" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، فقوله تعالى: " عند ربهم " يفيد أن لهم جميعا رب واحد يدينون له بالعبادة"

هذه الآية يا أخانا الكريم تتكلم عمن:

"من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا"

ومن قال إن الله هو المسيح بن مريم وإن الله ثالث ثلاثة أو إن المسيح بن الله

فهو قطعا ليس بموحد ولا يدخل تحت عموم هذه الآية.

وتقول:

"وكذلك قال تعالى:

«ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا»

فهنا نجد أن القرآن الكريم قد ساوى بين كنائس النصارى ومساجد المسلمين من حيث أن فى كليهما معا يذكر اسم الله كثيرا، بخلاف معابد الوثنيين"

لقد جانبك الصواب أخي الكريم

فليس هنا مساواة إطلاقا

فذكرهم لله في صوامعهم وبيعهم وصلواتهم لا ينفي عنهم الشرك مادامو ينسبون لله الولد أو يقولون إنه المسيح بن مريم أو إنه ثالث ثلاثة.

وتقول:

"وكذلك قال تعالى: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. ولتجدَنَّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون "

فهنا كذلك نجد أن القرآن الكريم قد فصل - و بوضوح تام - اليهود والمشركين عن النصارى واصفا اياهم بأنهم أقرب الناس - على الاطلاق - مودة للمسلمين"

وهنا مرة أخرى جانبك الصواب أخي الكريم

وإنما ذكرهم هنا بوصفهم الخاص الذي يميزهم عن بقية المشركين ولم ينف عنهم الشرك.

وتقول:

"وخلاصة القول أنهم ليسوا سواء، وأن من الخطأ - بل من الظلم الفادح لهم - تعميم الحكم عليهم ووضعهم جميعا فى سلة واحدة أو فى مربع واحد

هذا هو أخى الكريم القول الصحيح فيهم لأنه يوافق ما دلت عليه آيات القرآن الكريم والتى ذكرت لك بعضا منها فحسب لا كلها"

ومرة أخرى أقول لك إن أهل الكتاب كما قال الله: ليسوا سواء.

فالمؤمنون منهم ليسوا داخلين فيما نحن فيه يا أخانا الكريم.

فلماذا تدخلهم؟

وتقول:

"أما الآيات التى ذكرتها أنت فى مداخلتك السابقة للتدليل على شركهم جميعا بالله جل وعلا فان من الخطأ فهم تلك الآيات على أنها أحكام عامة ومطلقة أو تفسيرها بمعزل عن سياقها التاريخى وملابساتها الزمنية المحددة والمعروفة تاريخيا والتى يطلق عليها الفقهاء أحيانا (علم أسباب النزول) وان كان ما أعنيه هو أمر أعم وأشمل من أسباب النزول، لأنه يتعلق بتاريخ الملل والمذاهب والنحل والفرق، و تطورها التاريخى وتوزيعها الجغرافى، وسوف أتعرض لبيان ذلك الأمر بشىء من التفصيل فى مداخلة قادمة ان شاء الله"

أما كلامك هذا فأرجوا أن تعيد النظر فيه

فالمسألة واضحة ومباشرة ولا تحتاج إلى كبير عناء لفهمها

والله هو الهادى الى سواء السبيل

وجزاك الله خيرا

وألهمني وإياك الصواب

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:21 م]ـ

يا أخانا الكريم المؤمنون منهم ليسوا داخلين في موضوع النقاش فالمؤمنون منهم موحدون.

فلماذا تدخلهم في الموضوع وهو عن الذين كفروا من أهل الكتاب؟

عفوا أخى الحبيب، فأنا لم أدخلهم، بل أنت الذى أدخلتهم!!

انظر الى عنوان مداخلتك التى سبقت مداخلتك الأخيرة ماذا يقول:

أهل الكتاب مشركون

هكذا على وجه الاطلاق والتعميم

ثم انظر الى عنوان مداخلتك الأخيرة كيف تغير الى:

الذين كفروا من أهل الكتاب مشركون

فأصبح مخصصا بعد اطلاق وتعميم

وقد أجبتك على حسب دلالة العنوان الأصلى (الأول) فلماذا تؤاخذنى على التعميم وأنت الذى بدأت به؟!

عفا الله عنك

ثم لقد سبق وأن وافقتنى فى مداخلة سابقة على أنه يوجد فرق بين الكفر والشرك، وذلك فى قولك:

أما ما ذكرت أن هناك فرقا بين الكفر والشرك فلا أنازعك فيه في الجملةفان كنت توافقنى على ذلك، فلماذا تقول الآن:

موقف القرآن من الذين كفروا من أهل الكتاب واحد فكلهم مشركون

بل الذين كفروا يعدوا كافرين بحسب الدلالة اللغوية المحضة لألفاظ اللغة ومفرداتها

أما أن ننسب الى الألفاظ معانى تضيق عنها ولا تتسع لها دون قرينة تدل عليها فهذا شىء أظنك لا توافق عليه، سيما وأنك أخى الكريم - وكما حدست واستنبطت من أسلوبك - من رجال اللغة والبلاغة، ولعل حدسى يكون صائبا

كنت أقول: ان الذين كفروا يعدوا كفارا دون تزيد فى المعنى، ولكن هذا ليس كل شىء، بل يجب أن نبحث: كفارا بماذا؟

فالكفر له متعلقات متعددة، وليس من اللازم والحتمى أن يكون كفرا بالله سبحانه، بل قد يكون كفرا بالنبوة والرسالة، أو بالوحى، أى قد يتعلق بشخص النبى والاقرار بنبوته، أو بالقرآن بوصفه وحيا من الله عز وجل، وقد يكون كفرا بأنعم الله تعالى

والقصد أن لفظ (الكفر) يحتمل معانى عديدة ولا يقتصر بالضرورة على معنى جحود الله وانكاره، أو الشرك به سبحانه

ولكن هذا لا ينفى أن بعضا من أهل الكتاب قد كفروا بالله تعالى فعلا، هذا البعض قد أشارت اليه آيات بعينها مثل تلك التى أوردتها سورة المائدة

ومع هذا أقول: ينبغى الاحتراز والتدقيق فى فهم تلك الآيات، وفى المداخلة القادمة باذن الله سوف أعرض لتنبيهات تعين على فهمها على الوجه الصحيح وتزيل مواضع الالتباس فى فهم كثير من الناس لها

(يتبع)

أرجو من أخى الموقر أن يصبر على الرد ريثما انتهى من ردودى

مع وافر الشكر

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015