ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Jan 2010, 11:48 م]ـ

عن مجاهد رضي الله عنه قال: وجد في بعض الزبور: أنا الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل وباركت لأهلها في اللحم والماء

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Jan 2010, 11:57 م]ـ

أخى الكريم عصام

لن أستطيع أن أرد على كلماتك المهذبة التى أصابتنى أنا - لا أنت - بالخجل، أشكرك أخى وأرجو من الله تعالى أن يوفقنى دائما الى أن أكون عند حسن ظن الجميع بى، انه ولى ذلك والقادر عليه

ثم أقول:

بعد الذى ذكرته فى المداخلتين السابقتين - ردا على أخى حجازى - لم يعد لدى ما يمكن أن أزيد عليه

أشكرك أخى على نقاشك المثمر البناء الذى ربما قد يكون هو الذى وجهنى وجهة جديدة فى تفسير هذا الاسم الكريم (بكة) بعد أن كنت أسلك فى تفسيره مسلكا أخر مختلف تماما

بارك الله فيك، وفى جميع الأخوة الأفاضل الذين شاركوا فى هذا النقاش، وكان آخرهم أخانا التويجرى جزاه الله خيرا

سبحانك الله وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[30 Jan 2010, 01:17 ص]ـ

بارك الله فيك أخي العليمي وأحسن إليك وضاعف لك المثوبة

وقد سبق الأخ الفاضل حجازي إلى هذا الأثر في مشاركة سلفت:

"أنا الله ذو بكة .. " ..

لكن نقله كان عن دواوين الأدب، وهي مظنة شك، وتحتاج إلى توثيق:

رواية المستطرف:

وقيل: وجد حجر حين حفر إبراهيم الخليل عليه السلام أساس البيت، مكتوب عليه بالعبرانية، أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها أسماً من أسمائي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته أي قطعته."

وروايات نهاية الأرب:

" (1) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وجد في المقام كتاب فيه هذا بيت الله الحرام بمكة، توكل الله برزق أهله من ثلاث سبل، مبارك لأهله في اللحم واللبن

(2) ووجد في حجر في الحجر كتاب من خلقة الحجر أنا الله ذو بكة الحرم صغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها في اللحم والماء.

(3) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما هدموا البيت وبلغوا أساس إبراهيم عليه السلام وجدوا في حجر من الأساس كتاباً، فدعوا له رجلا من أهل اليمن، وآخر من الرهبان، فإذا فيه: أنا الله ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض والشمس والقمر ويوم صغت هذين الجبلين وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها في الماء واللبن.

(4) وعن مجاهد رضي الله عنه قال: وجد في بعض الزبور أنا الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل فليس يوتا أهل مكة إلا من ثلاثة طرق أعلى الوادي وأسفله وكدى وباركت لأهلها في اللحم والماء.

وقول مجاهد المنقول: في بعض الزّبور لا يعني الزَّبور كتاب داوود عليه السلام، بل يعني الكتاب فحسب؛ من زبر إذا كتب.

وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف [كتاب الحج] بثلاث طرق، كلها تؤيد أن ذلك المكتوب (المزبور) كان تحت الكعبة، مكتوباً في كتاب أو في صخرة أو في حجر:

(1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن مجاهد قال: لما هدم البيت وجد فيه صخرة مكتوب فيها: أنا الله ذو بكة صغته يوم صغت الشمس والقمر، حففته بسبعة أملاك حلقا، باركت لاهله في السمن والسمين، لا يزول حتى تزول الاخشبان يعني الجبلين، وأول من يحلها أهلها.

(2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم قال: لما كسر البيت جاء سيل فقلب حجرا من حجارة البيت فإذا مكتوب فيه: أنا الله ذو بكة صغته يوم صغت الجبلين، بنيته على وجوه سبعة أملاك حنفاء ليسوا يهودا ولا نصارى.

(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا زكريا عن عامر قال: حدثني من قرأ كتابا في سقف البيت أو أسفل مقام إبراهيم: أنا الله ذو بكة بنيته على وجوه سبعة أملاك حنفاء، باركت لاهله في اللحم والماء وجعلت رزق أهله من ثلاثة سبل، ولا يستحل حرمته أول من أهله.

رواية مجاهد التي في المصنف توضح أنه مكتوب في كتاب في موضع الشاهد الذي نحن فيه، وهو موضع البيت.

وفيه روايتان عن شيخه ابن عباس تبيان ذلك أيضاً.

وضمائر رواية ابن أبي شيبة تعامله معاملة مذكر (البيت): بنيته .. صغته .. باركت لأهله .. جعلت رزق أهله .. لا يستحل حرمته أول من أهله .. ولا تعامله معاملة مؤنث (قرية أو مدينة) إلا إذا كان المقصود دائرة أكبر من البيت (وأول من يحل أهلها).

وفي رواية نهاية الأرب جمع بين اللفظتين محل النزاع: (مكة) و (بكة) في سياق واحد، وهذا يبعد وهم تبادل الميم والباء، ويبعد وهم الاشتراك في دلالة الاسمين على مسمى واحد.

تأمل:

أنا الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل فليس يؤتى أهل مكة إلا من ثلاثة طرق أعلى الوادي وأسفله وكدى وباركت لأهلها في اللحم والماء

ورواية المستطرف توضح أن وجدانها كان منذ ما قبل زمان إبراهيم عليه السلام، لعله كان منذ زمان آدم، أو قبله، لأنه ذكر أن الذي بناه كانوا ملائكة حنفاء ليسوا يهوداً ولا نصارى، وأنه مكتوب بالعبرانية ..

وما العبرانية التي كانت في زمن إبراهيم عليه السلام؟ .. لعلها السامية أو الآرامية أو العربية القديمة .. يؤيد أنها ليست العبرانية المتبادرة أنها قد قرأها يماني وراهب كتابي.

ولو وجد هذا الكتاب لكان أقدم وثيقة على ظهر الأرض!.

وكل هذه الروايات توضح أن (بكة) اسم قديم قدم صوغ الله تعالى للخليقة ..

وكل هذه الآثار تتحدث عن قداسة البقعة التي أسس عليها البيت، الذي هو أول بيت وضع للناس.

والله ولي التوفيق

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015