فإن كان بقي للحق مطمع، ولبست من التواضع ثوبا مرصع، فلك علي أن أعود لك، كما كنت هنا عليك، وأن أعتذر منك، كما جفلت عنك.

وإن أبيت إلا رأيك، ويا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، فأنت وشأنك، فلم يكن كل هذا مني لك أو عليك، بقدر ماكان لأولئك منك.

أسأل الله لي ولك وللجميع الهداية لأحسن الأخلاق والإذعان للحق.

ـ[أبو حسان]ــــــــ[07 Feb 2010, 04:42 م]ـ

فكرة الموضوع لها سنوات وهي تدور في خلدي وذهني وناقشت فيها عددا من طلبة العلم

وقبل أن أُنزلها هنا استغرق كتابتها وتحريرها مني قرابة الأسبوع

وعمدت إلى تحريرها خوفاً من أن يفهم البعض من المتعجلين أمراً آخر غير الذي قصدته نظرا لحساسية الموضوع

وبعد هذا كله:

تأتي الردود:

فيأتي أحدهم بكل بلادة وبرودة مدعياً أني لا أعي ولا أفهم ما أقول

فسكت

ثم جاء آخر وعلق بسخرية فقال: لعل الكاتب. لاحظ بأسلوب الغيبة، لعل الكاتب لا يفرق بين التدبر والتأويل

فسكت

ثم جاء آخر فقال: يا أبا حسان تقديس السلف مدحة وليس منقصة

ثم سكت أيضا

ثم رجع أخونا الأول وحول النقاش للنيل من الأشاعرة والتشفي من زميل له آخر

فسكت

ثم علقتُ بكلام مؤدب رجاء أن يفهموا ما أقول

فرجع أخونا الأول ليتهمني مرة أخرى قائلاً: أنت لا تعرف شيئاً عن القول الذي تناقشه

ثم لما رأيت المشرفين لا يتدخلون أمام هذه السخافات في الردود لجأت لأسلوب الشد معهم أملاً بأن ينتهوا

فتقهقروا قليلا

ثم جاء الأخوة المشرفون فألقوا اللوم علي

فرجع هؤلاء مرة أخرى لما وجدوا من يدافع عنهم

وما زالوا حتى الآن يتهجمون بلغة عاطفية حماسية فيها تعدٍ على شخصي دون أن يناقش واحد منهم أصل الفكرة، ودون أي تدخل من المشرفين

فماذا تريدون بعد هذا أن أفعل؟

لو أنك أخي الحبيب في قاعة التدريس في الجامعة تقرر لطلابك مسألة علمية فخرج لك واحد من الطلاب وقال: أنت لا تفهم ولا تعي ما تقول يا دكتور

فسكت أنتَ وخاطبته بلغة محترمة

فتمادى وأعاد عليك الكلام وأنت تدرك تمام الإدراك أنه بليد ولا يفهم شيئا

ماذا ستفعل معه؟

اترك الإجابة للمشرفين فأنا ضيف عندهم قد حللتُ بساحتهم العلمية وأحسب أني في مقامهم وكلي أمل أن يكفوا عنا هؤلاء الصبية ولا يدافعوا عنهم فليس هذا من شيم أهل الكرم والضيافة

ـ[أبو حسان]ــــــــ[07 Feb 2010, 04:44 م]ـ

ليعذرني من وجد للصبر حيلة، أشهد أني لم استطع صبرا

ألله أكبر .. لم تجد من يحاورك عن علم فأفشيت سرا، وكأنك ملأت الدنيا فكرا وعلما، أو أدبا وشعرا، يمين الله لو أتيت ببدعة صلعاء، يفر من صفيرها الصافر، ثم جئت في تؤدة ووقار لألفيت من يرخي لك سمعا، ويغض عن تخرصك طرفا، أما ومن لكت فهومهم بلسانك هم هم، وامتدحتهم تعريضا وهم القوم، هذا لعمري في القياس بديع، ثم ارتقيت فوق ذلك بأنك واحد العالم، وأن ثانيه لم تعرف له أم، وأنك عين اليقين، تزيل شبهة المرتابين، فلا ولا وألف لا.

