((ان التوراة نفسها تذكر (مكة) لكن باللفظ الذى ذكر فى القرآن (بكة)، ولعل القرآن اختار هذا اللفظ دون الأول حتى يتذكره أهل الكتاب، اذ تتكلم التوراة فى المزمور 84: 5، 6 عن فرحة حاج يؤدى مناسك حجه (هو فى تفسيرهم داود نفسه) الى بيت الله، وكيف أن هناك عيون ماء لسقيا الحجيج، ويذكرنا ذلك ببئر زمزم فى المسجد الحرام))

ثم يورد الباحث فقرة المزامير التى ذكرناها من قبل والتى نصت على اسم (وادى بكة) وينتقد الترجمات العربية التى ترجمته الى (وادى البكاء) معللا ذلك بخشية أهل الكتاب المعاصرين من هذا التشابه، بل هذا التطابق بين هذا الاسم ومدينة الاسلام المقدسة

أعتقد أن هذا يكفى فى الدلالة على ما ذهبت اليه، والله أحكم وأعلم

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Feb 2010, 12:45 ص]ـ

شكرا لك أخي العليمي

لكن لو تراجع إبدال الباء ميما في الزبور، ففي الحديث:"لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود".

وفقكم الله

الأخت الفاضلة

أشكرك على ملحوظتك المذكورة، وأضيف الى ما تفضلتى بذكره أن ما ذهبتى اليه قد سبق أن ردده فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب النجار (من علماء الأزهر الشريف) حيث قال فى كتابه قصص الأنبياء وهو بصدد الحديث عن قصة اسماعيل عليه السلام ما يلى:

((ومعلوم أن لفظ (مكة) عربى، والعربية احدى اللغات السامية، وقد قال جورجى زيدان بك فى كتابه (العرب قبل الاسلام) أن لفظ (بيك) معناه البيت، وعزا ذلك الى لغة سامية، ومعلوم أن اللغة العربية فيها ابدال الباء ميما وبالعكس، ومن القبائل التى تفعل ذلك قبيلة (مازن) فيقولون فى بكر: مكر، وفى مكان: بكان، وعندنا فى بلاد الصعيد فى مصر أثر من ذلك الى اليوم، وفى بلاد العرب كذلك كما نص عليه صديقنا البحاثة الرحالة محمد لبيب البتانونى بك فى رحلته الحجازية، فمكة هى عين بكة ومعناه البيت وأطلق على ما جاوره توسعا، وهذه كلمة بعل بك مركبة من كلمتين: بعل ومعناه الاله، وبك ومعناه البيت، أى بيت البعل، اسم المعبد الذى أقيم باسم البعل ووضع به صنمه، وقد أطلق هذا الاسم على المدينة التى فيها بيت البعل، كما هو الواقع بمكة حيث أطلق الاسم فيما بعد على البلدة كلها))

ومن الواضح من هذا الكلام لفضيلة الشيخ أنه يرى أن اسم (بكة) كان هو الأصل، وأن قلب الباء ميما قد حدث بعد ذلك، وقد عرضت لهذا الطرح بالتفصيل من قبل كما تعلمين، ولا أجد مانعا من قبول هذا الرأى بالاضافة الى ما ذكرته بعد ذلك، اذ يمكن التوفيق بين هذين الطرحين بيسر

وختاما أقول دائما: يبقى العلم اليقين عند علام الغيوب جل وعلا

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Feb 2010, 09:37 م]ـ

الأخ الكريم العليمي حفظه الله،

1. تقول لي: (ثم دعنى أقول لك: دعك من مسألة هل المزامير هى الزبور أم لا، دعك من هذا تماما وانظر الى الأمر نفس نظرتك التاريخية، تعامل مع المزامير على أنها نصوص تراثية، وهذا فى حد ذاته يعد كافيا جدا للدلالة على أن لفظة بكة الواردة فيها تعد لفظة قديمة فى التراث العبرى سواء أكان هذا التراث دينيا أم غير دينى)، صحيح، وهذا ما قلتُه لك في النقطة الأولى والتبست عليك.

2. أعظك أن تتساوق حفظك الله مع كلام طالبة التفيسر، فإذا صح في الأسماء العربية أن تقلب الباء ميماً فتصبح مكة بعد أن كانت بكة، فكيف يصح أن تكون زبور هي زمور؟!! والزبور من زبر وتجمع على زُبُر. والمزمار من زمر وجمها مزامير، ولكلٍّ معنى ولا يلتقيان.

3. أما استشهادك بالأستاذ النجار فلا اعتراض عليه، ولكنك تعلم أن الأزهر في حينه قد شكل لجنة لدراسة كتابه وتقييمه وكان بينه وبين اللجنة مساجلات أثبتها في كتابه. ثم إن كتب القصص مليئة بالإسرائيليات لتساهل العلماء في هذا الباب الذي لا تنبني عليه الأحكام الشرعية.

4. كل ما أريده أن يقدم من يقول إن المزامير هي الزبور الدليل المقنع، بل وأقبل منه شبهة الدليل. ومن أعجب ما عجبت له أخي أنك اعتبرت ورود جملة في مزامير العهد القديم تتوافق مع القرآن الكريم دليلاً على ما تقول، ثم تردف قائلاً:"وليس بعد كلام الله شهادة ". ولا يعدم باحث أن يجد في أي كتاب شاء كلاماً يتوافق مع معنى من معاني القرآن الكريم.

5. لم يذكر القرآن الكريم ولا السنة الشريفة أن الزبور قد أنزل على داود عليه السلام، بل:"وآتينا داود زبوراً"، لاحظ لم يقل سبحانه الزبور بل زبوراً. وداود عليه السلام في ذلك كغيره من الرسل الذي أرسلوا بـ:"جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير"، "جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير".

وعليه على كل من قال إن الله أنزل الزبور على داود عليه السلام أن يأتينا بالدليل. وأعلم أن عدم التدقيق وعدم التحقق وتناول الأمور ببساطة وتقليد هو الذي حمل الناس على هذا القول.

وفي الختام لك حبي وتقديري، وكل ما أهدف إليه هنا التناصح، مع اتفاقي معك في الكثير من المسائل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015