ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Nov 2010, 10:57 م]ـ

الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك

فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك.

والبقية:

بالاستقراء ذكر القرآن " السنة "، وهي الظرف الزمني، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة، وذكر " العام "، وهو ظرف زمني أيضاً، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به.

وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف، لعل الحكمة تتضح:

الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام:

ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت، وكذلك حماره.

في العزير قال: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه.

فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام.

أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم، وفيها:

1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ... )

2) موقعهم من الكهف (وهم في فجوة منه)

3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود (وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود)

4) تقلبهم تقلب الأحياء (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)

5) حياة الكلب راقداً (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)

6) مرآهم المرعب (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً)

وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة.

يا أخي والله كلامك جميل وواقعي. لو أنك فقط بينت وجه التشابه الوحيد والذي هو يهمنا من ذلك كله: وهو أن طي الأيام والسنين لم يكن حدثاً مميزاً للعزير وحماره فقط بل كان أيضاً لأصحاب الكهف وكلبهم رغم رقودهم والذي هو أخو للموت أو الوفاة. مالك يا رجل ألم تستوضح بعد هذه الجزئية من النقاش وهي التي نبحث عنها؟؟؟ انظر أخي الحبيب وكلك نظر:

في قصة العزير:

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)

في قصة أصحاب الكهف:

وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ

أرأيت أين هو التشابه الذي أبحث عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

وماذا يفيدني في البحث الذي نبحثه غير هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

نفهم مما سبق أن طي الأيام والشهور والسنين كانت للعزير وأصحاب الكهف وحيواناتهم البهيمة على حد سواء. أفي ذلك مراء؟؟؟؟

ونتحصّل من ذلك كله على فائدة: أن الشدة والعنت والكد لا يمكن أن تحصل للميت ولا للذي في حالة رقود.

الم يقل الله تعالى (قالوا من بعثنا من مرقدنا) ماذا يعني الرقاد هنا إن لم يكن الموت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

سأجيبك أنا عليها

الكفار يعذبون في قبورهم والذي يكون راقداً والسنوات تطوى بحقه لا يمكن أن يعذب لانتفاء صفة الرقود عنه. فكيف توفق بين الرقود الذي لا عذاب فيه وبين الكفار الذين يُعذبون في قبورهم؟؟؟؟؟.

أجاب أهل العلم عن ذلك وهذه مسألة أخرى فيها فائدة جليلة. وهي أن آخر أربعين سنة قبل البعث يرفع الله تعالى عنهم العذاب فيكونون عند البعث في سلام فانتفت عنهم حالة العذاب.

ولكنك تلاحظ بما لا يدع للشك موضعاً أنهم أخذوا صفة الرقود رغم أنهم أصلاً أموات؟؟؟ ألا يدل ذلك على تداخل صفة الرقود مع صفة الموت تداخلاً وثيقاً لا نكارة فيه ولا استهجان فعد هداك الله عن قولك (فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك). والله تعالى أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015