يرمى إلينا محاضرات مطبوعة (70 صفحة) منذ سنة 1970 في معهد الدراسات العربية، وقام هو إلى الآن خلال المحاضرات بالتعليق على ما موجود في المحاضرات ولا يزيد، وكأن الأمر قد انتهى , وربما أخذنا عنده صفحات محدودة في الانجليزية، ومادة اللغة الانجليزية المشتركة بين كل الفروع ليس فيها ما يُعَلِّمُ أو يُقْلِقُ، ودرس اللغة العبرية الذي يلقيه علينا الدكتور محمد سالم الجرح أقرب إلى السهولة، ويبقى درس الدكتور عبد الصبور شاهين الذي سنستفيد منه إن شاء الله.

البحث عن بعثة

الاثنين 10 آذار 1974م = 10 صفر 1394هـ

كنت قد مررت يوم الخميس الماضي بالملحقية الثقافية العراقية في القاهرة لأستطلع الأخبار الجديدة بعد أن سمعت أن هناك بعثات جديدة، وأنه ربما تكون هناك منح ومساعدات للطلاب الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة , وجدت هناك إعلانا للبعثات لعام 1974 - 1975 فعلاً، ولكن التقديم قد انتهى من يوم 26/ 2 والإعلان لم يصل إلا بعد 26/ 2/1974 , كان ضمن البعثات عدد من الدرجات للتخصص باللغة العبرية , للحصول على الماجستير والدكتوراه، والمؤهلات المطلوبة: خريج الآداب فرع اللغة العربية أو العبرية أو لغات سامية , فكرت في الأمر وحَدَّثْتُ نفسي بمحاولة الاستفادة من الفرصة والتقديم فربما كان ذاك من نصيبي , وكانت في يوم الخميس لدينا محاضرة في اللغة العبرية للدكتور الجرح فعرضت عليه الأمر , على أن يعطيني تأييداً بإمكانية دراستي اللغة العبرية في دار العلوم بعد أن أختم السنة التمهيدية. وقد أبدى تفهماً كبيراً للموضوع ولكنه لا يمكن أن يعطيني هو ذلك التأييد إلى خارج مصر , وإنما كتب رسالة إلى عميد الكلية يُعْلِمُهُ فيها بطلبي ومحاولة تزويدي بمثل ذلك التأييد , وذهبت اليوم إلى عميد الكلية أستاذنا الدكتور كمال بشر , فرَحَّبَ هو الآخر وأعلم السيد عبد المجيد مسجل الكلية بعمل الكتاب، وقد أخذته اليوم بعد الواحدة ظهراً، ولم أستطع الذهاب إلى السفارة واكتفيت بتصديقه من الوافدين، وذهبت اليوم إلى الملحقية الثقافية وأكملت تصديق الكتاب، وقدمت طلباً أشرح فيه الأمر معنوناً إلى مدير البعثات بواسطة الملحق الثقافي، أطلب فيه إتاحة الفرصة لي وقبولي في البعثة التي تخص اللغة العبرية. وقد قامت الملحقية بدورها بتحويل الطلب وكتاب التأييد إلى مديرية الملحقيات الثقافية في بغداد للنظر في الطلب والبت في الأمر.

الحق أنني كنت متردداً في الأقدام على هذه الخطوة أول الأمر , وليس الصعوبة المتوقعة للدراسة هي العامل الوحيد الذي يدفعني إلى التردد وإنما حرصي على التخصص في مجال اللغة العربية ثم إن العبرية لغة أعداء الإسلام من أول يومه، ولكن هذا من جانب آخر يحفزني على دراستها. وهناك أمر هام يحدد وجهة نظري وهو الناحية المادية في الموضوع , إذ إن الحصول على البعثة معناه، إن شاء الله , تحقق الحصول على ما أنفق منه للمعيشة ثم أجور السفر وربما الطبع والأمور الأخرى، ثم المستقبل أيضا قد يكون أكثر ضماناً، وقلت أُقَدِّمُ واترك الأمور، وأنظر ماذا سيقدر الله لي منه.

معرض القاهرة الدولي

الثلاثاء 12 آذار 1974م = 18 صفر 1394هـ

كنا نهيئ أنفسنا له من زمان مضى، ونأمل أن نجد فيه بغيتنا وأن نشتري ما ينقصها من مواد غذائية وخاصة السمن والرز , إنه معرض القاهرة الدولي , فتح أبوابه قبل ثلاثة أيام، ولكن لم يسمح للجمهور بالدخول إلا هذا اليوم، وذهبت أنا والأخ صباح هذا اليوم ودخلنا مع أول الداخلين قبل أن يشتد الزحام، وكانت أنظارنا موجهة إلى فرع العراق على أساس أننا سنجد بعض المواد الغذائية , ودرنا في المعرض هنا وهناك ووصلنا إلى فرع العراق , عرضوا فيه ما يمكن أن ينقل من منتجات الزيوت ومعمل الأدوية والزجاج والنسيج والصوف والجلود والكهربائيات ومثل هذه النواعم، ولم نجد شيئاً مما كنا نود العثور عليه، وسرنا بعد ذلك لنرى بقية الفروع فاستوقفنا طابور طويل , واستغربنا لأن الطوابير عادة نراها أمام المجمعات الاستهلاكية , وإذا بالناس يشترون الصابون والزيت من أحد فروع مصر في المعرض، كان المعرض يضم أجنحة عدة دول وشركات ولكن كان لبعضها عرض رائع وخاصة الآلات، مثل جناح ألمانيا الغربية فقد عُرِضَ من آلات النسيج شيء يثير الإعجاب، إضافة إلى آلات زراعية

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015