لاحظت لافتة معلقة مُعْلَناً فيها أن هناك مناقشة رسالة ستجري يوم 28/ 1/1974 أي يوم أمس مقدمة من السيد رفعت الفرنواني المعيد في كلية دار العلوم، وهي في خصائص لغة الجبرتي التركيبية لينال بها درجة الماجستير في اللغة , كانت لجنة المناقشة تتكون من الدكتور كمال بشر مشرفاً على الرسالة (وهو عميد الكلية الآن) والدكتور عبد الصبور شاهين والدكتور خليل عساكر الأستاذ المصري المعروف، وهو منتدب في جامعة الخرطوم، وبدأ المناقشة الدكتور عساكر فَعَرَّى ذلك البنيان الذي شاده الفرنواني وطعن في الأسس التي استقى منها الفرنواني مادته عن لغة الجبرتي وخصائصها .. وبعد ذلك جاء دور الدكتور عبد الصبور شاهين الأستاذ في قسم علم اللغة في دار العلوم، وقد ركز على بعض المسائل الخاصة واللفتات الصغيرة من جوانب الرسالة بعد أن أعلن أن مناقشة الدكتور خليل عساكر قد أحرقت كل ملاحظاته .. ولكن هذا الرجل دائما يحاول أن يخدم الفكرة التي سيطرت في ذهنه وملكت عليه حواسه فهو لا يزال يعلنها كل حال، وقد ناقش الطالب مناقشة حادة ونقده نقداً مراً حين عبر الطالب بأسلوب يمكن أن يفسر على أنه حط من أقدار العلماء المسلمين أو الإسلام وأنه يقابل الحضارة الغربية، أي أن الإسلام يمثل الوجه الثاني الذي يقف ضد الحضارة وهو التخلف .. المهم أن الفرنواني حصل على الماجستير بدرجة ممتاز وما قَدَّمَتِ المناقشة في النتيجة ولا أخرت، وأخذ الدرجة العليا، ومر كل شيء بسلام.

صباح رشيد شلال

الأربعاء 30 كانون الثاني 1974م = 7 محرم 1394هـ

منذ أن نزلت القاهرة مع الأخ خليل كان هو مشغولاً لمدة شهر أو أكثر بتتبع معاملة قبول لأحد معارفه صباح رشيد شلال (الأعظمي) , وهو ممن تخرج معه في بغداد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ويريد أن يدرس هنا الماجستير , وكنت قد رأيته سابقاً عندما جئت إلى القاهرة في الصيف كان هو في نفس الطائرة التي وصلت بها هو والأستاذ محمد أمين الأعظمي الذي يدرس في جامعة الموصل , وهما قاصدان القاهرة للزيارة. وكان صباح بعد أن استقر به المقام هو وصاحبه في مدينة دبلن بأيرلندا للدراسة لم يطب له المقام ورجع إلى بغداد , وأرسل أوراقه مع الأخ خليل حيث بذل له فوق ما يمكن أن يبذل إنسان لنفسه، فالأخ صباح متأخر في التقديم وليس لديه المعدل المطلوب، المهم أن قبوله ظهر قبل أكثر من أسبوع، وأرسل خليل برقية إليه يدعوه فيها للحضور , وفعلا قد وصل الأخ صباح يوم الاثنين الماضي، ونزل معنا في البيت أنا وهو في غرفة واحدة، إذ إن الغرفة التي أنزل فيها واسعة وفيها سريران , والأخ خليل يسكن في الغرفة الأخرى , يبدو أن صباح رجل هادئ الطبع خفيف الظل، على كل حال هو متدين وكفى. وقد جلب لي معه من العراق من الأهل شاي وقلم حبر ومعجون حلاقة وأسنان! قد أرسلها الأخ سالم من هناك، ولا أدري كيف تم ذلك، وسَكَنُنَا ثلاثةً في الشقة لن يسبب على ما يبدو لنا أية مزعجات، بل إنه سيخفف منها ويبعد شبح المصروفات الكثيرة.

معرض الكتاب

الخميس 31 كانون الثاني 1974م = 8 محرم 1394هـ

قبل أن يفتح معرض القاهرة للكتاب الدولي أبوابه قامت حملة دعاية واسعة, وقد فتح المعرض أبوابه للجمهور يوم 27/ 1/1974 الجاري وكنت أفكر في شراء مجموعة من الكتب قد تعبت في التفتيش عنها في المكتبات أو أني لم أهتد إلى المكتبات التي توجد فيها، فكان هذا المعرض فرصة نادرة وجيدة للعثور على كتب ربما تكون ذات فائدة بالنسبة لي في مجال اختصاصي الجديد عليَّ , كان المعرض يضم مكتبات وشركات مصر والدول العربية وبعض الدول الأخرى , وقد ذهبت للمعرض قبل يومين وحاولت أن استكشف ما فيه من كتب ولم أشتر إلا القليل بانتظار العودة مرة أخرى , وذهبت مبكراً ولازلت أدور في جنبات المعرض ويداي تثقلان بما أشتري من الكتب حتى أصبحت لا أقوى على حمل ما اشتريته من كتب أكثرها في علم اللغة، تشكل مجموعة قيمة , وبعضها في العقيدة والفكر الإسلامي , وخرجت وبدأت مشكلة المواصلات والحمد لله وصلت الشقة، ولكن هناك من ذكرني بما سأعانيه من نقل هذه الكتب إلى العراق وهذا أمر لم يحن التفكير فيه .. لاحظت أن وزارة الإعلام العراقية قد فتحت لها جناحاً أيضاً ولكنه بائس، خلاف المكتبات الأخرى التي تشرق بالكتب الجديدة , جناح الوزارة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015