ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 عز وجلec 2009, 03:33 م]ـ

ما رأي الإخوة الأفاضل في كلام ابن العربي رحمه الله وماذا يترتب عليه؟؟؟

الكلام اجتهاد في غير محله ولا يليق ويرقى إلى مستوى القول على الله بلا علم.

كيف تعلق قلبها به وهو لا يزال يناديها من تحتها آية من الله ليطمئن قلبها وتقر عينها؟

إن الذي يخاطبها من تحتها ألا تحزن وأن تهز بجذع النخلة هو عيسى عليه السلام على القول الراجح ردا على تمنيها الموت وأن تكون نسيا منسيا.

ثم إن تعلق قلب الأم بالولد هو أمر فطري لا يؤاخذ الله عليه، وهذا أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام يقول عند وفاة إبراهيم عليه السلام: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون.

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 عز وجلec 2009, 11:57 م]ـ

ابن العربي رحمه الله إمام كبير، مشهود له بالإمامة في الدين، وله في التفسير كتب مصنفة، وهو أفقه من أن يقول على الله تعالى بغير علم، أو أن يلقي القول جزافا لا يرى له وجها. وينبغي أن نحسن الظن بأئمتنا ونشكر لهم سعيهم وما قدموه لنا من تراث زاخر، ما زلنا نستضيء بنوره إلى يوم الناس هذا.

وكلام ابن العربي رحمه الله تعالى، كلام فيه نفاسة، وهو منتزع من مورد الآيتين معا، إذ قد اختلف الخطاب الإلهي لمريم على حسب الحال التي هي عليها، فكأن من استنبط هذه الفائدة المنقولة، راعى الحالين معا، حال الرزق بغير حساب، وحال الرزق المكتسب بالسبب، وجعل مبنى التفاوت في الرزقين على اختلاف الحالتين، واستخرج هذه اللطيفة المستحسنة،

ويترتب على هذا الكلام، موقف المسلم من الأسباب التي يتعاطاها، وأن أرزاق الله تعالى، جارية على العباد، تارة بالأسباب المتعاطاة، وتارة بغير حساب، على مقتضى توكلهم وأحوالهم، ولله حكم في شرع الأسباب وسلبها، لكن لا ينبغي ترك التكسب وتعاطي الأسباب، واستشراف الرزق بغير حساب، لأن المسلم في الأصل مطالب بالسعي والتدبير لأمور معاشه، أما الرزق بغير تسبب فهو يؤخذ ولا يقصد.

والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 عز وجلec 2009, 08:09 ص]ـ

كلام أخي الأستاذ عدنان أجانة كلام قيم وفقه الله ولا مزيد عليه.

وأحب التنبيه على أن مثل هذه الأقوال توجد كثيراً في كتب التفسير الصوفي ولها نظائر من الاستنباطات، قد يوافق عليها المستنبط وقد يخالف كما هنا. لكنها ليست مما يمكن إقامة الدليل عليه والجزم به، وإنما هي من لطائف الفهوم.

وكما قال أخي حجازي الهوى أنَّ الحال أنَّ مريم عليها السلام متعلقة القلب بالله في الحالين، ثم كيف يتعلق قلبها بابنها ولمَّا يولد بعدُ؟

والذي يبدو لي أن الأمر في هذا واسع، واختلاف أنظار أهل التفسير في مثل هذه الملح كثير. وما لم يرد مثل هذا القول عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو محل اجتهاد وتدبر في آيات كتاب الله. ولا ينبغي التسليم بمثل هذه الأقوال لمجرد أن قالها ابن العربي أو غيره إلا بحجة ينبغي التسليم لها، وليس كذلك هنا.

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[05 عز وجلec 2009, 12:28 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل، الدكتور عبد الرحمن الشهري، على التعليق المفيد، والمرور الكريم،

وقد بينتم أن مثل هاته التفاسير، هي من باب اللطائف، التي هي من ملح العلم، والنظر فيها واسع، وفيها مجالات للنظر، وهذه اللطائف تورد للاستئناس، لا للاستدلال، ومرتبتها دون مرتبة الدليل، وحفظ مراتب الأدلة من أدب الاستدلال كما يقال. وتبقى أصول العلم الثابتة، بكتاب الله وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هي التي عليها المعول، وإليها نحاكم ما ورد من اللطائف وملح العلم.

ودمتم بألف خير.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 عز وجلec 2009, 06:39 م]ـ

بارك الله في الإخوة جميعا ووفقهم لكل خير

أخانا عدنان ملح العلم يستأنس بها إذا كان لها وجه يصح أما إذا كانت تفتقر إلى السند من منطوق أو مفهوم أو إشارة فلا عبرة بها.

الدرس الذي يمكن أن نأخذه من هذه القصة هو أن البشر مهما بلغت درجاتهم ومراتبهم وقربهم من الله تعالى يبقون بشراً يتأثرون بما يتأثر به البشر في غالب أحوالهم فهذه مريم عليه السلام يأتيها روح القدس ويبشرها بالمسيح عليه السلام وبمنزلته وشأنه في الناس ومع هذا تبقى تحت تأثير طبيعتها البشرية أمام ما قد تواجهه من الناس.

كذلك نجد ذلك في قصة يعقوب عليه السلام وقد علم بتأويل رويا يوسف عليه السلام وأن الله سيتم نعمته عليه ومع هذا بقي متأثرا بطبيعته البشرية.

وهذا سيدنا وقرة أعينن الحبيب صلى الله عليه وسلم في قصته مع ما أمره الله به في شأن زينب رضي الله عنها.

إنه الابتلاء.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 عز وجلec 2009, 06:50 م]ـ

ينبغي تدوين هذا الموضوع في نقاط فيقال مثلا:

1 - الأرزاق مقدرة ومكتوبة مسبقا "قدرا" والإيمان بذلك واجب.

2 - الإخذ بالأسباب لتحصيل الرزق مطلب شرعي.

3 - تأثير الأسباب في الحصول على الرزق ضعيف؛ فقد يكون المرء من أقوى الناس عضلات، ومن أأوسعهم علما، وأعمقهم فهما للأمور، ومع ذلك يكون من أفقرهم؛ في حين يكون آخر مولود معه، وصفاته عكس صفات الآخر ويكون عكسه في النتيجة، وهذا يدل على أن الأسباب لا تعطي الرزق.

4 - القرآن دائما ينسب الرزق المادي و"الرزق العلمي" و .. إلى الله تعالى لا إلى الأسباب المتخذة وسيلة له، ولذلك تجده يقول في الرزق المادي في قصة واحد من أغنياء العالم: "وآتيناه من الكنوز" وتحده يقول في الرزق العلمي:"الذين أوتوا العلم" "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه" "آتيناه آياتنا فانسلخ منها" ..

والله تعالى أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015