هذه الاعتزاليات أخرجها العلماء المفسرون العالمون بأصول الدين، وهم على منهج أئمة أهل السنة الأشعرية رضي الله عنهم، الذين هم جمهور علماء الأمة من أتباع المذاهب الفقهية المعتبرة طيلة 10 قرون على الأقل، وما على الباحث اليوم إلا الرجوع إلى مصنفاتهم وجمع المادة التي صنفوها في ذلك، وهذا إذا كان واعيا لفكرهم فاهما لأصول الاعتقاد، ولا أتصور أبدا طالبا لعلوم القرآن على المناهج المعاصرة (منهج الرسائل الجامعية الاستهلاكية) بإمكانه استخراج دقائق الاعتزال المبثوثة في تفسير الزمخشري بنفسه، أو حتى فهم بعضها مما يكتفي المعلقون على الكشاف بالإشارة إليه رمزا.
ـ[روح وريحان]ــــــــ[25 Jan 2010, 02:56 م]ـ
فضيلة الدكتور مساعد
أشكر لكم هذا التحليل الوجيه لسبب العناية بهذه التفاسير، وقد كان الأمر يشغلني حقاً، وكنت أرى أن أحد الأمور التي دعت لكتابة حواشٍ على الزمخشري ضرورة تخليصه من الاعتزاليات المبثوثة فيه نظراً لقيمته العلمية الكبرى، فدعمتم – جزاكم الله خيراً – وجهة النظر هذه.
أما ما حيرني أكثر فهو تفسير البيضاوي حيث وجدت في أحد المصادر أنه في أصله حاشية على الكشاف، ولا أدري مدى صحة هذا القول، خاصة أن تفسير الإمام البيضاوي جاء معتمداً بشكل كبير على تفسير الزمخشري. فإن سلمنا بصحة هذه المقولة كان الأولى أن تكون الحواشي المائة والثلاثين هذه على تفسير الزمخشري لا على تفسير البيضاوي نظراً لكونه أصلاً له.
وأما القول بأن سبب العناية بتفسير البيضاوي إنما هو قيمة هذا التفسير العلمية، فإني لا أنكر قيمته ولا أغض منها ولكن هناك تفاسير ذات قيمة علمية أكبر مما يجعلها أولى بالتحشية عليها.
وما لم يخطر لي في بال هو الرأي الذي تفضلتم به، وهو كون هذا التفسير في حقبة معينة كان منهجاً دراسياً مما ساعد في اطلاع العلماء عليه. وهذا الرأي أقرب الاحتمالات إلى المنطقية.
وأما تفسير الجلالين فلعل السبب في التحشية عليه هو ما ذكرتموه أو لعل مكانة مؤلفَيه
العلمية المؤثرة في مصر هي التي دفعت العلماء للعناية به والتحشية عليه.
فضيلة الشيخ أبوعبيدة
معكم حق فيما ذكرتموه بالنسبة لاعتزاليات الزمخشري ومع الأسف طالب التفسير اليوم غير قادر على استخراج هذه الاعتزاليات الدقيقة بل ولا حتى طالب العقيدة، وأرى لزاماً على طلاب التفسير المبتدئين الأخذ بنسخة من تفسير الكشاف في هوامشها إشارة إلى جميع اعتزالياته التي استخرجها علماء السنة. أو على الأقل عدم الأخذ برأيه في مسألة ما إلا بعد مراجعة الكتب التي نبهت على اعتزالياته للتأكد من عدم انتماء هذه المسألة إليها.
وهذا ما وقعت به (وإنما يتعلم المرء من أخطائه) حيث درست بضع آيات من كتاب الله دراسة مقارنة كان فيها رأي وجيه للزمخشري فيه اعتزال دقيق لم أنتبه إليه لولا تنبيه الدكتور المشرف جزاه الله خيراً.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[25 Jan 2010, 03:24 م]ـ
كنت اقترحت على أحد طلبة الدكتوراة موضوع الحواشي وكتب في ذلك بفضل الله تعالى وقد ناقشها في الجامعة (اليرموك) قبل شهرين تقريبا وكنت احد أعضاء اللجنة وكان عنوانها (ظاهرة الحواشي على التفاسير - البيضاوي نموذجا) وقد جاءت الرسالة في قرابة 300 صفحة، وسأحاول عرض خلاصتها وعناوينها الرئيسة باذن الله تعالى
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[25 Jan 2010, 05:04 م]ـ
إن صح بصري فقد فات الأخت الكريمة حاشية الصاوي على الجلالين، وهي منشورة منذ زمن طويل.
طائفة من التفاسير تدور في فلك الكشاف، وما هي إلا مختصرات منه أو شبه مختصرات، منها: البيضاوي، والنسفي، وأبو السعود، والخازن ... فالتحشية عليها تحشية على الكشاف.
ـ[روح وريحان]ــــــــ[26 Jan 2010, 12:13 ص]ـ
فضيلة الدكتور عبد الله
جزاكم الله خيراً وبانتظار رأي فضيلتكم بالرسالة وبمدى استيفائها للموضوع.
الأخ الكريم محمد أشكر لكم تنبيهكم على حاشية الصاوي وهي أشهر من أن تخفى ولكنها سقطت سهواً.
واسمحوا لي أن أخالف فضيلتكم في كون التحشية على البيضاوي وأبي السعود والخازن ... تحشية على الكشاف ...
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[26 Jan 2010, 12:45 ص]ـ
¥