- قال: الوجه المصحح لإطلاق هذه الألفاظ (أي التسبيح) على الصلاة (مثل: وسبح بالعشي والإبكار، فلولا أن كان من المسبحين ... الخ) أن الصلاة مشتملة على التسبيح أو لأن الصلاة الشرعية تنزيه من حيث إن الآتي بها منزه مخلص موحد قد نزه الله عما يقوله أهل الكفر والشرك.

- ذكر كثيرا من مباحث الإعراب والإشتقاق والمعاني واللغة يرجع لها في الرسالة.

- ذكر المؤلف استشكال بعض الناس في أن الإسراء إنما هو السير بالليل فما الحكمة من قوله (أسرى بعبده ليلا) ثم أجاب عنه فقال: الأمر وإن كان كذلك إلا أن العرب تفعل مثل ذلك في بعض الأوقات إذا أرادت تأكيد الأمر، والتأكيد نوع من أنواع كلامهم وأسلوب منه، تقول العرب: أخذ بيده وقال بلسانه، وفي القرآن العزيز (ولا طائر يطير بجناحيه) (يقولون بأفواههم) (فخر عليهم السقف من فوقهم)

ثم ذكر شواهد من شعر العرب كقول جرير (سرى نحوها ليلا .. )

ثم قال: وقد حاول جماعة من أهل المعاني والأدب استخراج فائدة زائدة لقوله (ليلا) غير التأكيد فذكروا وجوها ستة ووجه التأكيد سابع، .... يرجع لها في رسالته

- ينبه على ما في الرسالة من تأثر بمذهب الأشاعرة في مواضع عدة.

- قال: فإن قلت ما وجه استفتاح هذه الآية بالتسبيح وختمها بهاتين الصفتين (السميع والبصير)، فالجواب من أوجه:

1 - أن سبحان هنا للتعجب .... أي سبحانه ما أعجب هذه الآية التي صدرت منه في حق عبده المصطفى.

2 - أن يكون سبحان للتنزيه وذلك من جهة أن المشركين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر بذلك ...

3 - أن تنصبه بفعل أمري، أي سبحوا الذي أسرى ويكون المراد إخبار الناس بهذا المقدر الجليل الذي هو خليق أن يذكر الله عنده وينزه عن الشريك في ذاته وصفاته وأفعالة.

فالسميع البصير على هذا الوجه بمعنى سميع لتسبيحكم بصير بأهل الطاعة منكم، وعلى الوجهين الأولين: هو سميع بما قاله رسوله وما رد عليه، بصير بفعل كل منهم، فيجازي كلا بفعله.

- بين ما في الآية من التفات بديع: تارة هو ضمير غائب وتارة نون التعظيم

- ثم ذكر في الفصل الثاني اختلاف الناس ومذاهبهم في الأسراء، وأورد الروايات وتكلم عنها وخلص إلى نتيجة ليجمع بين الورايات، وهي أن الإسراء وقع مرتين أو مرارا، تارة في المنام وتارة في اليقظة .... (والمراد هنا عرض رأي المصنف فقط وليس الكلام حول هذه المسألة، فلها محلها من البحث والكلام)

- ختم المؤلف كتابه بأبيات شعر مختارة في حادثة الإسراء.

انتهى والحمد لله

ـ[طلحة الجغبير]ــــــــ[31 Jan 2010, 12:52 ص]ـ

الرسالة الرابعة: مسألة الحكمة في تذكير قريب في قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين)

تأليف العلامة ابن هشام الأنصاري رحمه الله (708 - 761 هـ)

طبعت في دار عمار بتحقيق الدكتور عبدالفتاح الحمروز

وصف الرسالة:

قال المحقق في مقدمته: (للنحويين في تذكير (قريب) في قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين) تأويلات كثيرة أوصلها الشهاب في حاشيته إلى خمسة عشر وجها من غير أن يدونها جميعا، وقد حاولت استقصاءها لإخراجها في مصنف، ولقد سرني أن السيوطي قد دون معظمها في مؤلفه النفيس (الأشباه والنظائر في النحو) عمدته في ذلك مصنفا ابن مالك وابن هشام في هذه المسألة)

ثم قال (ومن النحويين من أفرد لهذه المسألة مصنفا خاصا، ومن هؤلاء ابن مالك وابن هشام، ولعل ابن هشام في (مسألة الحكمة) هذه يعد أكثر استقصاء وجمعا إذ دون فيها أربعة عشر وجها أما ابن مالك كما يتراءى لي فقد اختار أوجهها وأكثرها شيوعا فاكتفى بستة.

أما غير ابن هشام من أصحاب مظان إعراب القرآن وتفسيره فلم يوصلها أحد منهم إلى أربعة عشر وجها إلا الشهاب الذي ذكر أن فيها خمسة عشر وجها من غير أن يدونها جميعا، فهي عند مكي بن أبي طالب خمسة، وعند القرطبي سبعة وعند النحاس ستة والزجاج ثلاثة ....... )

ثم قال (ويتراءى لي أن ابن هشام في هذه المسألة قد أنكر أغلب التأويلات)

ملاحظة: هذه التسمية للرسالة إنما هي من المحقق لأنه لم يهتدي لاسم لها، وهذه الرسالة نقلها السيوطي كما نقلنا في الأشباه وكذلك الألوسي مع تصرف.

فوائد من الرسالة:

- ابتدأ رسالته بالإشارة إلى الصياغة الصحيحة للسؤال فقال: (والأدب في إيراده وإيراد أمثاله أن يقال ما الحكمة في كذا تأدبا مع كتاب الله ....... وإنما بينت هذا لأني وقفت على عبارة شنيعة لبعض المفسرين في تقريب السؤال فأنكرتها .... وحسن السؤال نصف العلم)

- ضابط جميل في الإستشهاد بالشعر في التفسير، وأنه لا يلزم لكل ما ورد في كلام العرب أن يخرج عليه كلام الله وهو قوله: (فنص النحاة على أنه ضرورة شعر وما كان هذا سبيله لا يخرج عليه كتاب الله تعالى)، وقال أيضا: (وهذا ما لا يقول به أحد من النحويين وإنما يقع ذلك في الشعر وفي نادر من الكلام وما هذا سبيله لا يخرج عليه كتاب الله تعالى الذي نزل بأفصح اللغات وأرجح العبارات وألطف الإشارات)

قلت: ومثل هذه الكلمة تحتاج لبحث وتوسع للوقوف على دقائق معانيها ولتحرير الضوابط التي بها يحتج بالنص شعرا ونثرا على توجيه كلام الله

- ( ... وأما التي هي الغفران والتجاوز فإنها تختص في خطاب الشارع بالمحسنين المطيعين وإن كانت غير موقوفة عليهم لا شرعا ولا عقلا عند أهل الحق، إلا أن ذلك يذكر على سبيل التنشيط للمطيعين والتخويف للعاصين وهذا فيه لطف وقلما يتنبه له إلا الأفراد ومن ثم زلت أقدام المعتزلة فإنهم يجدون في خطاب الشارع ما يقتضي بظاهره تخصيص الغفران والتجاوز والإحسان بالمطيعين فينفون رحمة الله عن أصحاب العصيان فيحجرون واسعا أهم يقسمون رحمة ربك والله يختص برحمته من يشاء ... )

انتهى ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015