لقد آن لنا بعد هذه الحقب الطويلة من الخضوع للرواية الحديثية وسلطانها على العقل الاسلامي من اخضاعها الى سلطان الاختبار والنقد والفحص الواعي ومن ثم وضعها في المحل الذي ينبغي لها من ساحة الفكر وتقييم دورها الذي ادته ولازالت تؤديه في العقل الخاضع لها،فمن المدهش ان تتمتع الرواية بذلك القدر من السلطان والقبول والدفاع المستميت عنها من قبل اربابها - والاحرى ان لا تتمتع بتلك المكانة - حتى غدت صنو القران ورفيقه الملازم له، ولقد تربعت الرواية وشاركت على عرش الدين فاصبحت تتحكم ايما تحكم، ولقد غدا دورها مالوفا حتى وصل الامر كبديهة الى الربط الجدلي بين الوحي القران والوحي الرواية – كما هو الزعم – ولم تعد تستهجن الرواية ولاينظر اليها كجسم دخيل او وليدة اللغو بل صارت الصنو للقران الكريم، ووصل الامر بكهنة الرواية الزعم بشرعيتها كشرعية القران،وحتى الى حد ان زعمت ان القران "رواية " وانه وصلنا بطريق التواتر والسند كحال الرواية، وصار جدليا أمر القدح بالرواية كالقدح بالقران بسبب القناعة التي احدثتها الرواية بنفسها، فالمشكك بالرواية يُرَّهَب بالشك بالقران وروايته التي اشاعت الرواية انها صاحبة الفضل في روايته وكذا سند روايته، ولم يعد من الممكن التفريق بين الرواية ذات الزعم بالوحي الموازي والقران وقدسيته وكانما هما صنوان لافرق بينهما والتبس الامر على الاكثرون وبقناعة طاغية تحتاج الى جهد كبير لدحضها، فكان هذا العمل المتواضع الذي يسير بهذا الاتجاه، ومن تباشير هذا العمل واصابته هدفه انه وبحمد الله اعيت الحيلة اصحاب الرواية والمستمسكين بها فلم يجدوا مندوحة لتاييد مذهبهم عن طريق القران الكريم وانما وجدوا الملجأ والمغارت في كهوف الرواية فيحاولون اثبات الرواية بالرواية وانى لهم التناوش من مكان بعيد،

يقع تقييم الرواية الحديثية كما ارى بين ثلاث اختيارات وهي:

الاختيار الاول: انها وجدت كمكمل للقران وضرورة دينية لعمل القران، وهي ذات نشأة دينية اصيلة وليست ثانوية، وهو الراي الذي عليه الغالبية العظمى من المنتمين للدين الاسلامي وباغلب مذاهبه كالمذهب السني والمذهب الشيعي ولا يرون غيره ويرون الخروج عنه هدما للاسلام وبالتالي كفرا بالله ورسوله، ولابد ان يواجهنا لهذا الاختيار سؤال؛ اذا فمن الذي اوجدها كمكمل للقران، ومن الذي اذن لها ومن اعطاها شرعية وجودها، واذا كان وجودها عملية اجتهاد فردي او جماعي، فكيف لنا ان نصوب او نخطيء هذا العمل وباي ميزان ياترى؟ وقطعا لا مناص ولاوجود لهذا التقييم في اي مكان غير القران الكريم، وباعتبار القران الكريم ليس نصا متفق عليه وحسب، وانما للمزايا التي ينفرد بها والتي يتجاهلها اهل الرواية والتي لا تأخذ نصيبها من التقييم الحق عند اغلب الناس،والتي هي بادية الوضوح في المصدر الرباني المتين، وللمواصفات التي يتمتع بها القران في عدم العورات وعدم مخالطة غيره وخلوه الجلي من الدس المحبط لاي تقرير بخلاف غيره الذي ولغ فيه، بل بالاحرى كوَّنه؛ اعداء القرءان، وبينما لم يقرر القران اي ملحق له كمكمل او مبيّن له، ولم يلحق له اي رواة ورجال سند لهذا القران، بل جعله الله للناس كافة ومطلقا من اي اوصياء عليه، وهو ضد زعم الرواية الحديثية لنفسها وللقران،

والاختيار الثاني: انها محض عمل فوضوي اواعتباطي تلقائي النشاة كنشاط بشري هامشي و لاتتميز بسوء القصد – النوايا – بل لها فوائد لا تنكر كما عليها مءاخذ لا تنكر،، ويدحض هذا الاختيار تعاظم المؤسسة الروائية والمؤسسات الملحقة بها وهيمنتها على مساحة كبيرة من الوعي الوهمي الديني (وبالاحرى اللاوعي واللادين) والتي لايمكن تصنيفها وفق الحالة الاعتباطية الهامشية،

والاختيار الثالث: الذي لا انكر الميل اليه، انه سيء القصد منذ اللحظة الاولى لتاسيسه ولا ينطوي على اي قيمة في ذاته ولا ينطوي على اي حسن قصد في دوافعه بل ارى انه جهد كيدي محض،

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 عز وجلec 2009, 11:17 ص]ـ

بل أنت سيىء القصد من البداية أمجد وما سطرته أناملك ما هو إلا:

شنشنة نعرفها من أخزم

بسم الله الرحمن الرحيم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015