التفسير العقدي لجزء عم (سورة الانفطار)

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[11 Oct 2009, 11:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير العقدي لجزء عم

سورة الانفطار

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)) سورة الانفطار تشابه سورتي التكوير قبلها، وسورة الانشقاق بعدها, وقد ورد فيها حديث: (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء انفطرت) رواه الترمذي، وأحمد، وصححه الألباني.

ومن مقاصد هذه السورة:

المقصد الأول: الإيمان باليوم الآخر، وبيان أهوال القيامة.

المقصد الثاني: بيان ربوبية الله، وعظيم منته على الإنسان.

المقصد الثالث: الرد على منكري البعث.

المقصد الرابع: إثبات الحساب والجزاء.

المقصد الخامس: الإيمان بالملائكة.

المقصد السادس: الإيمان بالجنة والنار.

(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ): (إذا) شرطية, ومعنى (انْفَطَرَتْ) أي انشقت، وتصدعت, كما قال الله عز وجل: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) , (إذا السماء انشقت).

(وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ): (الكواكب) هي النجوم, ومعنى (انتثرت) أي تساقطت، وتفرقت, يعني كأنها تساقطت متفرقة.

(وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ): أي امتلأت، وفاضت، وانفتح بعضها على بعض, بأن يطغى الماء، فيدخل ماء البحر على ماء النهر. وقيل في معنى (فجرت) ما تقدم من المعاني في سورة التكوير؛ أنها بمعنى (سجرت) أي تسجر، وتشتعل، فيكون هذا بمنزلة التفجير. ويقول بعض المعاصرين، إنه يمكن أن يكون هذا التفجير يرجع إلى الطبيعة الذرية لمكونات الماء , فالماء عند أهل الفيزياء مكون من ذرتي هيدروجين، وذرة أكسجين، وأنه يقع اختلال في النظام النووي لهذا التكوين، فيقع انفجارات هائلة بسبب ذلك, كانفجار القنابل الذرية.

(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ): (القبور) هي مدافن الموتى، ومعنى (بعثرت) أي نبشت, وقلبت, وأثيرت, وبعث من فيها.

(عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ): (نفس) يعني كل نفس , (ما قدمت وأخرت) اختلف المفسرون في التقديم والتأخير، مع اتفاقهم على أن ذلك متعلق بالعمل. فذهب بعضهم إلى أن المقصود بقوله (ما قدمت) أي ما قدمت من عمل صالح، وبقوله (وأخرت) أي ما أخرته من عمل صالح بعد موتها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم. يعني ما قدمت من عمل صالح، أو أخرته، وأجرته بعد موتها، كالأوقاف، والوصايا، وما أشبه. وقال بعضهم: (ما قدمت) يعني ما أدت من الواجبات، والفرائض، (وأخرت) ما تركت، وأهملت من الواجبات، والفرائض, وذهب فريق ثالث إلى العموم، وأن المراد ما قدمت من خير أو شر، وأخرت من خير أو شر, وعلى أي حال، فالآية تدل على علم الإنسان يقيناً يوم القيامة بحصيلة عمله من خير أو شر. والعموم أولى بالأخذ، لقول الله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) , وقوله: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وجواب الشرط: قوله (علمت نفس).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015