"إن المبشرين لم يكشفوا من مسألة الزواج في السيرة النبوية مقتلاً يصيب محمداً، أو يصيب دعوته من ورائه، ولكنهم كشفوا منها حُجَّة لا حُجَّة مثلها في الدلالة على صدق دعوته، وإيمانه برسالته، وإخلاصه لها في سرِّه، كإخلاصه لها في علانيته، ولولا أنهم يعوّلون على جهل المستمعين لهم لاجتهدوا في السكوت عن مسألة الزواج خاصة أشد من اجتهادهم في التشهير بها واللغط فيها.
وقصارى القول في الخصوصية النبوية أنها لم تكن (امتيازاً) من امتياز القوة المسيطرة لتسخير المرأة في مرضاة خيلاء الرجل، وحبِّه للمتعة الجسدية، ولكنها كانت آية أخرى من معدن الأحكام القرآنية فيما تسفر عنه من عطف على المرأة وحياطة لها من مواقع الجَوْر والإذلال" (12).
الهوامش:
1. الغريب أن المستشرقين من أهل الكتاب خصوصاً يعيبون على النبي صلى الله عليه وسلم أنه تزوج النساء وجمع بين هذا العدد منهن، وهم يروون أن سليمان عليه السلام كان عنده ثلاثمئة امرأة مهيرة -لها مهر- وسبعمئة سرية، ولداود عليه السلام مئة امرأة، وهم من أنبياء بني إسرائيل. ينظر: تفسير الرازي (20/ 69).
2. ذكر المفسرون أن سورة النساء مدنية، وأنها نزلت في السنة الثامنة من الهجرة. ينظر: في ظلال القرآن (1/ 554).
3. رواه الترمذي في كتاب النكاح، باب (ما جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَة)، رقم (1128)، وابن ماجه في كتاب النكاح، باب (الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة)، رقم (1953)، وابن حبان في "صحيحه"، رقم (4230).
4. رواه أبو داود في كتاب الطلاق، باب (في مَنْ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعٍ أَوْ أُخْتَان)، رقم (1914)، وابن ماجه في كتاب النكاح، باب (الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ)، رقم (1952)، وصححه الألباني. ينظر: صحيح سنن أبي داود.
5. عبد الرحمن الصابوني، أحكام الزواج في الفقه الإسلامي وما عليه العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ص186.
6. للاستزادة حول هذه النقطة ينظر: الشعراوي، دروس في بناء الأسرة المسلمة، ص17 - 26.
7. كل ما قلته ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الصحاح، وهناك أحاديث أخرى ثابتة تدل على تقلَّله ? من شهوات الدنيا، يمكن الرجوع إليها في كتب السنة والسيرة والزهد.
8. للوقوف على تفصيل سبب نزول الآية ينظر: تفسير أبي السعود (5/ 222)، وابن عجيبة، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (6/ 22).
9. عباس محمود العقاد، المرأة في القرآن، ص131 - 132.
10. ينظر: محمد رشيد رضا، تفسير المنار (4/ 305 - 308).
11. أبو ليلى، الزواج وبناء الأسرة، ص232.
12. العقاد، المرأة في القرآن، ص135.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 عز وجلec 2009, 01:45 م]ـ
مرحباً بالأخ العزيز الدكتور علي شهوان بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير، وأسال الله أن ينفع به وبعلمه. وسنترقب بشوق لمقالاتكم العلمية الثريَّة.
ومضة ..
ألا ترى يا دكتور علي أن إطلاق وصف الإعجاز بقولكم: (الإعجاز التشريعي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) فيه نوع من التجوز في استخدام مصطلح الإعجاز. ولو قيل: الحكمة في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) لكان أدق، وكان في ذلك إبقاء لمصطلح الإعجاز في دائرته التي خصصه بها من كتب في إعجازالقرآن من المحررين، حيث أكثر الباحثون المعاصرون من استخدام مصطلح (الإعجاز) حتى (ساحَ) معناه ودخل في كل شيء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 عز وجلec 2009, 08:31 م]ـ
الإعجاز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
* يقوم الليل حتى تتفطر قدماه.
* يبلغ الوحي
* يدعو إلى الله
* يربي أصحابه ويعلمهم
* يقضي بين الناس
* يدير شؤون الأمة ويتابع ما يدور من أحداث
* يجاهد في سبيل الله
* يتمثل الأحكام في حياته اليوميه: يوم الناس في الصلاة،ويعود المريض، ويتبع الجنازة، ويصلح بين الناس،و يسعى في قضاء الحوائج ............
*يقوم بواجبه نحو زوجاته
فمن مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
من يقدر على ما كان يقدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ـ[فجر جديد]ــــــــ[28 عز وجلec 2009, 08:48 م]ـ
أنا مع الدكتور عبد الرحمن، في أن ما تفضل به الأخ علي، لا يعتبر من الإعجاز، وخصوصاً أن الإعجاز يقترن بالتحدي، فأين التحدي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟
الأمر لا يحتاج إلى تحدي، بل هو محرّم على غير نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 عز وجلec 2009, 11:42 م]ـ
مرحباً بالأخ العزيز الدكتور علي شهوان بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير، وأسال الله أن ينفع به وبعلمه. وسنترقب بشوق لمقالاتكم العلمية الثريَّة.
ومضة ..
ألا ترى يا دكتور علي أن إطلاق وصف الإعجاز بقولكم: (الإعجاز التشريعي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) فيه نوع من التجوز في استخدام مصطلح الإعجاز. ولو قيل: الحكمة في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) لكان أدق، وكان في ذلك إبقاء لمصطلح الإعجاز في دائرته التي خصصه بها من كتب في إعجازالقرآن من المحررين، حيث أكثر الباحثون المعاصرون من استخدام مصطلح (الإعجاز) حتى ساح معناه ودخل في كل شيء.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أرحب بكم أخي الحبيب الدكتور علي شهوان في هذا الملتقى وإن كنت أعد نفسي ضيفا على أهله
وأثني على ما أضافه الأخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري في أمر الإعجاز، ذلك أن المعنى الظاهر للإعجاز هو إيقاع الغير في العجز، وتعريف المعجزة وأركانها لا يخفى على حضراتكم، وأقل ما يقال فيها أنها أمر خارق للعادة ....
وزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا تتحقق فيه أركان المعجزة وشروطها، فالأولى أن يوصف المقال بما أشار به الدكتور عبد الرحمن.
وبارك الله فيكم وسدد على طريق الخير خطاكم
¥