ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Nov 2010, 01:24 ص]ـ

يا أخي والله كلامك جميل وواقعي. لو أنك فقط بينت وجه التشابه الوحيد والذي هو يهمنا من ذلك كله: وهو أن طي الأيام والسنين لم يكن حدثاً مميزاً للعزير وحماره فقط بل كان أيضاً لأصحاب الكهف وكلبهم رغم رقودهم والذي هو أخو للموت أو الوفاة. مالك يا رجل ألم تستوضح بعد هذه الجزئية من النقاش وهي التي نبحث عنها؟؟؟ انظر أخي الحبيب وكلك نظر:

في قصة العزير:

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)

في قصة أصحاب الكهف:

وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ

أرأيت أين هو التشابه الذي أبحث عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

وماذا يفيدني في البحث الذي نبحثه غير هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

نفهم مما سبق أن طي الأيام والشهور والسنين كانت للعزير وأصحاب الكهف وحيواناتهم البهيمة على حد سواء. أفي ذلك مراء؟؟؟؟

ونتحصّل من ذلك كله على فائدة: أن الشدة والعنت والكد لا يمكن أن تحصل للميت ولا للذي في حالة رقود.

الم يقل الله تعالى (قالوا من بعثنا من مرقدنا) ماذا يعني الرقاد هنا إن لم يكن الموت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

سأجيبك أنا عليها

الكفار يعذبون في قبورهم والذي يكون راقداً والسنوات تطوى بحقه لا يمكن أن يعذب لانتفاء صفة الرقود عنه. فكيف توفق بين الرقود الذي لا عذاب فيه وبين الكفار الذين يُعذبون في قبورهم؟؟؟؟؟.

أجاب أهل العلم عن ذلك وهذه مسألة أخرى فيها فائدة جليلة. وهي أن آخر أربعين سنة قبل البعث يرفع الله تعالى عنهم العذاب فيكونون عند البعث في سلام فانتفت عنهم حالة العذاب.

ولكنك تلاحظ بما لا يدع للشك موضعاً أنهم أخذوا صفة الرقود رغم أنهم أصلاً أموات؟؟؟ ألا يدل ذلك على تداخل صفة الرقود مع صفة الموت تداخلاً وثيقاً لا نكارة فيه ولا استهجان فعد هداك الله عن قولك (فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك). والله تعالى أعلم.

أستغفر الله من قولي بحيدتكم

أستغفر الله ثم استغفر اللهَ!

أخي أبا أنس حفظه الله

البحث لا يبحث عن التشابه بقدر ما يبحث عن الفروق .. وهذا ما رأيت - معتذراً - أنه حيدة عن الموضوع.

وإذا كنت مصراً على أن نتناول التشابه فلا بأس إذا كان سيفضي إلى معالجة الفروق.

إذا كان قوله تعالى (لبثنا يوماً أو بعض يوم) هو دليل اعتراضك على صحة التفرقة بين الشدة في حال النوم وحال الموت = فلا حجة فيه؛ وذلك لأسباب:

1. أنه صادر من ظنٍّ مخالف للواقع، فهم قالوا ظناً: (يوماً أو بعض يوم)، وهو يقيناً: (مائة عام) أو (ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً) .. فلماذا نعول على ما يخالف الواقع؟ وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً .. وحجة هذا الظن عندهم أن مقدار نومة الإنسان في العادة الجارية لا تتجاوز هذا القدر، وهذا منهم قياس مفارق للواقع. وهم معذورون في قولهم مرفوع عنهم التكليف فضلا عن الإحصاء لما لبثوا.

2. أنه قول يصدر عن كل من لم يُحْصِ المدّة بدقّة أيا كان السبب، فكل الناس أحياء وأمواتاً سيقولون يوم القيامة: لبثنا يوماً أو بعض يوم، قال تعالى (قال: كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، فاسأل العادين. قال: إن لبثتم إلا قليلاً، لو أنكم كنتم تعلمون) .. وإنما سجل الله عليهم الخطأ (إن لبثتم إلا قليلاً، لو أنكم كنتم تعلمون) لأنهم في حالة أهلية كاملة يؤاخذون بها، فلو كانوا في حالة موت أو نوم لما حاسبهم جل وعلا، لأنهم في حالة يرفع عنهم فيها القلم، ولكنهم كانوا أحياء، ومع ذلك قالوا توهماً ونسياناً أو غفلة: لبثنا يوماً أو بعض يوم .. فما وجه الاعتراض بتشابه ظنّيّ على الفروق المذكورة؟.

3. أن الله لم يعتبر هذا القول بدليل تصحيحه في قصة عزير والرد عليه بقوله: (قال: بل لبثت مائة عام)، وفي قصة أهل الكهف ردوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم ... ) وأخبر الله عنهم (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازداوا تسعاً).

4. أنك أغفلت الفارق التفصيلي الذي جعله الله بين الحالتين: حالة نوم أهل الكهف التي تكتسي بكل مظاهر الحياة، وحالة موت عزير ودابته؛ فطيّ السنين ظاهر جداً في قصة عزير (أماته الله ثم بعثه) الذي فارقت روحه جسده طيلة مائة عام ثم أعادها الله إليه. أما في قصة أهل الكهف فلا (كما أسلفت في المشاركة رقم 27)، لقد بقيت الروح ساكنة في أجسادهم التي تتقلب بإذن ربها محافظة على الكيان المركب من جسد وروح كل تلك القرون! فأين التشابه بين الفناء وهدأته والبقاء وشدّته؟؟؟.

والله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015