ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Nov 2009, 04:03 ص]ـ

بارك الله فيك ..

أطلب منك أن توضح إشكالين اثنين:

الأول: ما هي القرينة التي تقوم عند المحدثين حتى يصححوا بها رواية معمر عن أيوب في موضع ويضعفونها في موضع آخر.

هذه القرائن تتنوع تنوعاً كبيراً يعرفه من مارس هذا الفن فمنها:

1 - المتابعة.

2 - الشاهد

3 - أن يروي أصحاب معمر جميعاً عنه الخبر لا يختلفون فيه.

ومنها ماله صلة بملكة المحدث مما لا عبارة تضبطه.

فإذا كان معمر ثقة بلا شك، وملازمته لأيوب معروفة طيلة حياته بالبصرة حتى شيعه عند ذهابه لليمن.

فلما ذهب لليمن حدث هناك بأحاديث لا يعرفها أصحاب أيوب مما يدل على عدم ضبطه لحديث أيوب

وثبت أن مسألة الكتب والتحديث من الحفظ لا علاقة لها برواية معمر عن أيوب ..

بل لها نوع علاقة؛ لأنها تدل على أن زيارته الثانية للبصرة لم تنفعه في شيء؛ لعدم وجود كتبه معه.

وثبت أن الصحيحين أخرجا له من نفس الرواية.

كما أخرجوا حديثه عن ثابت وهوضعيف بلاشك ولكنهم أخرجوا عنه علىالجهات التي وضحناها فلا يستدل بهذا الإخراج على شيء.

واجد منهما في المتابعات المعروفة عند المحدثين، والآخر في الأصول محتجا به ..

كل هذه الأمور لا تقوي رواية معمر عن أيوب على الأقل حتى ترفعها عن الضعف؟

لا.لا ترفعها كما لم ترفع رواية إسماعيل بن أبي أويس ولا رواية معمر عن ثابت.

لم أستطع أن أفهم ذلك بعد، ربما لضعفي في علوم الحديث ..

فلا بأس عليك إن جاوزت هذه المسألة الآن ..

فوضح لي بارك الله فيك.

وأتني بأمثلة من تلك القرائن وبين لي ما تسميه انتقاء عند الشيخين.

وجزاك الله كل خير.

هذا سيصير درساً في علم الحديث وليس مناقشة ..

:)

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Nov 2009, 03:22 م]ـ

أخي الكريم:

هناك مغالطات في هذا الكلام وفي بعض المداخلات التي تفضلت بها في هذا الموضوع ولم أكن متعجلا عليك حتى تفهم أنه يجب عليك التثبت في إطلاق الأحكام على الأحاديث بالضعف أو بالصحة، وكنت أريد أن تتنبه بنفسك إلى ذلك دون تصريح، ومن تلك الهنات ما يلي:

1 - قولك إن القرائن تتنوع فمنها الشاهد والمتابعة: هذا إنما يكون في الخبر الذي لا يصلح للاحتجاج؛ فبقوى بتلك القرائن من مرتبة الضعف إلى الحسن ومن الحسن إلى الصحيح لغيره ,,

وأحاديث الصحيحين التي هي موضع النقاش ليست من هذا القبيل من حيث الجملة ..

2 - قولك أن يروي أصحاب معمر عنه الحديث جميعا لا يختلفون فيه؛ وهذا خارج عن موضوع النقاش؛ فالعلة التي ضعفت بها هذا الحديث هي علة واحدة كانت منصوصة في مداخلتك وهي: رواية معمر عن البصريين وعن أيوب بالذات فما دخل تلاميذ معمر في هذه العلة.

3 - قولك بل لها نوع علاقة لأن زيارته الثانية للبصرة ..

هذا خارج عن الموضوع لأن كلامنا في رواية معمر عن أيوب لا في رواية تلاميذ معمر عنه عن أيوب ..

يضاف إلى ذلك أن معمر غالب تحمله عن أهل البصرة إنما كان في فترة حياتة الأولى بدليلين:

أ - أنه ذهب إلى اليمن وهو من أوعية العلم الكبار بإجماع المحدثين أو لنقل جمهورهم على الأقل حتى نبتعد عن النقاش.

ب - أن كثيرا من علماء الحديث تحملوا عن معمر في اليمن بعد ذهابه من البصرة ومنهم سفيان وغيره.

4 - قولك إن الصحيحين أخرجا له من جهة ثابت وهو ضعيف وأنه تقوى روايته بالقرائن السابقة ..

أقول لك فرق بين أن يقوى من مرتبة الحسن أو الصحيح لغيره إلى الصحيح لذاته ..

وبين أن يحكم على رواية بأنها ضعيفة ثم ترتقي إلى الصحيح بل إلى أصح الصحيح ..

5 - هذا سيكون درسا وليست مناقشة ..

المناقشة قد تتحول إلى درس إذا اختلف المتحاوران في مسائل منصوص عليها في كل كتب الحديث.

فأرجو أن يكون اتضح لنا بعد هذا الحوار المفيد - على الأقل بانسبة لي - على أن رواية معمر عن أيوب لا يمكن أن توصف بالضعف المطلق.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Nov 2009, 04:49 م]ـ

ما سميته هنات لي = هي دلائل على عدم فهمك لمحل النزاع وعدم فقهك لحجج الباب أصلاً فأنت تتكلم بالإنجليزية في تفسير العربية ..

والرواية ضعيفة كما نص عليه أئمة المحدثين،وليس هناك بأس أن تخالفني في ذلك، ولكن البأس كل البأس أن تخالفني بغير الطرق العلمية وإنما بتقريرات صحافية جاهلة تماماً بمنهج المحدثين وأصولهم.وأرجو أن تترك هذه المسألة وتجاوزها إلى ما تستطيع فكلامك يدل على ضعف تام في تصور هذا العلم .. فلا داعي لأن تزري على نفسك ..

ولا داعي أصلاً لاستنباط دلائل ضعفك العلمي في الحديث من كلامك فأنت نصصت على ضعفك في علوم الحديث ..

والرجل إذا كان ضعيفاً في العلم ودخل ليستفسر ويتعلم = لم يكن بذلك بأس ..

أما إذا دخل ليناقش ويحكم بخطأ غيره = فهو متعالم جريء ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Nov 2009, 04:58 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الطرح العلمي الأصيل الذي يدل على فقهك في علوم الحديث وتمسك بمنهج المحدثين وأساليب أهل العلم المرموقين ..

بارك الله في علمك فقد أجدت وأفدت ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015