يا فارس العد إني مغرم بكمُ ** فامض حماك الله و اصطبر

و عطر القلب من علم له سكنت ** نفسي بريا نشره العطر

نفعني الله و إياكم

يغفر الله لي و لكم

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Feb 2010, 07:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

إلى الأخوين الفاضلين الكريمين، عبد الله جلغوم و محمود الشنقيطي

******

يا فارس العد إني مغرم بكمُ ** فامض حماك الله و اصطبر

و عطر القلب من علم له سكنت ** نفسي بريا نشره العطر

نفعني الله و إياكم

يغفر الله لي و لكم

إلى أخي الحبيب الشاعر المبدع عمارة شندول:

أحسنتَ يا شاعري، هانوا ولم تَهُنِ

هذي الحقائقُ لا تخفى على الفطِنِ

أعلنتُ عشقي لها، واليوم أُعلنُها

ماضٍ أنا، وسيوفُ الله تحرسُني

هذا الكلامُ الذي قد قلتَ أسعَدني

فطالما كان لي حظٌّ من الحَزَنِ

يا ليت من عقّني قد كان أمهلَني

لكنها سيرةُ الإبداعِ في السُّننِ

القولُ في الشيءِ فرعٌ عن تصوُّرهِ

يأبى الحقيقةَ مَنْ يشكو مِنَ الوهنِ

إنْ كنتَ بي مغرماً،فالقلبُ فيه لكمْ

قدرٌ كبيرٌ من الإجلالِ والسَّكَنِ

فالله يحفظكمْ، والله سدّدكُمْ

والنصرُ من عندهِ، لعبدهِ المؤمنِ

قد كان لي من هوى الإعجاز سابقةٌ

فضلٌ من الله أنْ للنّور ِ ألهمَني

إن كان عارَضَني، منْ كان يجهلُني

فاللهُ أعلمُ بي، واللهُ وفَّقَني

يا شاعري، ليت كلٌ الناس مثلكُمُ

ما كان زيدٌ ولا عمروٌ يعاندُني

يا ليتهم أدركوا ما نحنُ ندركُهُ

كنّا مضيْنا معاً حرباً على الفتَنِ

لكنهم قد أبَوْا فضَلّ رأيُهمُ

وظلَّ جاهلُهمْ بالسّوءِ يمُطِرُني

قد ظنّ ما ندّعيه اليومَ مهزلةًً

وأنّ ما عندنا صِفرٌ من الثّمَنِ

وظنّ ما عندنا نوعاً من اللّعبِ

أعمى البصيرةِ والشيطانُ في قَرَنِ

قد هزّني قولُهُ في خاتمِ الكتبِ

وغاب عنهُ الذي قد كان أذهلَني

إعجازهُ العدديُّ اليومَ موعدُهُ

في العقلِ مسكنهُ،والعيبُ في الأُذُنِ

صبرا أخي، فالهدى، والنصرُ آتٍ غدا

والحقّ آتٍ غداً، والقولُ للزّمنِ

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:23 م]ـ

ومن روائع الإعجاز العددي في الآية (عليها تسعة عشر):

الآية (عليها تسعة عشر) هي الآية رقم 30 في سورة المدثر، وقد ذكرنا في مداخلة سابقة أن موقع الآية محدد بتدبير إلهي محكم بعيد عن المصادفة واجتهاد المجتهدين .. وقد أعود إلى هذا الموضوع ثانية ..

ما أود الإشارة إليه هنا:

الآية التالية للآية (عليها تسعة عشر) هي الآية رقم 31، وهي الآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19. (وما جعلنا أصحب النار إلا ملئكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتب ويزداد الذين ءامنوا إيمنا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكفرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر).

ماذا يعني أن تأتي الآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19 في موقع الترتيب 31، وليس 32 مثلا؟

في اعتقادي أنها دعوة للتدبر في هذين العددين. وبعبارة أكثر وضوحا: هذان العددان هما من مفاتيح التدبر في الترتيب القرآني.

البعض ما زال عاجزا عن فهم هذه الحقيقة، ولا يريد أن يرى في العدد 19 إلا ما ارتبط باستغلال هذا العدد استغلالا سيئا، وهذه النظرة الضيقة لا تقل سوءا عن تلك، فواحدة تمثل الانحراف عن الدين والأخرى تمثل الانحراف به. والخاسرون في النهاية هم أهل القرآن.

على أي حال،

في هذه المشاركة سأذكر بعض ما يؤكد العلاقة بين العددين 19 و31:

ما عدد آيات القرآن التي رقم ترتيب كل منها 31 في سورتها؟ الجواب: 63 آية.

ما عدد الآيات – من بين هذا العدد – التي ورد في كل منها لفظ الجلالة (الله)؟

الجواب هو: 19 آية لا غير.

أتلاحظون أيها الأفاضل؟

لقد تمت مراعاة الحقيقة الملموسة في سورة المدثر؛ فجاء عدد الآيات التي رقم ترتيب كل منها 31، وورد فيها لفظ الجلالة (الله) 19 آية لا غير.

19 آية لا غير من بين 6236 آية ... ليس 18 ولا 17،إنها مقتطعة بحساب، وما سيتبقى من هذا العدد سيكون له شأن آخر ..

ألا ترون أن عدد هذه الآيات محسوب؟ وأن مواقع ترتيبها محسوب؟ وأن عدد كلماتها محسوب؟

أيحتاج البعض إلى مزيد من الاطمئنان؟

من بين الآيات الـ 19 آية واحدة مؤلفة من 19 كلمة.

والسؤال هنا: أين وردت هذه الآية؟

الجواب: في سورة لقمان.

ما وجه الإعجاز هنا؟

الجواب: سورة لقمان هي السورة رقم 31 في ترتيب المصحف؟

أترون أين وردت الآية الوحيدة من 19 كلمة؟

عودة إلى الآية رقم 31 سورة المدثر:

لقد جاءت هذه الآية مؤلفة من 57 كلمة، لا غير، لا زيادة ولا نقصان، ولا تقبل زيادة ولا نقصانا .. وقد حسب بعض المفترين أن هذه الآية هي مما زيد في القرآن، وذلك بسبب طولها غير المنسجم مع باقي الآيات في سورة المدثر المميزة بقصرها ..

وما علم هذا المفتري أن مجيء هذه الآية من العدد 57 هو عين الإعجاز في الترتيب القرآني ..

سأترككم تتأملون العدد 57، إنه يساوي 19×3.

ماذا ترون؟

أترون العددين 19 و 31؟

أنا أرى جملة من الأعداد وليس عددين .. وكل منها يختزن جملة من دلائل الإعجاز في الترتيب القرآني ..

هذا هو الترتيب القرآني، ترتيب إلهي وليس بشريا، تريدون أن يجري وفق مقاييس وضوابط تضعونها له، لو كان وفق مقاييسكم لكان أشبه بما يقدر عليه البشر ..

فيا حسرتاه على أولئك الذين يرون في هذا الإحكام لعباٍ ولهواً، وعلى أولئك الذين لا يرون شيئا ..

خاتمة هذه المشاركة:

ما زلنا في البداية ..

وهناك من يجرؤ على وصف هذا الإعجاز بالهراء والتكلف وأشنع الصفات، فمتى يجرؤ البعض وينطق بالحق ويقول بل الإتقان وغاية الإحكام؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015