تفسير البيضاوي رحمه الله نبع فياض، وبحر زاخر بالمعارف والدرر والعلوم، وقد أثار حوله نشاطًا علميًّا هائلاً، واكتسب مكانة رفيعة منذ ظهوره حتى وقتنا الحاضر، وانتشر بين المسلمين شرقًا وغربًا، ولا يزال مثار اهتمام المفسرين واللغويين على حد سواء.
وبسبب هذه المنزلة العالية التي تبوأها، فقد تناوله العلماء بالتحشية، والتعليق عليه، والاختصار، والتخريج لأحاديثه، وقد زادت هذه المصنفات على الثلاث مئة (1)، وهي ذات فائدة كبيرة؛ لأنها كشفت لنا غوامض هذا التفسير، وأبانت ووضحت وحللت وعلقت على القضايا التي هي بحاجة إلى هذا البيان والتوضيح، وباختصار: قربت فهم هذا التفسير للدارسين وطلبة العلم.
والمصنفات المتفرعة عن «تفسير البيضاوي» كثيرة جدًّا، فقد عد حاجي خليفة ما يزيد على الأربعين، وعد إسماعيل باشا البغدادي حوالي السبعين، أما «الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط» فقد عد (333) حاشية.
وهذا عرض لأهم تلك المصنفات مع تعريف مختصر بها:
أولاً: الحواشي:
من الحواشي المطبوعة التي تناولت التفسير كله من جميع النواحي:
1 - حاشية الشهاب الخفاجي المتوفي سنة (1069) هـ.
2 - حاشية محي الدين شيخ زاده المتوفى سنة (951) هـ: وهي أعظم الحواشي فائدة وأكثرها نفعًا وأسهلها عبارة -كما قال صاحب كشف الظنون (2) -.
3 - حاشية مصطفى بن إبراهيم المشهور بابن التمجيد المتوفى حوالي (880) هـ.
4 - حاشية إسماعيل بن محمد القونوي المتوفى سنة (1195) هـ: وهي من الحواشي القيمة التي كتبت على «تفسير البيضاوي»، وقد كتبها بعد أن درَّس «تفسير البيضاوي» بجامع أبي الفتح الغازي السلطان محمد خان -كما قال في المقدمة- (3).
5 - حاشية عبد الحكيم السيالكوتي المتوفى سنة (1067) هـ: والحاشية مشهورة بالتحقيق والتحليل، وصواب النظر، ورشاقة العبارة، والإغراق في الإشارة، حتى اعتبرت عنقاء الدارسين، وآبدة الناظرين -كما يقول الفاضل ابن عاشور- (4).
6 - حاشية أبي الفضل القرشي الصديقي الخطيب المشهور بالكازروني، المتوفى في حدود سنة (940) هـ.
7 - حاشية جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة (911) هـ: وسماها «نواهد الأبكار وشوارد الأفكار»، وقد حُقق قسم من هذه «الحاشية» في رسالة جامعية، حيث قام الطالب صبحي قصاب بتحقيقها من سورة الأنعام إلى سورة الناس، وقدمها لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية؛ جامعة البعث، سنة (2003) م، بإشراف الدكتور رضوان القضماني، وتقع في أربعة مجلدات، وأشار إلى أن طالبًا آخر يقوم بتحقيق الجزء الأول من «الحاشية»، ولكنه لم ينجز رسالته بعد (5).
ثانيًا: التعليقات:
ذكرنا أمثلة لحواشي «البيضاوي»، وهناك أيضًا تعليقات تناولت جوانب معينة، وأمورًا محددة من هذا التفسير، ومن هذه التعليقات:
1 - «الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف»: وهذا التعليق كتبه شمس الدين محمد بن يوسف الشامي المتوفى سنة (942) هـ، وقد أراد مؤلفه أن يبين فيه ما تبع فيه البيضاوي في «تفسيره» صاحب «الكشاف» (6).
2 - «رفع الاختلاف عن كلامي القاضي والكشاف»: كتبه عبد الغني النابلسي المتوفى سنة (1143) هـ، وهو تعليق كتبه صاحبه لرفع ما تُوُهم من اختلاف وقع في فهم كلام أو عبارات القاضي البيضاوي والعلامة الزمخشري في تفسيريهما (7).
ثالثًا: كتب التخريج:
1 - «الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي»: لعبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة (1031) هـ.
2 - «تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي»: لمحمد همات زاده المتوفى سنة (1175) هـ.
3 - «إتحاف الأخيار بتخريج ما في تفسير البيضاوي من الأخبار»: لعوض بن محمد بن السقاف الحضرمي الشافعي، ذكره محقق «الفتح السماوي» نقلاً عن المدراسي (8).
4 - «فيض الباري في تفسير أحاديث تفسير البيضاوي»: لعبد الله بن صبغة المدراسي المتوفى سنة (1288) هـ، ذكره محقق «الفتح السماوي»، وقال (9): «وكتابه -المدراسي- مخطوط بقلم المؤلف، منه نسخة مصورة بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية وهو إلى سورة مريم فقط في ست وثمانين ورقة».
رابعًا: المختصرات:
1 - «مختصر تفسير البيضاوي»: لمحمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بإمام الكاملية المتوفى سنة (874) هـ.
الهوامش:
(1) انظر: حاجي خليفة، كشف الظنون (1/ 198 - 202)؛ المناوي، زين الدين عبد الرؤوف، الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي، تحقيق أحمد مجتبى بن نذير عالم السلفي، دار العاصمة، الرياض، ط1، 1409هـ (1/ 59 - 62) مقدمة المحقق؛ البغدادي إسماعيل باشا بن محمد أمين الباباني، إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، طبع وكالة المعارف، 1364هـ- 1945م، (1/ 138 - 142)؛ الدهان، منهج البيضاوي ص141 - 150؛ الزحيلي، القاضي البيضاوي ص 140 - 144؛ المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط، علوم القرآن، مخطوطات التفسير وعلومه، 1409هـ- 1989م، (2/ 320 - 343).
(2) انظر: حاجي خليفة، المصدر السابق (1/ 198).
(3) انظر: القونوي، حاشية القونوي على تفسير البيضاوي (1/ 23).
(4) انظر: ابن عاشور، التفسير ورجاله ص 116.
(5) انظر: السيوطي، جلال الدين عبدالرحمن، نواهد الأبكار وشوارد الأفكار، تحقيق صبحي قصاب، رسالة ماجستير، جامعة البعث، حمص، 2003 م، (1/ 6) المقدمة.
(6) انظر: حاجي خليفة، كشف الظنون (1/ 202)؛ الدهان، منهج البيضاوي ص 148.
(7) انظر: الدهان، المصدر السابق ص 149.
(8) انظر: المناوي، الفتح السماوي (1/ 60) مقدمة المحقق.
(9) انظر: المناوي، المصدر السابق (1/ 60) مقدمة المحقق.
¥