دراسة وتحقيق كتاب (التحديد في الإتقان والتجويد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي رحمه الله المتوفى سنة 444هـ. وقد طبع هذا الكتاب عام 1421هـ بدار عمار بالأردن. وهذا الكتاب من الكتب الرائدة في علم التجويد، وهو (يقدم مثالاً للدرس الصوتي العربي القديم لم يألفه المشتغلون اليوم بعلم التجويد، ولم يطلع عليه دارسوا الأصوات العربية من قبل، وسوف يكون هذا الكتاب نافعاً لكلا الفريقين، فالمشتغلون بعلم التجويد يجدون فيه ما يسعفهم في تيسير تعليم النطق العربي الفصيح، ودارسو الأصوات العربية يجدون فيه مباحث جديدة في دراسة الأصوات العربية). والمادة التي تضمنها هذا الكتاب مادة ممتازة وأصيلة غطت دراسة الأصوات العربية دراسةً علمية تشمل: مخارج الأصوات وصفاتها – والأحكام الناشئة عن التركيب – والتأكيد على رياضة الللسان بذلك.
وخذ هذا المثال على براعة الداني وريادته للعلماء في كتابه هذا، فقد قال في كتابه هذا مشيراً إلى ضرورة المران على التجويد والحرص على التدريب المستمر عليه وإلا فإنه سينسى: (وليس بين التجويد وتركه، إلا رياضة من تدبره بفكه). فقد نقل ابن الجزري هذا النص عن الداني في كتابيه (التمهيد) و (النشر). بل وضمنه منظومته في التجويد الشهيرة بالمقدمة، حيث قال مشيراً إلى علم التجويد:
وَلَيسَ بَينهُ وبَيْنَ تَركهِ ** إِلاَّ رِيَاضةُ امرئٍ بِفَكِّهِ
والنصوص التي نقلها العلماء عن هذا الكتاب كثيرة جداً.
تحقيق كتاب (الموضح في التجويد) لعبدالوهاب بن محمد القرطبي المتوفى سنة 461هـ رحمه الله. وقد كان هذا الكتاب النفيس مجهولاً تماماً عند معظم العلماء السابقين والمعاصرين، وهذا الكتاب (قد تضمن دراسة عميقة شاملة لأصوات اللغة العربية، وفق منهج واضح محدد، وهو أمر لم يتحقق في كتاب سابق أو لاحق، قديم أو حديث، بالصورة التي تحقق بها في هذا الكتاب).
تحقيق (رسالتين في تجويد القرآن) لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي. وهو كتاب صغير الحجم، طبعته دار عمار بالأردن عام 1421هـ. وهاتان الرسالتان للسعيدي رحمه الله هما (كتاب التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) وهو رسالة تحدث فيها السعيدي عن اللحن، وقسمه إلى جلي وخفي، وعن تجويد ألفاظ سورة الفاتحة، وعن نطق الواو والياء، منفردين أو مجتمعين، ثم تحدث عن قريب من عشرين صورة نطقية ينبغي لقارئ القرآن أن يتحفظ عند النطق بها، خشية الوقوع في اللحن في قراءة القرآن الكريم.
والرسالة الثانية هي (كتاب اختلاف القراء في اللام والنون) وقد عالج فيها السعيدي قضيتين:
الأولى: تفخيم اللام وترقيقها في العربية.
والثانية: حكم النون الساكنة قبل سائر حروف المعجم.
وا لرسالة تتحدث عن اللام والنون وهما (من الأصوات التي شغلت حيزاً في الدراسات الصوتية العربية، عند علماء العربية وعلماء التجويد، وكان أبو الحسن السعيدي قد أفرد أحكام نطق اللام والنون برسالة مستقلة، بين فيها مذاهب العرب، وقرأء القرآن في تقطهمت، مع التعليل الصوتي لتلك المذاهب).
والسعيدي توفي في حدود الأربعمائة هجرية.
وقد سبق أن نشر هذا الرسالة في مجلة الحكمة العدد الثامن من ص 241 - 253،
وأرجو أن أكون بهذا العرض السريع لكتب الدكتور غانم قدوري الحمد قد حركت النفوس لقراءة كتب هذا المحقق، ومراجعة مناهج التجويد بناء على ما حققه وكتبه هذا الرجل في كتبه وتحقيقاته البديعة.
وأرجو بإذن الله أن نتناول في المستقبل بعضاً من أهم بحوثه للمدارسة والمناقشة في ملتقى أهل التفسير.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأرجو من الأعضاء إضافة ما لديهم من معلومات حول هذا الموضوع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2003, 10:38 ص]ـ
إضافة لما سبق من جهود للدكتور غانم الحمد وقعت على بعض الكتب التي حققها، والبحوث التي نشرها في مجلة الحكمة فأحببت الإشارة إليها هنا ليعم النفع.
فمن الكتاب التي وجدتها له - وكنت قد أعرضت عن شراءه لوجود تحقيق آخر لغيره لهذا الكتاب - كتاب:
1 - التمهيد في علم التجويد: للإمام شمس الدين أبي الخير محمد بن الجزري رحمه الله المتوفى سنة 833هـ.
وهذا الكتاب قد حققه الدكتور علي البواب عام 1405، وطبعته مكتبة المعارف.
وكان قد حققه الدكتور غانم قدوري الحمد عام 1403هـ، ولم أطلع عليه إلا في طبعته الأولى لمؤسسة الرسالة عام 1421هـ.
والذي يبدو لي أن أحداً من المحققين الكريمين لم يطلع على تحقيق الآخر، وقد دفعهما إلى تحقيقه هدف واحد، هو خدمة علم التجويد والأصوات، والأهمية التي يتميز بها الكتاب.
وقد اعتمدا على نسخ مخطوطة مشتركة، واختلف كل منهما عن الآخر في مخطوطة. ولكنهما اتفقا في النسخ المعتمدة في التحقيق، بالإضافة إلى النسخة المطبوعة (قبل خمسة وسبعين عاماً) كما يقول غانم الحمد، و (قبل ثمانين عاماً) كما يقول الدكتور علي البواب. مما يدل على سبق الدكتور غانم وفقه الله.
وتحقيق الدكتور غانم الحمد للكتاب أقرب إلى روح التجويد وعلم الصوتيات، لما لبعض ملاحظاته وإشاراته من النفع والفائدة. مع اشتراكه مع الدكتور البواب في ملء الحواشي بفروق النسخ وقد أجادا في ذلك جزاهما الله خيراً. والكتاب من الشهرة بمكان عند علماء الفن، فلا داعي للإطالة بالحديث عنه.
- ومن البحوث المنشورة للدكتور غانم الحمد والتي اطلعت عليها:
- بحث بعنوان كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان لابن الأنباري:
وقد نشره في مجلة الحكمة في عددها التاسع من ص 223 - ص 240، وقد بسط البحث في هذا الموضوع في أربعة مباحث:
الأول: المقصود بمصحف عثمان.
الثاني: قصة مخالفة مصحف عثمان.
الثالث: جهود ابن الأنباري في علوم القرآن، مع اعتناء خاص بكتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان).
الرابع: نصوص من كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان) عرض وتحليل.
والبحث ممتع، والعودة إليه نافعة إن شاء الله، وبحسبي هنا الإشارة.
وهناك بحوث أخرى له في مجلة الحكمة سأتحدث عنها لا حقاً إن شاء الله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ويسعدني مشاركة الزملاء وفقهم الله.
¥