وصلتنا قصَّةٌ إلى تورونتو بكندا عن رجلٍ كان بحَّاراً في الأسطول التجاريّ أعطاه أحد المسلمين ترجمةً لمعاني القرآن الكريم ليقرأها، ولم يكن هذا البحَّار يعرف شيئاً عن تاريخ الإسلام، لكنَّه كان مهتمّاً بقراءة القرآن الكريم، وعندما أنهى قراءته عاد إلى المسلم وسأله: هل كان مُحمَّد هذا بَحَّارًا؟؛ فقد كان الرجل مندهشاً من تلك الدِّقَّة الَّتي يصف بها القرآن البحر، وعندما جاءه الرد بالنفي أعلن إسلامه، لقد كان مُتأثِّراً بالوصف القرآنيِّ للأسرار البحريَّة، فالوصف الَّذي جاء في القرآن عن البحر لم يكن شيئاً يستطيع أن يكتبه أيُّ كاتبٍ من محض خياله، وظُلمات البحر العميق والموج الَّذي من فوقه موجٌ من فوقه سحاب لم يكن شيئاً يُمكن لأحدهم تخيُّله، بل إنَّه وصفٌ دقيق مصدره من يعرف حقاًّ كيف هو الواقع، ولا يمكن نسبة تلك المعرفة لمحمد صلى الله عليه وسلم نفسه ولا لبشر سواه، هذا مثلٌ واحدٌ على أنَّ هذا القرآن من الله تعالى نفسه".
فوق البحار اللجية العميقة تتكاثر السحب، وتحجب بعض الضوء, وتشارك الأمواج الداخلية التي تتولد بين التيارات العميقة في حجب البقية، فتزداد الظلمة شيئا فشيئا كلما تزايد العمق حتى يختفي الضوء بعد حوالي 1000م, ولكن الأحياء في تلك الأعماق السحيقة قد أُمِدَّت بمصادر حيوية لإصدار النور، والمبهر أن يوجز القرآن الكريم كل تلك الحقائق العلمية التي لم تعرف إلا حديثا خلال تمثيل حالة معنوية هي ظلمات الشك والريبة في القرآن بحالة حسية هي ظلمات البحر اللجي العميق في قوله تعالى: "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لّجّيّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ" النور: 40
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-34-111661.htm
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 11:46 م]ـ
يقول الدكتور: دودح
- نظرة دلالية:
ومضات البرق ودمدمة الرعد رسائل لا يغيب مغزاها عن الفطين تشهد بتقدير مُسبق وتدبير واحد لا تصنعه إلا مشيئة واحدة علية وقدرة إذا شاءت جعلت النعمة نقمة، وهي ظاهرة مُحَيِّرَة لم يعرف الإنسان تفسيرها إلا مؤخرا في عصر العلم، وتعجب أن يكشف القرآن الكريم سترها من بين كل الكتب التي تُنسب سواه للوحي فأتت موافقة للواقع كدليل للنبوة الخاتمة.
في قوله تعالى: "هُوَ الّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ السّحَابَ الثّقَالَ. وَيُسَبّحُ الرّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" [الرعد:12 - 13؛ تصريح بالتلازم كما نعرفه اليوم بين البرق Lightening وسحاب الركام Cumulus المُعَبَّر عنه بالسحاب الثقال، وهو تعبير وصفي دقيق يلتقي مع المعرفة الحديثة بأن السحاب ثقيل الوزن ترفعه تيارات الحمل من أسفل وأن سحاب الركام خاصةً هو أثقل أنواع السحب، والبرق يلتقطه البصر كومضات خاطفة أو لمح فهو إذن ظاهرة ضوئية مرئية ناسبها خصَّه بالرؤية في التعبير: (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ)، وقد يتحول البرق إلى صواعق تحرق أي شيء تَطَال من معالم سطح الأرض وتصعق الأحياء نتيجة الشحنة الكهربائية الهائلة، وخصُّ البرق بالرؤية فقط بلا خطر سوى شدة اللمعان، وخص خطر الإصابة بالصواعق تمييز لكل منهما رغم الطبيعة الواحدة.
وفي قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ ثُمّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزّلُ مِنَ السّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ" [النور:43]؛ تلازم حدوث البرق والبَرَدْ مع تكون سحب الركام، وربط النظم بين تكون البَرَدْ وامتدادها عاليا كالجبال ونسب وقوع البرق إلى البَرَدْ، يقول فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني: "السبب في تكوين البرق هو البرد، فالبرد بتكوينه تتكون الشحنات الكهربائية الموجبة والسالبة، والله يبين لنا هذا في القرآن الكريم: "وَيُنَزِّلُ
¥