مه يارجل .. ظلمت نفسك، وسفهت إخوانك ولبست لباس التهمة، وزيفت فهوم القوم، فهلا جئت على قدر يا أبا حسان، حتى يستقيم لك الأمر، ويصدر عن موردك الغمر، وتلين لوحشته القلوب، ثم لا شأن لك بعدها بوارد أو صادر، أو مقبل أو مدبر، أما أن تتقحطن قبل القحطاني، وتجهجه بقولك قبل الجهجاه، وتسوق أهل العلم بعصاك، لتقرع بسليط لسانك من لم يقبل دعواك، فادرج عن هذه وابحث عن غيرها، فستجد من هؤلاء الصغار من يسومك سوم العذاب، قبل القدوم على العظيم الذي لاشئ أعظم منه، ودع عنك فطير الرأي، وساذج الفكر، ونفخ الكلام، والزهو بالنفس، واستعذ بالله فما أرى إلا أن الشيطان قد نفخ في منخريك، ثم أوحى لك بأنك واحد العالم.

ولا تعجب ياكبير حين استفززت حليما، أو استدعيت للرد صغيرا، من كان مخطئا في موالاة فهومهم عرف حجته غدا، فماهي حجتك أنت غدا عند الله، حين هدمت أصلا ولم تقم له فرعا، وحدثني عن جديدك ياكبير في قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) ومثيلاتها من الآيات، التي هدانا الله لفهمها بفهوم أولئك القوم، ودعك من سوى ذلك، فما من قائل إلا راد ومردود عليه غير محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كنت من طبقة أبي حنيفة، لتقول هم رجال ونحن رجال، فأرنا ماوراء الأكمة، وافترع فكرة الساعة، وقل قول الدليل، ثم ضع العمامة أو دعها، فأنت ابن جلا وطلاع الثنايا حينها.

كلأنا أبا حسان مغموران، فاصرف عنا كبر قلمك، وتكلم كلام الحكل نصبر لكلْمك، فلا كبير ولا صغير حين تصيب ولو تكلمت كلام النمل، أما حين ترعد وتزبد، وتنشر سحابة ثم لا تمطر إلا بمثل قولك، فحوالينا ولا علينا، هناك حيث لا قرآن ولا سنة ولا توقير لمن نقل القرآن والسنة.

ومتى ضاق فهك عن فهم السلفية، فإني أزعم لك أني سلفي حتى النخاع، حتى تصدق دعواك وأنى لك ذلك، فلو أن ما ورث عن تلك الفهوم لا يعدل القشة في ميزان العلم، فلن تترك عقول من زكاهم صاحب الشرع، لقول مستتر لم يعرف اسمه فضلا عن علمه ورسمه، إلا انتفاخات يذهبها ان شاء الله قليلا من التجشؤ والنفث.

ترفق يارجل بإخوانك، بل بنفسك من قبل، ولن في كلامك، وتجمل في قولك، فلو كنت شافعي زمانك، لما أصغى هر لإنائك، فضلا عن صغير أو كبير.

فإن كان بقي للحق مطمع، ولبست من التواضع ثوبا مرصع، فلك علي أن أعود لك، كما كنت هنا عليك، وأن أعتذر منك، كما جفلت عنك.

وإن أبيت إلا رأيك، ويا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، فأنت وشأنك، فلم يكن كل هذا مني لك أو عليك، بقدر ماكان لأولئك منك.

أسأل الله لي ولك وللجميع الهداية لأحسن الأخلاق والإذعان للحق.

لن أعلق احتراماً للمشرفين وللقراء، وأملاً بأن يكون التدخل منهم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015