ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2003, 05:47 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني أحد الإخوة الكرام عن تفسير القاسمي، وقيمته العلمية، فذكرت له أنه تفسير نفيس، ينفرد بكثير من المزايا، وتذكرت أثناء ذلك أنه قد مر بي كلام للغماري يذكر فيه قصةً له حول طباعة تفسير القاسمي، وأنه قد طبع ناقصاً بسبب جرأة من أشرف على طباعته حينذاك في حذف ما يراه غير مناسب، ولم يكن من أهل هذا الشأن. ثم رجعت بعد ذلك إلى كتاب (بدع التفاسير) للغماري فوجدته يقول في صفحة 161 من كتابه:

(تفسير القاسمي لا بأس به، يميل إلى وضوح العبارة، وتبسيط البحث الذي يتعرض له، مع جنوح إلى الاجتهاد والاستقلال في الرأي، وقد ينساق مع الإسرائليات أحياناً.

وحين أريد تقديمه إلى المطبعة أشرف على طبعه شخص في عقله شيء. زرته مرة ببيته، فأطلعني على نسخة التفسير بخط القاسمي، سلمها إليه ابنه ليشرف على طبعها، فإذا هو قد ضرب بالقلم الأحمر على بحث النسخ الذي ذكره المؤلف عند قوله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها). فسألته عن سبب شطب هذا البحث، فقال: لأنه لا يليق بمقام القاسمي الذي كان يسميه الشيخ رشيد رضا: عالم الشام، فحذفته وحذفت ما كان من قبيله عديم الفائدة، قليل الجدوى.

قلت له: لكن هذا ينافي الأمانة العلمية!

فقال: التفسير لم يطبع قبل الآن، ولا أحد يعرف ما حذف منه. ونجل المفسر – وهو نقيب المحامين بدمشق – أباح لي التصرف فيه حسبما أراه مصلحة، وهذه البحوث لا تليق بالقاسمي وبشهرته العلمية.

قلت له: اتركها كما كتبها المؤلف، وعلق عليها برأيك، فأبى، وأصر على حذفها.

وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص في عدة مواضع، وهذه خيانة علمية ما كان ينبغي أن تحصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). أهـ.

وهذا الأمر مما ابتليت به كثير من كتب السلف، حيث يقوم على تصحيحها من ليس من أهل الشأن فيفسد من حيث يريد الإصلاح، والأحاديث والقصص في هذا كثيرة ذكرها من صنف في هذه الأمور. حتى إن بعض عمال المطابع يتدخل في ذلك، وأذكر أن الأستاذ محمد عدنان سالم صاحب دار الفكر قال في كتابه (هموم ناشر عربي) وهو يحكي قصة طريفة وقعت له أنه مرة صحح كلمة (إقرأ) على ظهر غلاف كتاب معد للطبع، فحذف همزة القطع التي جعلت خطأ في أولها، وأرجعها همزة وصل، وتأكد من حذفها على آخر تجربة قبل الطبع، وعندما قدمت له نسخة مطبوعة من الكتاب، راعه أنه وجد همزة (إقرأ) قد عادت لتحتل مكانها عنوة تحت الألف! فلما تتبع الموضوع وجد أن عامل التصوير - لما يعلم من اهتمامه وكلفه بالهمزة - قد تطوع وأثبتها، وهو يحسب أنه قد أحسن صنعاً، وأسدى إلى اللغة العربية معروفاً بفعله هذا!!

ـ[نصرمنصور]ــــــــ[26 May 2005, 02:59 ص]ـ

ما رأيكم يا أهل التفسير في مشروع لاختصار تفسير القاسمي؟ فهو كثير النقل عن غيره، وفي بعض النقول طول، وفي بعضها تكرار.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2005, 05:17 م]ـ

هناك مختصر لتفسير القاسمي على حاشية المصحف في مجلد واحد. وقد فات علي اسم المختصر - بكسر الصاد.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 May 2005, 06:02 م]ـ

المختصر الذي أشار إليه الأخ عبدالرحمن هو: ري الغليل من محاسن التأويل للشيخ صلاح الدين أرقه دان

إلا أنه مختصر جداً، قال مختصره في مقدمته: (ولقد حرصت أن أعتمد ألفاظ القاسمي كما وردت في تفسيره ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ورجحت ما رجحه عند تعدد الروايات، وأخذت بعض الأحاديث والتعليقات وأسباب النزول من تفسير ابن كثير، وأسباب النزول للواحدي، وأشرت إليها حيث وردت.)

وهو مطبوع في حاشية مصحف دار النفائس

ـ[سلطان الدين]ــــــــ[03 Jun 2005, 02:02 م]ـ

أشكر الشيخين الفاضلين: الشيخ عبدالرحمن والشيخ أبا مجاهد على ماتفضلا به من اثراء للموضوع , ولكن أحب أن أضيف تعقيباً على تفسير القاسمي , فأقول:

لا شك أن من أجال نظره في كتب التفسير وجد أنها على ثلاث أقسام:

الأول: كتب هي عمدة أهل العلم , كتفسير ابن جرير وابن كثير وابن سعدي وغيرهم , فهذه تأكلها أكلا ولاتخشى التخمة.

الثاني: كتب هي السم الزعاف , وهي تفاسير أهل البدع من الرافضة والمعتزلة وغيرهم , فهذه تطرح وتلقى ولا كرامة.

الثالث: كتب خلطت علماً نافعاً وآخر سيئاً , فهذه ينتفع بها طالب العلم , والمبتديء يصرف عنها إلى حين .... أما بعد:

فتفسير القاسمي من أيها؟

مكثت فترة ليست بالطويلة أرجع إلى تفسير القاسمي لاسيما المجلد السابع , فوجدت جنوح القاسمي - رحمه الله - للإجتهاد أوقعه بأمور منكرة خالف فيها أهل السنة والجماعة , فمن ذلك:

1) ذكر الطوفي الحنبلي في (7/ 48) وأثنى على بحثه في المصلحة المرسلة , وجعله بحثاً جيداً يحن الرجوع إليه , مع ما في بحثه الموجود في شرح حديث (لاضرر ولاضرار) من الأربعين النووية , من توسع قبيح في دائرة المصلحة!! وهذه مسألة مشهورة عن الطوفي ما زال نكير أهل العلم عليها.

2) تكلم في مسألة الموالاة والمعاداة بكلام يحتاج إلى تتبع وتحرير , فانظر (7/ 59) و (7/ 78).

3) زلَّ زلة قبيحة - غفر الله له - ورد حديث البخاري في سحر لبيد بن الأعصم النبي صلى الله عليه وسلم , وكان رده للحديث على طريقة المعتزلة أعداء السنن انظر ذلك في (7/ 417).

وبعد ... فليس هذا جهد المتتبع والمتقصد لاستخراج الأخطاء إنما هي تقييدات قيدتها وأنا أرجع إلى المجلد السابع , وأظن لو فرغت نفسي أو أحد من أخواني طلاب العلم لوجد أكثر من ذلك , فبناء على هذا , فتفسير القاسمي من التفاسير التي لا ينصح بها بإطلاق , ولا يحذر منها بإطلاق , إنما تجعل من التفاسير الجيدة ولكنها مدخولة وفيها دخن.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015