1 ـ الشيء المؤكّد أن الاستشراق ولد تحت تأثير سياق حضاري ـ ديني ـ سياسي في الغرب، أي تحت تأثير نمطيات القرون الوسطى عن الاسلام في العالم الغربي، وهي صور نمطية بالغة البعد عن الواقع في بعض الاحيان، ومشحونة بموقف عدائي أحياناً أخرى.
2 - على خط آخر بدأ الاستشراق نشاطه في الغالب بدافع ديني بغية التبشير بالمسيحية في آسيا والعالم الإسلامي، وهو ما تؤكّده الدراسات التاريخية ـ الدينية أيضاً.
3 - وظّف الغرب المستعمر تياراً كبيراً من المستشرقين في مؤسّساته خدمةً لمصالحه التوسعية، وشغل عدد كبير منهم مناصب هامة على هذا الصعيد.
هذا الثلاثي المتعاضد لا يمكن تجاوزه في قراءة الاستشراق.
وقد انبثقت جهوده بمزج الدافع مع النتاج العلمي، بما تعرضه المدارس التفسيرية.
وحين عميت على المسلم الأهداف التي عمل من أجلها المستشرق ابتدأت ذهنية الباحث المسلم بحوارات دفاعية - متغافلة حقائقَ كشفها المستشرق -، وانتهت الأمور بنتاج إسلامي جدلي سجالي مع المستشرقين.
وكان من اللازم تلاقح الفكر بين الطائفتين أن ينفتح الفقهاء المسلمون على ما لدى الغرب من حقائق علمية اتضحت صحة عديد من مقولاتها لاحقا.
وأهم الدراسات: مذاهب التفسير الإسلامي لأجنتس جولد تسهر
التفسير المقارن:
وهو لغة مأخوذ من المقارنة وهي الموازنة: فهي المقابلة بين آراء المفسرين وأقوالهم بُغية الوقوف على أوجه التماثل والتباين والاختلاف والائتلاف.
ومن ذلك:
موازنة بين تفسير الكشاف للزمخشري والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي للاستاذ رمضان يخلف كلية اصول الدين جامعة الامير عبد القادر الإسلامية - الجزائر.
وقامت محاولات دراسة جزئية لمقارنة بين تفسير البغوي، وتفسير الثعالبي، وتفسير الصنعاني.
مقارنة بين كتاب (شواهد القرآن) للعلامة أبي تراب الظاهري رحمه الله وكتاب التفسير البياني لعائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ. لمحمد بن زايد المطيري
التفسير البياني:
نسبت بنت الشاطئ منهجية التفسير البياني لأستاذها أمين الخولي، ثم جاءت مساهمتها في بنائه بدورها مقتفية أثر أستاذها وما لبث المشروع أن توسع فيه عن طريق د. فاضل صالح السمرائي.
على أني أعتبر كتاب الجرجاني دلائل الإعجاز في علم المعاني هو أس هذه الدراسات ولا أخفي ما كان للإيديولوجيين من يد في إبعاد هذا المساق عن سبيل الدراسات اللغوية والأدبية والتي اقتصرت على الشعر، تاركة جوهر المعاني البيانية وفنون النظم القرآني جانبا.
أهم دعائم التفسير البياني:
1 - التبحر في علم اللغة؛
2 - التبحر في علم التصريف؛
3 - التبحر في علم النحو؛
4 - التبحر في علوم البلاغة؛
5 - لقراءات: فبالقراءات يترجح بعض الوجوه على بعض.
6 - أسباب النزول: وهو من الدلائل المهمة على فهم المعنى فبه تعرف كثير من الأمور التي قد يصعب فهمها لولاه؛
7 - النظر في السياق: فإن ذلك من ألزم الأمور للمفسر عموما، وللمفسر البياني على الخصوص. فبالسياق تتضح كثير من الأمور ويتضح سبب اختيار لفظة على أخرى، وتعبير على آخر، ويتضح سبب التقديم والتأخير والذكر والحذف ومعاني الألفاظ المشتركة.
8 - مراجعة المواطن القرآنية التي ورد فيها أمثال التعبير الذي يراد تبيينه ليستخلص المعنى المقصود.
9 - مراجعة المواطن القرآنية التي وردت فيها المفردة التي يراد تفسيرها واستعمالاتها ومعانيها ودلالاتها.
10 - أن يعلم أن هناك خصوصيات في الاستعمال القرآني كاستعمال الريح للشر، والرياح للخير، والغيث للخير والمطر للشر، والعيون لعيون الماء، والصوم للصمت والصيام للعبادة المعروفة وغير ذلك.
11 - أن ينظر في الوقف والابتداء وأثر ذلك في الدلالة والتوسع في المعنى أو التقييد فيه وما إلى ذلك.
12 - أن يسترعي نظره أي تغيير في المفردة والعبارة ولو كان فيما يبدو له غير ذي بال فإنه ذو بال، فإن وجد له تعليلا فذاك وإلا فسيأتي من ييسر الله له تعليله وتفسيره كالإبدال في المفردة نحو (يطّهّر) و (يتطهّر) و (يذّكر) و (يتذكر)،والذكر والحذف نحو (تذكرون) و (تتذكرون) و (يستطيع) و (يسطع) و (لاتتفرقوا) و (لاتفرّقوا)، وتغيير الصيغة نحو مغفرة وغفران، وعداوة وعدوان، ونخل ونخيل، والإدغام والفك نحو: (من يرتد) و (من يرتدد) و (يشاق) و (يشاقق) وما إلى ذلك. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العبارة.
¥