ـ[محمد جابري]ــــــــ[27 عز وجلec 2010, 03:27 م]ـ
كيفية دلالة القرآن الكريم على إعجازه
حينما نمضي بعقلية المتتلمذ بين يدي رسول كريم يتلو صحفا مطهرة، فليس لنا أن نجتهد لابتكار المناهج والسبل لوضع اليد على أسرار القرآن وإدراك مكامن البحث عن إعجازه؛ وإنما أمرنا بالانقياد له، والاتباع لتعاليمه ليرسم لنا سبيل استكشاف الفهم السليم، وسبيل الغوص في بحر مفاهيمه، لاستخراج درره.
وما كان إعجاز القرآن كمين؛ يتوارى عن الأنظار حتى نحيطه بهالة من الأسرار أو الرموز، وبخاصة ما اندثر من حساب الكهان مما تعلق بحساب الحمل، وليس سرا نبحث عنه في دروب الإحصائيات. ولا لغزا حتى يشكل على العقول.
وإنما إعجاز القرآن تحد يسمعه الإنس والجان جاء في وضوح تام في صيغة لخطاب بيّن وتجلى في كونه:
1 - روحا والتي هي سر إعجازه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]
وتجلت الروح في بيانه بأنها من اختصاص ربي
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]
كما أبانت بأنها سر إعجازه ومكمن تحديه؛
إذن فسر القرآن روح وريحان: فالروح لما سبق بيانه، والريح لما كشفه الحبيب المصطفى [مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعهما مر. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر]
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5427
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]؛
2 - ولم يتوقف الأمر بإبراز سر روحه؛ بل تجلى التحدي بدوره في قوله تعالى:
{أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]؛
وبيان ذلك:
3 - وفي جانب الخلق رفع الله التحدي عاليا ليسمعه الثقلان من إنس وجان:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73]
4 - وفي مجال الأمر صدع القرآن بتحد لن يرفعه أي مخلوق:
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة: 23] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة: 24]؛
وهذا ما لم تلمسه عقول أدبائنا فراحوا يناقشون عبارات المثلية، ويتطرقون إلى كتابات البشر، وما أدركوا بأن العهد من الله لا ينخرم {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ [/} COLOR]
5- وتحدنا في تفسير الأحداث والوقائع:
وهو العلم الذي يفتقد الغرب ضوابط تأثيرات عوامل ما سموها ب" عوامل الصراع السياسي"،وسماها القرآن أزواجا؛ حيث تكتمل حركات التغيير في تبدل الشيء من أصله إلى زوجه، إن توفرت عوامل التغيير. وفي هذا التحدي يقول الجليل جل جلاله:
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ [ COLOR="Magenta"] لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} [الكهف: 27]؛
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 62]؛
{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر: 43]؛
6 - ولم يكتف بالتحديات بل طالبنا بالسير في الأرض واستكشاف القوانين والسنن التي بثها خالقها في الكون:
¥