جزى الله الباحث د. ماجد شباله كل خير على جهده، وما ذكره ظاهر لمن أنصف إلا في مسالة التكفير، يعرف ذلك كل محب لسيد لا يريد من الناس ان يتبعوه فيما زل فيه في هذا الباب، فكتبه المتأخره ــ رحمه الله ــ طافحة بتكفير المجتمعات المسلمة، يقول د. يوسف القرضاوي وهو من هو في محبته وإجلاله لسيد قطب عن بعض كتبه (ينضح بفكرة تكفير المجتمع).

وهذه لقاء تلفزيوني مع د. القرضاوي يتحدث فيه عن سيد رحمه الله:

لا شك أن الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله ـ كان رجلاً قرآنيًا، وكان له مع القرآن وقفات قبل تفسير الظلال، وله كتابان معروفان في هذا الأمر: "التصوير الفني في القرآن"، و"مشاهد القيامة في القرآن" ومن يقرأ هذين الكتابين يعرف أن سيد قطب أديب، وناقد، كما أن له شعرا معروفا، إذ كان يعتبر من الشعراء الوجدانيين، حتى ضمه الدكتور محمد مندور إلى جماعة أبوللو، وله كتاب متميز في أصول النقد الأدبي .. كل هذا جعله حين يقبل على الوقوف مع القرآن في الظلال، يقبل عليه وهو مزود بسلاح ليس موجودًا عند غيره، وظهر هذا في تأثير الظلال الأدبي والنفسي والبياني، على من يقرأه.

لكن كل عمل بشري لابد أن توجد فيه هنة من الهناة، والذي يؤخذ على هذا التفسير، رغم ما فيه من فوائد، وأنا ممن ينتفعوا بهذا التفسير ويرجع له ما بين الحين والحين، أن الشهيد سيد قطب كتب معظمه وهو في السجن، وحين كان الشيوعيون، والماركسيون، والعلمانيون، واللادينيون، متربعين على عرش وزارة الإعلام، ووزارة الثقافة والإرشاد في ذلك الوقت،

وهذه الأشياء أثرت في الموقف الفكري لسيد قطب، لذلك تجد الكتاب ينضح بفكرة تكفير المجتمع، وأنا أسف أن أقول هذا، لولا أن الأمانة اقتضتني أن أقوله، وأنا ذكرت هذا في مذكراتي "ابن القرية والكتاب"، واضطررت أن أذكر هذا برغم والله حبي وإعزازي وتقديري وإعظامي لسيد قطب ولموقفه حين قدم رقبته فداءً لدعوته ولم يتزحزح ولم يتململ ولم يتملق ولم يغير موقفه أبدًا.

هذا موقف بطولة، انتهى به إلى موقف الشهادة في سبيل الله، ولكن الحق أحق أن يتبع ولا مجاملة في الحق،

فمن يقرأ الظلال عليه أن يحترس من هذا النوع من الفكر، فقد يؤثر على الإنسان تأثيرًا مباشرًا، وقد ينضح عليه نضحًا غير مباشر، وكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا محمد صلى الله عليه وسلم.

** لكن فضيلة الشيخ أليس كل التفاسير لها وعليها، يعني مثلاً القرطبي أليس له وعليه في "أحكام القرآن".

نعم هناك أخطاء جزئية لكل مفسر،

ولكن الخطأ في الظلال هو في الاتجاه حيث إنه محمل بفكرة كلية حول المسلمين الحاليين وأنهم كفار لا مسلمين.

** حتى في الطبعات التي نقحت فيما بعد؟

الطبعات التي نقحت فيما بعد هي التي تحمل هذا ... .

والنقول من كتب سيد قطب في هذا كثيرة جدا.

أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم، وأن يغفر لنا وله الزلل ‘ وأن يرقنا العدل في القول والفعل.

ـ[يسري خضر]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:36 م]ـ

بقلم: د. محمد عبد الرحمن

هذه السطور ليست دفاعًا عن الشهيد سيد قطب- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا-، وإنما توضيح وتأكيد حقائق نعلمها جيدًا يجب أن نذكرها ولا نسكت عنها.

إننا نتساءل: لماذا هذه الهجمة الشديدة على الشهيد وكتاباته؟ وهي تهدأ لفترة ثم لا تلبث أن تنشط وينضم لها كل حين بعض الكتاب أو الأفراد ممن يتحركون في مجال الدعوة الإسلامية، وهم لم يظهروا نصف هذا الغضب على المشروع الصهيوني والمؤامرات والقيم الغربية التي تستهدف أمتنا.

ولمصلحة مَن يتم ذلك؟ ولماذا تلتقي هذه المواقف مع مواقف أعداء الإسلام من صهاينة وأمريكان؟ ولماذا في هذا الوقت الذي نحتاج فيه إلى إيقاظ الأمة وحشدها لمقاومة ومواجهة العدوان عليها؟

ويا ليت الحملة كانت تستهدف النقد الموضوعي، وأن تطرح النقاط والمواضيع التي تكلَّم فيها الشهيد، وتعرض التصور الصحيح المستند للأدلة الشرعية في تلك الأمور، لكنها استخدمت الأسلوب الإعلامي، وإطلاق الأحكام وإلصاق الصفات بكتابات الشهيد دون تمحيص علمي.

ينبغي على مَن يحكم على كتابات الشهيد سيد قطب أن يستخدم الأسلوب العلمي المحايد، وأن يتجرد من أي انحياز نفسي يكون متأثرًا بموقفه من التيار الذي ينتمي إليه، أو متحاملاً على شخصه وذاته، أو شاعرًا بالغيرة منه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015