ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:28 م]ـ

الأخ الكريم حجازي،

شكراً لك على هذا النقل الطيب. ولي على بعض ما ورد ملاحظات:

1. إذا كان يُطلب من كل واحد فينا أن يحفظ أهل ود أبيه، فكيف لا يحفظ الصحابة رضوان الله عليهم قرابة الرسول عليه السلام؟! ومن هنا ليس هذا ما أطلب ..

إذا ما الذي تلطب أخانا الكريم؟

2. ما أورده الكاتب من حديث المسند من قول الرسول عليه السلام:"اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ": لا إشكال عندي في دعائه عليه السلام لأهل بيته وأزواجه، وإنما الإشكال في الدعاء للذرية. ووجه الاستشكال الآتي: هل استجاب الله تعالى لرسوله في ذريته؟! فإن قيل نعم، فيلزمنا إذن أن نعتقد بأن كل من ثبت أنه من ذرية الرسول عليه السلام لا بد أن يرحمه الله مهما فعل. وإذا كان كل من هو من ذرية إبراهيم عليه السلام قد رُحم وبُورك فأولى الناس بذلك كفرة بنو إسرائيل لأنهم من ذرية إبراهيم (كما باركت على) ..

هذا ليس دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم،بل هو عبادة تعبدنا الله بها، وهي تفسير قول الله تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) سورة الأحزاب (56)

قال البخاري عند تفسير هذه الآية -: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن مِسْعَر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَة قال: قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فَقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ فقال: "قولوا: اللهم، صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم، بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".

أما الاستجابه للرسول صلى الله عليه وسلم فقد نالت شفاعته صلى الله عليه وسلم عمه أبي طالب فجعل في ضحضاح من نار.

فكيف بالمؤمنين من ذريته؟

وإذا كان الله وعد رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يسوءه في أمته كما جاء في صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه:

"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ

{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}

الْآيَةَ وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام

{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ"

فهل تراه لا يسوءه في أمته ويسوءه في أهل بيته وذريته؟

3. أما قول الرسول عليه السلام:"إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال:"فأنا خيار من خيار من خيار". ولكن هل يعني ذلك أن الاصطفاء يستمر إلى يوم القيامة حتى بعد بعثة الرسول عليه السلام؟!.

إذا كان الله اصطفى أولئك الذين اصطفى الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، فما بالك بالمؤمنين من ذرية ر سول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته؟

4. أما حديث:"كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي" فإذا صح فهل يصح تفسيره، وما معنى أن النسب غير منقطع؟ ّ! هل يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟! وإلا فما المعنى الحقيقي للحديث؟ ثم هل يجوز في الإسلام أن ننسب الرجل إلى أهل أمه؟.

أما معنى انقطاع النسب فهو أن النسب لا ينفع بدون الإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015