حديثة وساحبات صغيرة، وفي جناح الصين يروعك الخزف الصيني , وفي جناح دولة الإمارات العربية يروعك رجل واقف وعليه العقال والكوفية وأمامه امرأة (منقبة) فإذا هما منسيان!

بيان 11 آذار

الأربعاء 13 آذار 1974م = 19 صفر 1394هـ

لا زلت أذكر يوم الحادي عشر من شهر آذار سنة 1970 كنت يومها أدرس في الموصل في كلية الآداب في الصف الثالث , عندما حل المساء أُعْلِنَ أن رئيس الجمهورية سيذيع بياناً هاماً , كنت أسكن في القسم الداخلي في الفيصلية أنا والأخ صالح سليم الحمد في غرفة صغيرة في الدور الأخير من بناية القسم، وأعلن رئيس الجمهورية البيان الذي سُمِّيَ يومها بيان 11 آذار الذي تم بموجبه إنهاء القتال في شمال العراق بين الأكراد والجيش العراقي , على أن تُنَفَّذَ بنود بيان 11 آذار تباعاً , واحتفل الناس وصخبوا وماجوا ورقص الطلبة الأكراد في القسم مع بعض الطلبة العرب من العراقيين، ووزعوا الشكولاتة والمرطبات، وبدأ الناس يذهبون إلى الشمال للتفسح، وأعلنت الحكومة أنها ستعيد إعمار الشمال وكانت هناك مديرية أو وزارة خاصة بإعمار الشمال , واستبشر الناس لهذا الاتفاق وأمَّلُوا أن تكون الخاتمة خيراً , ومضت سنة وسنتان والهدوء يُخَيِّمُ على الشمال والإعمار يجري، وعندما أُعْلِنَ الميثاق الوطني وبعدها إعلان الجبهة الوطنية التي ضمت الحزب الشيوعي وحزب البعث رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني الانضمام إلى الجبهة، على أن الحوار استمر بين الأطراف، وفي الصيف الماضي شنت صحيفة الثورة لسان حزب البعث حملة تقابلها صحيفة التآخي لسان الحزب الديمقراطي الكردستاني من الاتهامات، كُلٌّ على الطرف الآخر، وطُبِعَتْ مقالات الثورة في كتاب تحت عنوان: لكي يسود السلام وتتعزز الوحدة الوطنية , وما كان ذلك إلا هدماً للوحدة، وكان آخر بنود بيان آذار أو أهم بنوده هو إعطاء الحكم الذاتي للأكراد , وكان آخر موعد لذلك هو 11 آذار الذي مر قبل أيام قليلة , وكانت الحكومة قد طرحت مشروع الحكم الذاتي منذ عدة أشهر للوصول إلى الصيغة المرضية ولكن الحزب الكردستاني كان دائماً له رأي متطرف , وشعر أن الحكومة تحاول أن تشق صفوف الحركة الكردية، وقد استطاعت أن تضم الشيوعيين إلى جانب الحكومة. وفعلا أعلن الرئيس أحمد حسن البكر في يوم الحادي عشر من آذار 1974 كما أُعْلَنَ من قبل , أَعْلَنَ مشروع الحكم الذاتي، وكان هذا الإعلان بداية شؤم , فقد رفضه الأكراد فوراً لأنه لا يحقق مطالبهم والتي منها ضم مدينتي كركوك وخانقين إلى إقليم كردستان, وأغلق الأكراد جريدتهم التآخي التي تصدر في بغداد، وهددوا بسحب وزرائهم الأربعة من الحكومة، ومن جانب آخر تناقلت الأنباء أخبار تجدد القتال في شمال العراق بين الأكراد والجيش، ولا يُدْرَى ما ستصير إليه الأمور.

الجمعة في مسجد الجمعية الخيرية

الجمعة 15 آذار 1974م = 21 صفر 1394هـ

حقا إن الجمعة بالنسبة للمسلم عيد , من الصباح ونحن نحسب لصلاة الجمعة حسابها , ونعد أنفسنا ونتساءل عن المكان الذي سنصلي فيه , وقبل أن يحين وقت الصلاة نخرج من الشقة إلى أحد المساجد القريبة، صلينا أكثر من جمعة في جامع الزمالك، وكذلك في مسجد أولاد علام، قبل جمعتين صلينا في جامع الجمعية الخيرية في ميدان الجيزة ركبنا (بالاوتوبيس) رقم 800 ونزلنا في ميدان الجيزة حيث يوجد جامع متواضع ودخلنا فلم نسمع قارئ القرآن، رغم أن وقت الصلاة قد قرب، وبعد أن صلينا سنة تحية المسجد مر علينا شاب ودفع إلى كل واحد جزءاً من المصحف، فإذا هم يسيرون على هدي المروي من السنة أن المصلين كانوا يقرءون القرآن فرادى حتى حين وقت الصلاة , وصار العمل على أن يكون لصلاة الجمعة أذانان , الأذان الأول عند دخول الوقت، ثم يصلي الناس سنة الجمعة قبل الصلاة، وهي موضع خلاف بين الفقهاء، ثم يكون الأذان الثاني بعد صعود الخطيب على المنبر , أما هذا الجامع فقد كان هناك أذان واحد بعد أن صعد الخطيب المنبر، وخطب خطبة الجمعة دون أن يصلي أحد قبل الجمعة شيئاً، أما اليوم فقد صلينا الجمعة في جامع المدينة المنورة جامع بسيط يقع خلف نادي الصيد لكن خطيبه الشاب الحاج إبراهيم يبعث في القلوب الخشوع.

تسلم مبلغ

السبت 23 آذار 1974م = 29 صفر 1394هـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015