ينبغي بداية تعريف وتقييم الرواية بمواصفاتها وطبيعتها كرواية عامة قبل الخوض في موضوع الرواية بشكلها الخاص كناقل ومصدر ديني،ولنرى هل هي اهلا وتصلح كركيزة للبناء الديني وحاضن له ام ان ذلك لايمكن ان يكون؟ اي ان الدين الذي هو الفصل وهو ليس بالهزل هل يمكن له ان يأتلف والرواية وان يكونا شريكين مؤتلفين ام هما شريكان متشاكسان؟ وهل هنالك شرعية ربانية وعقلية للرواية وان التفريط بها يمكن ان يمثل تفريطا بالمنهج الرسالي الرباني؟ ام بالضد من ذلك اي ان الرواية هي خطأ منهجي او تاريخي او نشاط معادي للمنهج الرسالي الرباني او ربما هي نكوص وانقلاب على العقب؟ اسئلة سيكون الاجابة عليها اكثر من ضرورة دينية بل هي صلب المسالة الدينية وفي ان تكون او لا تكون،

، [/ color]

لقد افصحت عن سوء قصدك وفضحت نفسك من البداية.

وهل الدين إلا رواية؟

الذي يطعن بالرواية يطعن في القرآن لأن القرآن وصل إلينا عن طريق الرواية.

إن الألفاظ الرنانة والطنانة التي تستخدمها لا تغني من الحق شيئا.

إنها تنم عن جهل فاضح لأن الذي يطرح فكرة صحيحة يستطيع أن يدافع عنها وأنت طرحت أوهام والأوهام لا تثبت أمام النقاش.

بمرور عاجل وتسليط ضوء كافي على الرواية بالمفهوم والشكل العام لها نستطيع ان نقيم الرواية وكذا الطابع والخلق الذي تتميز به الرواية من حيث العلمية والجد والقيمة،

فالرواية لاتشكل علميا غير نشاط بشري متدني وهي ليست سوى بيئة موبؤة للحركة العلمية، بل هي مرتع لكل جاهل ومنحط وسوقي وليس لها اي نصيب في التاسيس العلمي، وبذلك نرى عمق الهوة بينها وبين التاسيس العلمي مما يجعلنا ندرك مدى ضعفها – بالاجدر - عن حمل النبأ الديني باعتبار الدين اشد انواع العلم حساسية وبأعتبار مصدريته الربانية الصادقة، وكما اعلن ذلك ربنا في كتابه من حفظ للوحي واتمان الروح الامين وبعدم ان يمسه الا المطهرون من المَلَك وأئتمان اولي العزم من الرسل،وبالتالي فان ذلك يتناقض مع ائتمان البشر عامة ومن غير الرسل على وحي الله وكتابه، [/ COLOR]،[/color]

وهل وصل القرآن إلا رواية، يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة والجلال؟

وكيف عرفت التفصيلات التي بنيت منها عبارتك إلا عن طريق الرواية؟ أم إن الكتاب نزل عليك من السماء وقيل لك هذا كتاب رب العالمين؟

لقد آن لنا بعد هذه الحقب الطويلة من الخضوع للرواية الحديثية وسلطانها على العقل الاسلامي من اخضاعها الى سلطان الاختبار والنقد والفحص الواعي ومن ثم وضعها في المحل الذي ينبغي لها من ساحة الفكر وتقييم دورها الذي ادته ولازالت تؤديه في العقل الخاضع لها،فمن المدهش ان تتمتع الرواية بذلك القدر من السلطان والقبول والدفاع المستميت عنها من قبل اربابها - والاحرى ان لا تتمتع بتلك المكانة - حتى غدت صنو القران ورفيقه الملازم له، ولقد تربعت الرواية وشاركت على عرش الدين فاصبحت تتحكم ايما تحكم، ولقد غدا دورها مالوفا حتى وصل الامر كبديهة الى الربط الجدلي بين الوحي القران والوحي الرواية – كما هو الزعم – ولم تعد تستهجن الرواية ولاينظر اليها كجسم دخيل او وليدة اللغو بل صارت الصنو للقران الكريم، ووصل الامر بكهنة الرواية الزعم بشرعيتها كشرعية القران،وحتى الى حد ان زعمت ان القران "رواية " وانه وصلنا بطريق التواتر والسند كحال الرواية، وصار جدليا أمر القدح بالرواية كالقدح بالقران بسبب القناعة التي احدثتها الرواية بنفسها، فالمشكك بالرواية يُرَّهَب بالشك بالقران وروايته التي اشاعت الرواية انها صاحبة الفضل في روايته وكذا سند روايته، ولم يعد من الممكن التفريق بين الرواية ذات الزعم بالوحي الموازي والقران وقدسيته وكانما هما صنوان لافرق بينهما والتبس الامر على الاكثرون وبقناعة طاغية تحتاج الى جهد كبير لدحضها، [/ COLOR]،[/color]

أردت أن أرد على هذا الكلام الساقط فكفاني سقوطه من الرد عليه.

فكان هذا العمل المتواضع الذي يسير بهذا الاتجاه، ومن تباشير هذا العمل واصابته هدفه انه وبحمد الله اعيت الحيلة اصحاب الرواية والمستمسكين بها فلم يجدوا مندوحة لتاييد مذهبهم عن طريق القران الكريم وانما وجدوا الملجأ والمغارت في كهوف الرواية فيحاولون اثبات الرواية بالرواية وانى لهم التناوش من مكان بعيد،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015