ـ[محبة القرآن]ــــــــ[21 صلى الله عليه وسلمug 2010, 04:44 ص]ـ

وإياكم أخي الكريم

بارك الله فيك ونفع الله بك على إفادتك الطيبة لنا

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Sep 2010, 06:50 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير العقدي لجزء عم

سورة البلد (1)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10))

سورة (البلد) سميت بهذا الاسم لورود هذا اللفظ فيها. وهذه السورة والتي تليها تتشابهان في بعض المقاصد، بل في كثير من المقاصد، كما سيتبين - إن شاء الله –

فمن مقاصد هذه السورة سورة (البلد):

- بيان طبيعة الحياة، والإنسان: بيان طبيعة الإنسان (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)، وطبيعة الإنسان بما فيه من صفات وانحرافات في نفسيته، إذا كان كافرا.

- بيان بعض مظاهر الربوبية في النفس.

- إعلاء القيم الإيمانية، والخلقية.

- إثبات المعاد.

(لَا أُقْسِمُ): للمفسرين ثلاثة مذاهب في معناه:

1 - أنه نفي للقسم، يعني: أن هذا الأمر من الظهور، والبيان، بحيث لا يحتاج إلى قسم بهذا البلد.

2 - أن المنفي محذوف: (لا) نافية، وتقدير الكلام: ليس الأمر كما زعمتم، فأُقسم بهذا البلد، فـ (لا) ليست متسلطة على القسم، بل متسلطة على محذوف، أي: ليس الأمر كما زعمتم، وادعيتم، أقسم بهذا البلد، فالقسم إذًا، مثبت، خلافا للقول الأول.

3 - أن (لا) لتأكيد القسم، فالزيادة في المبنى، زيادة في المعنى. فهذا من جنس قوله تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم *وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)، فلم يكن قوله: (فلا أقسم بمواقع النجوم) نفيًا للقسم، بل تأكيدًا له، بدليل قوله: (وإنه لقسم).

وهذا القول الثالث أرجح الأقوال. وبينه وبين القول الأول صلة، فكأنه يدل على أن هذا الأمر بيِّن، واضح، جلي، ظاهر. ويكون هذا الحرف (لا) للتأكيد. ولا يليق التعبير بأن (لا) زائدة، وإن كان من قال إنها زائدة لا يقصد بالزيادة، الحشو - حاشا وكلا - فليس في كتاب الله تعالى حرف زائد عن الحاجة. وإنما قصد أنه لا يراد بها معناها المتبادر، وهو النفي.

والمراد (بالبلد): مكة شرفها الله، فتكون (ال) للعهد.

(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) فكأن الواو هنا حالية، يعني: أقسم بهذا البلد، حالة كونك حل به، فيتضاعف شرف البلد، بشرف وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - وحصوله به. فمكة، شرفها الله، أشرف حال وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها شرفت بشرف من حل بها.

وقد اختلف المفسرون في قوله (حل)، بعد اتفاقهم على أن المراد بالبلد مكة:

- فذهب بعضهم إلى أن المراد: وأنت يا محمد، قد أحلت لك ساعة من نهار، وذلك عام الفتح، أنه قد أحل لك القتال فيها مع حرمتها، وأنها لم تحل لأحد من قبله، ولن تحل لأحد من بعده. قالوا: وفي هذا دليل على صدق القرآن، وعلى صدق نبوته - صلى الله عليه وسلم -، فإنه على مقتضى هذا القول، قيل له ذلك، وهو بعد في مكة مستضعف، فأخبر الله تعالى بما يكون بعد سنين، أن مكة ستدخل في طاعته، وهو إذاك - صلى الله عليه وسلم - يََّطرد في شعابها، خائفا على نفسه، وعلى أصحابه، ومع ذلك يبشر بهذا. هذا هو القول الأول، وعليه جمع من المفسرين، وله حظ من النظر، والأثر.

- القول الثاني أن معنى (حل) أي: حلال، مقيم. يعني: الحل المقابل للارتحال، فالله تعالى يقسم بهذا البلد حال كون نبيه - صلى الله عليه وسلم - مقيمًا بها في العهد المكي؛ لأن الآية نزلت في مكة.

- القول الثالث: وفيه بعد، أن المراد بـ (حل)، أي: وأنت حلال الدم، قد أهدرت قريش دمك.

(وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ): الوالد، والولد، متقابلان:

* فقيل إن المراد كل والد وولده، يعني: العموم. وإلى هذا ذهب ابن جرير الطبري - رحمه الله - فيشمل من يلد من الأنس، والجن، والطير، والوحش، وكل شيء. وخصه بعض المفسرين ببعض أنواعه:

- فقال بعضهم أي: آدم وذريته،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015