محاضرة الدكتور عبد الصبور

الأحد 3 شباط 1974م = 11 محرم 1394هـ

كان ينتظرنا قبل الرابعة .. المحاضرة تبدأ في الساعة الرابعة , كان الدكتور عبد الصبور شاهين يحاول ألا يدع فرصة دون أن يستغلها، أي أنه حريص على عدم تضييع محاضرة، وجلسنا وبنفس عدد الأمس تقريباً , ولكن هذه المرة العيون مفتحة والآذان مرهفة تسمع ما يلقى، حقاً قد تبين لي أن الدكتور عبد الصبور عالم بحق وهو مع ذلك مثال التواضع، وإن كان أحياناً يذكر ما قام به من أبحاث، ولكنه يحق له أن يفخر بها. هو الآن يدرسنا الأصوات الدولية في جدولين من الرموز، وهو يحاول بكل الوسائل أن يبين لنا طريقة تكوُّن الأصوات حتى إنه يضحكنا في بعض الأحيان , ولعل تعلم الصوتية الدولية وإتقان الكتابة بها لن يستغرق وقتاً طويلاً، وهو بذلك سيتحول إلى تدريسنا بعض موضوعات كتابه القراءات على ضوء علم اللغة الحديث، وهو سفر جليل، وله كتاب آخر سابق لهذا وهو تأريخ القرآن , ويبدو لي الدكتور شاهين مثالاً للرجل المسلم العامل الفاهم، الحكمة ضالته، فهو قد أتقن ما عند العرب وعرف ما عند الغرب، وحاول أن يصل إلى الحقيقة من خلال ذلك، فهو متقن للفرنسية لا بل قد ترجم عدة كتب منها، ومنها بعض كتب مالك بن نبي، وكتاب لهنري فليش، وهو العربية الفصحى , وإني أفكر منذ زمن إذا أمد الله بالعمر ونجحت أن أسجل معه موضوع الماجستير.

درس اللغة الإنگليزية

الاثنين 4 شباط 1974م = 12 محرم 1394هـ

لا أدري لماذا خصصوا ساعتين في الأسبوع للغة الإنگليزية، لأول وهلة يشعر المرء أن هذه المادة تحتاج ما تحتاجه المواد الأخرى على الأقل، فتلك وقتها ساعتان وهذه ساعتان , بل ربما ظن المرء أنها تحتاج إلى أكثر من ذلك، على أساس أنها لغة أجنبية، انتظرنا أستاذ المادة د. عبد العظيم درويش أسبوعاً وأسبوعين، من بداية الدراسة ولم يحضر، وأخيراً أخذ يحضر فإذا هو رجل في آخر العمر، ضخم الجسم طويل، علامات الشيخوخة بادية عليه، المادة التي ندرسها مجموعة في محاضرات مطبوعة عن تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام باللغة الإنكليزية في 45 صفحة، وأخذنا ندرس في الأسبوع صفحة، فإذا نحن لم ندرس إلى الآن إلا صفحة أو صفحتين، يقرأ في الصفحة ويقف عند كل كلمة يعطي معناها، ونحن نسجل معاني الكلمات، وتنتهي المحاضرة وأكثر الطلاب لا يحضرون، ويكفي عند الأستاذ أن يحضر الطالب مرة واحدة ويسجل اسمه وبعد ذلك عليه السلام، يبدو أن الأستاذ قد شعر أن هذه المادة طويلة 45 صفحة وتحتاج منه إلى جهد، فإذا به يوماً ما يقول أريد أن أحدد المنهج، تفضل! صاح الطلاب خَفِّفْ عنا يا دكتور المادة (تِئِيلَة) .. فإذا به يحدد ويعين صفحات لا تزيد عن (12) صفحة للدراسة وليتنا ننهيها، و3 صفحات للترجمة سيعطينا ترجمتها ونحفظها بعد ذلك لنؤدي بها الامتحان، ولو أني انصرفت يوماً واحداً لدراسة هذا المنهج لكفى، فوا أسفى على الوقت المُضَاع!

محاضرة للشيخ سيد سابق

الأربعاء 6 شباط 1974م = 14 محرم 1394هـ

لفت نظري وأنا ذاهب إلى مكتبة جامعة القاهرة قبل أيام لافتة مكتوب عليها أن هناك محاضرة عن (الإسلام سبيل التغيير) يلقيها الأستاذ سيد سابق , وتوقفت أمامها ورددت قراءتها لأتأكد من الأمر، فإذا هو كذلك، والمكان في كلية الهندسة، ورغبت كثيراً في حضور هذه المحاضرة والاستماع إلى سيد سابق والظفر برؤيته، فإني قد قرأت له في عدة كتب، وعرفته من خلالها، وإن تلك القراءة تشدني إلى معرفته، وقد رغب الإخوة خليل وصباح بالذهاب أيضاً، وقد كان الموعد بعد ظهر اليوم في كلية الهندسة , حضرنا المحاضرة التي ألقاها سيد سابق بأسلوبه الذي عرفته من كتبه ويعجبك فيه وقاره وخفة روحه معا. وقد حضر المحاضرة عدد كبير، وكان من ضمن هذا العدد أيضاً عدد من الطالبات الملتزمات بالزي الإسلامي أتم التزام، وبعد ذلك خرجنا نمشي من كلية الهندسة وتجاوزنا كوبري الجامعة، وصلينا العصر في جامع صلاح الدين الأيوبي على رأس الكوبري (الجسر) من جهة الشرق، ومن هناك ذهبنا لزيارة بعض المعارف د. صِدِّيق ثم إلى شيخ مجاهد ومن معه. وفي المساء عدنا إلى البيت في الإعلام، بعد أن ظفرنا برؤية الأستاذ سيد سابق أحد الرواد الذين قادوا الجيل ..

زيارة خامسة لمعرض الكتاب

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015