ولكن كلمات المزامير لا تدل بنصها قطعاً ولا جاء في التاريخ أنها في تفيد أن وادي وادي مكة كان جافاً ثم انقلب نهراً أو ينبوعاً كما في قوله: (وَإِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي بُكَةِ الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ) ..

ولأنها تصح أن تكون مهيئة لبني إسرائيل ليعبروا النهر (نهر الأردن) والوادي المذكور قد يكون من أودية الأردن أو نهرها التي كان فيها بنو إسرائيل بصحبة نبيئهم داوود عليه السلام، متوجهين إلى بيت المقدس، وذلك ما كان حصل فعلاً ..

هذه الكلمات في المزامبر هي أشبه بالآيات التي ذكرت في سورة البقرة (إلم تر إلى الملإ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبيء لهم) .. (إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فإنه مني ولم لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم). ما المانع.

على أن آية القرآن (سورة إبراهيم) لا تتطابق تماماً مع كلمات المزامير .. فآية إبراهيم ليس فيها لفظ العبور، والعبور قد يطلق كما قد نفهم على عبور النهر في التراث العبري.

وأما الترجمة من لغة إلى لغة فمفسدة للنص أيّ مفسدة .. والكتب السماوية السابقة نقلت من العبرية ومنها إلى الآرامية ومنها إلى السريانية ومنها إلى اليونانية واللاتينية ومنها إلى الانجليزية القديمة ومنها إلى الانجليزية الحديثة .....

وهذه الترجمات مخلة بالنظام اللفظي للنص الأصيل (الذي هو الوحي قطعاً) إذا استبقينا الحكم على الجانب المعنوي. وهذا قصدتُّه ليس غير.

وأظن أنه لا خلاف في أن ترجمة الكلام ليست هي الكلام نفسه، وإلا لكانت ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى وهي جائزة، تأخذ أحكام النص الأصيل. وليس كذلك.

أما كتاب (القمني) فأردت أن أنبه على منهجه غير الصحيح وعرضت نماذج للتوضيح؛ لأن ذلك المنهج بدأ ينتشر في بعض الدراسات الحديثة.

وشكري للأخ الكريم حجازي على نقله من المعجمات العربية المتفقة إلى حد كبير على أن (بكة) عربية لا معربة.

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 Jan 2010, 10:05 م]ـ

للفائدة أيها الإخوان؛ فقد كتب الأخ: فيصل بن علي الكاملي، مقال بعنوان: "بكة" ولو كره الكافرون، في مجلة البيان فليُرجع إليه.

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Jan 2010, 11:42 م]ـ

أخانا الفاضل العليمى المصرى

اسمح لي بهذه المداخلة:. [/ color]

وهل هذا كلام يا اخانا الفاضل؟!

كيف تقول: اسمح لى بمداخلة؟!!

البيت بيتك يا أخى، تدخل وتخرج منه وقتما تشاء، ونحن ضيوف عليك (بسمة)

جاء في: العين - (ج 1 / ص 425)

بك: البَكُّ: دق العنق، وسميت مكة: بكّة، لأن الناس يبكًّ بعضهم بعضاً في الطواف، أي: يدفع بعضهم بعضاً بالازدحام. ويقال: بل سميت، لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم

. . . . .

وفي: تهذيب اللغة - (ج 3 / ص 310)

قال الليث: البَكُّ: دق العنق. ويقال سميت مكَّة بكة لأنها كانت تبكُّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها.

ويقال: بل سميت بكة لأنَّ الناس يَبُكُّ بعضهم بعضاً في الطُّرق، أي يدفع ..

قال: وبَكَّ الرجل، إذا افتقر، وبَكَّ إذا خشُن بدنه شجاعة.

ويقال للجارية السمينة: بكباكة، وكبكابة، وكواكة، وكوكاءَة، ومرمارء، ورجراجة. . .

يا أخى الفاضل: ان ما تفضلت بنقله لا يعدو أن يكون اجتهادات وفروض، وليس من بينها قول مؤكد وموثق لا بالكتاب ولا بالسنة

واذا تأملت فيها تجد أنهم يوردون قولا من تلك الأقاويل ثم يعقبون عليه بعبارة موحية تقول: ويقال بل سميت بكة لأن. . . الخ

فانظر الى حرف الاضراب (بل) الوارد فى أقوالهم لتدرك منه أنها أقوال متعارضة ينسخ بعضها بعضا

ومن هنا أقول: أليس الأولى من هذا كله أن نقول: بل سميت بكة لأن الله عز وجل هو الذى أسماها بذلك الاسم فى وحيه المنزل الى نبيه داود عليه السلام والذى نجده مكتوبا فى الزبور

ثم لا تزال توجد مسألة هامة لم يفطن اليها أحد فى أقوال أصحاب المعاجم وتخريجاتهم، وهى:

ان أقوالهم المذكورة تحاول أن تفسر الاسم (بكة) بمعزل عن اسم (مكة)، وهذا يعنى أنهم لا يرون أن احداهما مبدلة من الأخرى

فلم نجد فيمن ذكرت أقوالهم أخى الكريم أحدا قال أن بكة مبدلة من مكة، أو حتى العكس (مكة هى المبدلة)

لم نجد من ذهب الى ذلك فى كافة من أوردت أقوالهم، وهذا بدوره يعطى طرحى حجة ودعما، لأن هذا الطرح يقول بالمثل أن بكة هى اسم خاص لمكة وليست مبدلة منها، وأن التشابه الكبير بين الاسمين لا يقطع بوجود ابدال بينهما، أو لا يقطع بأن احداهما هى لغة فى الأخرى (بحسب اصطلاح أهل اللغة) وعلى هذا فلا يوجد ما يمنع من القول بأن اسم (مكة) - حرسها الله وحفظها - كان هو الاسم الأكثر شهرة لها عند أهلها، وأن الاسم الآخر لها (بكة) قد جاءهم من طريق آخر، ثم بمرور الزمن ألفوه وأقروه فى لسانهم وأدخلوه فى لغتهم فصار عربيا من قبل أن ينزل القرآن الكريم

وفى المداخلة القادمة ان شاء الله سوف نرى مفاجأة لم أتوقعها، حيث عثرت بتوفيق الله تعالى على قول من أقوال السلف الصالح يدعم طرحى ويصرح بأن اسم بكة مذكور فى الزبور

(يتبع)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015