الأخوة الكرام، .. الأخوات الكريمات،

1. اكتشاف النظام العددي القرآني جاء عن طريق الاستقراء، أي أنّ المشتغلين بالإعجاز العددي يَصِفون الواقع الذي لا يجوز إنكاره، وإن كان يجوز الجدال في دلالته. من هنا لا يصح أن نقول أين الدليل على وجود شيء وهو موجود.

2. لنفرض أنّ السنة لم تتحدث عن هذا الوجه، وكذلك الصحابة الكرام .... إلى يومنا هذا. فهل يعني ذلك رفضاً للإعجاز العددي؟! الجواب: بل هو من الأدلة على الإعجاز؛ لأننا نكتشف ما لم يَقل به أحد سابقاً، مما يعني أننا نتعامل مع كتاب ربّاني. أما لو صح في السنة أن تم الحديث عن هذا الوجه لكان مدخلاً للطاعنين في القرآن للزعم أن الرسول عليه السلام قد افتعله.

3. اختلاف العلماء في توقيف الرسم العثماني يفتح الباب للبحث عن أدلة ترجيحيّة، ووجود النظام العددي يُرجّح قول الجمهور. وهذا واضح في المنطق السوي. ونقول بلغة أخرى: يا من تزعم أن الرسم غير توقيفي، كيف تُفسّر لنا وجود النظام العددي المدهش؟! ليس له عندها إلا أن يقر أو أن يزعم أنها مصادفات (منطق الملاحدة طبعاً الذين يزعمون أنّ نظام الكون نتاج المصادفات).

4. نتفهم الذين يقولون إنّ ما قُدّم من أمثلة على الإعجاز العددي غير مقنع. نتفهم ذلك لأنهم يحكمون بمقدار علمهم وإحاطتهم بتفصيلات المسألة. وننصحهم بمراجعة الأبحاث الجادة، كالأبحاث المنشورة في صفحة مركز نون الإلكترونيّة.

5. أما بالنسبة لأسئلة الأخ السبني، نضيف إلى ماسلف:

أولاً: تُحسب الهمزات؛ فالهمزة هي حرف بغض النظر عن طريقة رسمها: على واو أو على ألف أو على ياء أو منفردة. والأبحاث السائدة حتى الآن تعد الحروف ولا تُفصّل. ولا مانع في المستقبل أن يتم إحصاء الهمزة بكل أحوالها، ثم إحصاؤها مع تفصيل حالاتها. ولا مانع من إحصاء الهمزة ثم إحصاء الواو واواً والألف ألفاً والياء ياءً.

ثانياً: في حساب الجُمّل نجد أن مركز نون يعتبر أن قيمة الهمزة هي (واحد) بغض النظر عن كيفية رسمها.

ثالثاً: هم يتعاملون مع المكتوب، ويمكن أن يتطور الأمر فنتعامل مع الملفوظ أيضاً.

رابعاً: الألفات الصغيرة لا علاقة لها بالرسم العثماني، ومن هنا لا تُحصى. وكذلك الياء أو النون التي لم ترسم في الرسِم العثماني ورسمت منفصلة وصغيرة للتعليم.

خامساً: قولك أخي جمال: ((وإنما لم تُرسَم لأنهم كرهوا توالي المتماثلين في الكتابة حتى من الحروف الصامتة واكتفوا بحرف واحد مكان الاثنين المتماثلين)) غير صحيح وغريب، لأنهم كتبوا المتماثلات ــ مثل ما نَنْسخ، نُنْسها ..... الخ ــ وشذّت كلمات قليلة، وهذا يشير إلى أن الرسم توقيفي.

سادساً: يعتمدون في الأبحاث على المصحف السائد في العالم الإسلامي أي الموافق في أغلبه لقراءة حفص. ومن هنا كلمة رءوف تحصى أربعة حروف. أما القراآت التي لا تلفظ الهمزة وبالتالي لا تكتبها المصاحف الموفقة لها لم تدرس بعد. وهنا جيد التنبه إلى أن العالم العربي يكتب ويلفظ العربية الفصحى بما يوافق قراءة حفص. تجد ذلك في الكتب ونشرات الأخبار والشعر والأدب وكل ما يكتب في هذا المنتدى ... الخ.

ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:04 م]ـ

خامساً: قولك أخي جمال: ((وإنما لم تُرسَم لأنهم كرهوا توالي المتماثلين في الكتابة حتى من الحروف الصامتة واكتفوا بحرف واحد مكان الاثنين المتماثلين)) غير صحيح وغريب، لأنهم كتبوا المتماثلات ــ مثل ما نَنْسخ، نُنْسها ..... الخ ــ وشذّت كلمات قليلة، وهذا يشير إلى أن الرسم توقيفي.

أخي أبا عمرو البيراوي

صحيح أنني أطلقتُ العبارة، وكلامي على إطلاقه خاطئ، ولكن قصدي أنه وقع ذلك أحيانا، وإذا وقع فهو التعليل، أو ذلك هو أحد التعليلات لمثل تلك الظاهرة.

ومع ذلك يظل أصل الكلام على حاله: كيف يمكن ادعاء أن كتاب الإعجاز العددي يلتزمون برسم المصحف العثماني وهم لا يمكنهم حساب هذه النون وهي موجودة في قراءة الجمهور، وإذا حسبوها فهذا يعني أنهم يعتمدون اللفظ، وإذا كانوا قد اعتمدوا اللفظ فذلك يعني انهيار أي أساس موحّد لعدّ الحروف، اللهم إلا إذا بحث كُتَّاب الإعجاز العلمي في كل قراءة بل وكل رواية على حدة، وحينئذ يتحدثون عن إعجاز عددي لرواية حفص وإعجاز عددي لرواية ورش وآخر لقالون .. وهكذا.

هذه هي الفكرة ..

وأراك لم تعرج على هذه النقطة المهمة.

ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:05 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الإخوة المؤيدين للإعجاز العددي أن يعتبروني مناقشاً لهم هدفه الوصول إلى الحق.

أنا لا أنكر وجود الإعجاز العددي؛ لأني -فيما قرأت- لم أجد دليلاً، بل ولا شبهة دليل تدل على إنكار هذا العلم.

ولكني في نفس الوقت لا أؤيد وجوده؛ لأني -حسب ما قرأت- أرى كثيراً من الإشكالات في نفسي من هذا المكتوب.

لأجل ذلك صوتت بـ (لا أستبعد) في هذا التصويت، وأظن أن إثبات هذا العلم فيه نصرٌ واضحٌ للقرآن.

كنت قد طرحت إشكالاتي على صيغة أسئلة في هذا الموضوع، ولم أر رداً كافياً.

وإليكم إحدى إشكالاتي التي لم أطرحها:

الكلمة عند العلماء يراد بها ثلاثة أمور: اسم، وفعل، وحرف كما هو معلوم.

وقد اختلف باحثان في عدد كلمات سورة الجن، فأردت أن أعد كلماتها؛ فاكتشفت أنهم يعتبرون (الكلمات) كلمة واحدة فقط.

فمثلاً: (فقالوا) يعدونها كلمة واحدة، وهي ثلاث كلمات كما هو معلوم في اللغة: فالفاء الأولى حرف مستقل بذاته، والحرف كلمة.

وقال فعل، وهي كلمة.

وواو الجماعة اسم، وهي كلمة.

سؤالي هو: هل مثل هذا له قاعدة عند من كتب في الإعجاز العددي؟

وأيضاً في كل ما طرحه الإخوة من قبل، بالنسبة لرسم المصحف، وتجويده، وقراءاته.

يبقى سؤال مطروح هو: كيف تعدون الحروف؟

كلمة (فآمنا) كم حرف عندكم؟

هل هي خمسة حروف؟ ولماذا؟

هل هي ستة حروف؟ ولماذا؟

هل هي سبعة حروف؟ ولماذا؟

أرجو أن يجيبني بعضكم خاصة في عدد حروف كلمة (فآمنا) حتى يستمر النقاش، ونصل فيه لفائدة للجميع.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015