نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام.

وقريب من عبارة المسيح عليه السلام عبارة الخليل عليه السلام في قول الله تعالى:

(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة إبراهيم (36)

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 عز وجلec 2009, 04:41 م]ـ

أخي الكريم العليمى

أنا لا أرى في الآية إشكالاً على الإطلاق منذ البداية، إلا إذا كنا نريد أن يكون كلام الله وفق أفهامنا وتصورتنا. . . . . نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام

لا يا أخى الكريم، بالطبع لا نريد أن يكون كلام الله وفق أفهامنا وتصوراتنا، حاشا لله، وانما نحن نحاول جميعا الاجتهاد فى فهم وتدبر كتاب الله العزيز والوقوف على مراد الله من كلامه تعالى، فان أصبنا فلنا أجران، وان أخطأنا فلنا أجر

وأن يجد أحدنا اشكال ما - بوجه عام - فى فهم كلام الله ومراده ويحاول حله وازالته لا يعنى بحال أنه يريد فهم كلام الله على هواه، وأنتم فى غنى عن تعريفكم بذلك، فانكم من أهل العلم والفضل، ولكنها قد تكون من سهوات العارفين، وجل من لا يسهو

كما اننى - أخى الكريم - لم أختلق هذا الاشكال اختلاقا، وانما وجدته كذلك فى الكثير من كتب التفسير، وقد عرضت نماذج عديدة منها فى مداخلاتى السابقة، فالاشكال موجود أخى الحبيب من قديم وليس وليد اليوم فحسب

و أراك أخى قد اقتربت من وجود اشكال بقولك:

نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام

فهذا الوجل والاشفاق الذى بدا لك هو ما رأى فيه البعض شفاعة من المسيح فى قومه الذين غلوا فى شأنه هو وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام

وهنا ينبثق الاشكال الحقيقى: وكيف يشفع للمشركين؟!

كيف يفعل هذا وهو القائل: " انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، وما للظالمين من أنصار " (المائدة - 72)

ولم أجد أحدا من القائلين بالشفاعة قد حاول حل هذا الاشكال بجدية، اللهم الا المفكر الاسلامى (رؤوف أبو سعدة) الذى عرضت رأيه فى مداخلة سابقة ولكن دون أن أعرض لمحاولته حل هذا الاشكال الأخير، وهى المحاولة التى وجدته قد ذكرها فى موضع آخر غير الموضع المذكور من قبل (واذا أحببت عرضتها لك)، وقد ضربت صفحا عن ذكرها فيما سبق من مداخلات لأنى أرى مثلكم أن المقام الذى قال فيه المسيح هذا الكلام ليس مقام شفاعة، وانما أرى فيه رأيا آخر يشهد لاعجاز القرآن الكريم ولم يسبق لأحد - فيما أعلم - أن قال به، ولم أجده فى عشرات كتب التفسير التى رجعت اليها

يكفى هذا الآن، وللحديث بقية ان شاء الله

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 عز وجلec 2009, 07:59 م]ـ

و أراك أخى قد اقتربت من وجود اشكال بقولك:

نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام

فهذا الوجل والاشفاق الذى بدا لك هو ما رأى فيه البعض شفاعة من المسيح فى قومه الذين غلوا فى شأنه هو وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام

وهنا ينبثق الاشكال الحقيقى: وكيف يشفع للمشركين؟!

انظر أخي الكريم كيف تأتي الإشكالات

نفترض إشكالاً غير موجود ثم نبحث عن حل الإشكال.

إذا كنت ترى أن القول بأن المقام مقام شفاعة قول غير صحيح أوضعيف فلماذا تجعله إشكالا ثم تبحث عن الحل؟

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 عز وجلec 2009, 08:23 م]ـ

إذا كنت ترى أن القول بأن المقام مقام شفاعة قول غير صحيح أوضعيف فلماذا تجعله إشكالا ثم تبحث عن الحل؟

بعيدا عن مسألة الشفاعة بأكملها ـ هذا هو الاشكال الحقيقى:

من " التفسير الوسيط " لفضيلة الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف:

((وقد قال بعض المفسرين هنا: كيف جاز لعيسى أن يقول: {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} والله - تعالى - لا يغفر أن يشرك به؟

وهذا أيضا:

أما عن رأيى الخاص فهو أنى أرى الاشكال الحقيقى فى الآية الكريمة يتمثل فى أن المسيح عليه السلام قد وضع عقاب الله الحتمى على الشرك به موضع الاحتمال وجعلها قضية شرطية بقوله: " وان تغفر لهم. . . "

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015