ـ[محبة القرآن]ــــــــ[06 Jul 2010, 12:22 ص]ـ

التفسير العقدي لجزء عم

سورة الغاشية

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ?

سبب التسمية:

سميت سورة "الغاشية" بهذا الاسم، لورود هذا اللفظ فيها: ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ?, ولأن النبي r سماها كذلك. فهذه من السور التي سماها النبي r بنفسه. وسور القرآن منها ما وردت تسميته على لسان النبي r ، فتكون توقيفية, ومنها ما سمته الصحابة y، واشتهر بينهم.

ولهذا قد نجد للسورة الواحدة أكثر من اسم؛ كما يقال مثلاً: سورة الإسراء، أو يقال سورة بني إسرائيل, وسورة محمد، أو سورة القتال, وسورة براءة، أو سورة التوبة وهكذا. وهذه السورة، كما السورة السابقة "سبح"، كان النبي r يقرأ بهما في الجمعة، والعيدين، حتى إنه ربما اجتمع يوم عيد، ويوم جمعة، فقرأ بهما في الصلاتين (مسلم 3 - 15) , وما ذاك إلا لما تضمنته هاتان السورتان من المعاني الجليلة، والمواعظ البليغة.

من أهم مقاصد هذه السورة:

- المقصد الأول: تقرير الإيمان بالبعث، والجنة والنار. وهي القضية التي كان ينازع فيها مشركو العرب, القضية التي تؤثر تأثيراً بالغاً في مجرى الحياة، وسلوك الإنسان, فإن إيمان المرء بالبعث، والجزاء، والجنة، والنار, هو الذي يحدد مساره، ويجعله مؤمناً أو كافراً. فمن أقر بالبعث، وبوعد الله، ووعيده، بحث عما يرضي ربه، كي يسلم من وعيده، وينال موعوده. ولهذا كانت هذه القضية فيصلاً بين المؤمنين والكفار, ومَفرِق طريق بين الأبرار والفجار. كما أن أهل الإيمان، أنفُسَهم، يتفاوتون بقدر إيمانهم بها؛ فمن كان قلبه معموراً بالإيمان بالبعث، والجنة، والنار، انضبط، واتقى الله Ü, ومن كان ضعيف الإيمان بهذه القضية، كثير الذهول عنها, فإنه يقع في المعاصي ويجترح السيئات. وهذا أمر مشاهد تجده في نفسك, فكلما قوي في قلبك الإيمان باليوم الآخر، ازدجرت عن المعاصي، وخفَّت نفسك إلى الطاعات, لأنك ترى أنك تدَّخر ليوم آت, وإذا خف ذلك في نفسك، وغاب، فإنك تقتحم المعاصي، وتفرط في الواجبات. ولهذا كان النبي r يقول: (أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت) (ابن حبان وحسنه الأرنؤوط).

ويقال إن رجلاً سب عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-فلما هم أن يرد عليه قال: "لولا اليوم الآخر لأجبتك". فإذا شعر الإنسان باليوم الآخر, أحجم عن كثير من الكلام, وكف عن كثير من الفعال, لأنه يعلم أن ذلك في صحيفته وأنه سيلقاه. ?يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا .. ? (آل عمران-30).

- المقصد الثاني: إثبات الألوهية بدلائل الربوبية, وهذا منهج قرآني رصين، وكثير، في كتاب الله Ü.

- المقصد الثالث: بيان وظيفة الرسل، وهي الذِّكْرَى كما تقدم في سورة الأعلى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015