفصل أما قصر المنفصل فهو من طريق عمرو بن الصباح انظر النشر جـ 1 صـ 334 ولم يرو عمرو عن حفص السكت.

2 ـ نشأة علم التحريرات:

عندما ألف الإمام ابن الجزري كتابه النشر، ثم نظمه في طيبة النشر أطلق أحكاماً لبعض القراء تحتاج إلى تقييد حتى تطابق ما قرأ به الإمام ابن الجزري وشيوخه، وعليه فإن بدء علم التحريرات كان على يد الإمام ابن الجزري نفسه، وقد أشار إلى ذلك في عدة مواضع صريحاً كقوله "تقدم أنه إذا قرئ بالسكت لابن ذكوان يجوز أن يكون مع المد الطويل ومع التوسط لورود الرواية بذلك. فإن قرئ به لحفص فإنه لا يكون إلا مع المد. ولا يجوز أن يكون مع القصر" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)، وكقوله "لا يجوز مد شيء لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت إما على لام التعريف فقط أو عليه وعلى المد المنفصل" [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn3)

وتوجد أمثال هذه التحريرات في الصفحات التالية من كتابه النشر:

الجزء الأول:

صـ 277، صـ 278، صـ 308، صـ 317، صـ 320، صـ 333 ـ334، صـ 336، صـ 344، صـ 347، صـ 354، صـ 356،صـ 357، صـ 359، صـ 360، صـ 360.صـ 368،صـ 377، صـ 380، صـ 381، صـ 383، صـ 385، صـ 399، صـ 403، صـ 418، صـ 422، صـ 423، صـ 427، صـ 431، صـ 436، صـ 442، صـ 446، صـ 490.

الجزء الثاني:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015