" الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى "

إذا اجتمعت قلة الأدب مع الجهل فانتظر العجب.

إن الحوار مع المعاندين أمر لا طائل من وراءه من قديم الزمان.

حيث إن المعاند مهما أريته من حجة طالبك بالألفاظ وتجاهل المعاني.

وفي هذا المبحث، فنصوص الإمام الطبري الدالة بالمطابقة والتضمن والالتزام على استحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة (التي يسميها المخالف للطبري صفات اختيارية) أكثر من أن تحصى. يعلم ذلك من تأمل كتب الإمام الطبري طالبا المعاني، لا مجرد الألفاظ، مع أن الألفاظ أيضا موجودة.

وفي هذا المقام، كان بإمكان هذا المعاند العنيد أن يطلب نص الإمام الطبري أو مدلوله بدون اتهام بالكذب، لكنه أبى إلا أن يسلك طريق الهمز واللمز لأنه براء من الأدب لا يحسن إلا الهمز واللمز كما حكم عليه الحاكم العدل.

ومع ذلك أجيبك:

في سورة الأنعام، نقل الإمام الطبري قول قتادة في تفسير احتجاج نبي الله إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام قوله رضي الله عنه: "علم أن ربه دائمٌ لا يزول. (جامع البيان، ج9/ص356)

فقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يؤخذ منه لمن كان في قلبه نكتة علم استحالة الزوال على الله، والله اسم للذات الإلهية الموصوفة بالصفات الكمالية، فعندما يقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يقصد لا تزول ذاته ولا تزول صفاته، وفي هذا كفاية لبيان دلالة قول قتادة على استحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة، وفيه رد على من يقول بأن الله يحدث في ذاته القرآن ويحدث في ذاته الحركات والسكنات.

ومع هذه الدلالة الواضحة من كلام قتادة، فقد بين الإمام الطبري مفهوم قول قتادة في تفسير قوله تعالى (القيوم) في سورة آل عمران فقال: معنى ذلك: القيام على مكانه. ووجَّهُوه إلى القيام الدائم الذي لا زوال معه ولا انتقال، وأن الله تعالى إنما نفى عن نفسه ـ بوصفها بذلك ـ التغيُّرَ والتنقل من مكان إلى مكان، وحدوثَ التبدُّلِ الذي يَحدُثُ في الآدميين وسائِر خلقه غيرِهم. (جامع البيان، ج5/ص178)

ففي هذا الكلام بيان تام لفهم الإمام الطبري لقول قتادة، وإقرار له، وهذا هو ما يقوله أهل السنة إلا من شذّ فجعل الله محلا للصفات الحادثة.

وكلام الإمام الطبري في تنزيه الله تعالى عن الصفات الحادثة شهير لا يغيب إلا على جاهل أو متجاهل، فقد قال الإمام الطبري في التبصير في كلامه عن صفات الله تعالى: لا يجوز تحوُّلها أو تبديلها أو تغيرها عما لم يزل الله ـ تعالى ذكره ـ بها موصوفا. (ص 150)

ولو جلبت كل كلامه في هذا المعنى لطال المقام، لكن في هذا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لا لمن كانت عادته الهمز واللمز وهو عنيد.

أما بالنسبة لنقل الإمام الطبري إجماع الموحدين على تنزيه الله تعالى عن الحركة والسكون إلى آخره، فهو مذكور معلوم في كتاب التبصير عندما بين استحالة أن يكون القرآن محدثا في ذات الله تعالى، فراجع ذلك الكتاب، وذلك الموضع، فإذا لم تفهم فسلام على فهمك.

ووفر رسالتك فما أنت عليه من إنكار الواضحات المتعلقة براي الإمام الطبري يتوقع منه أن تحرف كلام ذلك الإمام عن موضعه، وهو لا يحتمل ذلك، فليتك ترحم نفسك وتعرف قدرك.

ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Feb 2010, 06:15 م]ـ

قتادة رحمه الله تعالى يقول عن الخليل عليه السلام: علم أن ربه دائمٌ لا يزول.

ومن هذا الذي يقول بخلاف قول قتادة او يعترض عليه؟!

والطبري لم يزد على روايته للأثر، أما ما نسبته إليه من أنه يرى قوله دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى، فهذا هو الكذب الصراح ..

ألا تخاف من الله؟ ألا تخشاه؟ ألا تراقبه؟ ألا تستحي منه؟ ألا تعلم أن الله سيحاسبك على كل كلمة تقولها؟ ألا تدري أن الكذب من اكبر الكبائر فكيف إذا كذبت على أهل العلم؟

ثم تفسر كلام قتادة كما تريد وتنسب هذا التفسير للطبري!.

فهذا الكلام:

فقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يؤخذ منه لمن كان في قلبه نكتة علم استحالة الزوال على الله، والله اسم للذات الإلهية الموصوفة بالصفات الكمالية، فعندما يقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يقصد لا تزول ذاته ولا تزول صفاته، وفي هذا كفاية لبيان دلالة قول قتادة على استحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة، وفيه رد على من يقول بأن الله يحدث في ذاته القرآن ويحدث في ذاته الحركات والسكنات.

هو فهمك المحرف .. ورأيك المزيف لقول قتادة وليس فهم الطبري ولا رأيه،ثم تأتي وتنسبه بلا خوف من الله .. ولا مراقبة له .. إلى الطبري .. فالله يحاسبك على ذلك ..

ثم تقفز إلى تفسيره لفظ القيوم، وتأتي بكلام مبتور وتزعم أنه يدل على فهمك .. وكلام الطبري المبتور سبقه قول الطبري: "وقال آخرون: " معنى ذلك: القيام على مكانه ". ووجَّهوه إلى القيام الدائم الذي لا زوالَ معه ولا انتقال، وأنّ الله عز وجل إنما نفى عن نفسه بوَصفها بذلك، التغيُّرَ والتنقلَ من مكان إلى مكان، وحدوثَ التبدّل الذي يحدث في الآدميين وسائر خلقه غيرهم ".

فهذا الكلام لآخرين، نقله الطبري ثم رجح خلافه .. وليس كلامه ولا رأيه ..

ثم ألا تدري أن هذا الكلام الذي نقلته يناقض مذهبك ويدل على خلاف مطلوبك .. بل هو عندكم كفر صراح .. فهو كلام من يثبت المكان لله تعالى، " القيام على مكانه " .. فهل تثبت المكان لله حتى تحتج بهذا النقل؟ أم تنقل ولا تعي ما تنقله؟.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015