قد يقول البعض لا وجود لهذا الكتاب الآن , ولكن بإمكاننا أن نؤلف كتابا ونتحرى في تقسيمه هذه العلاقات التي ذكرتها , وبذلك يصبح زعمنا بأن محاكاة التناسق العددي في القرآن ممكن , وبذلك يبطل القول بالإعجاز العددي.
اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى التالي:
أن تؤلفوا كتابا وعند الانتهاء منه تجدون فيه مثل هذا النظام هو من المستحيل. ولكن بإمكانكم بعد أن تنتهوا من تأليفه أن تعاودوا النظر فيه مرات ومرات , وأن تبدلوا وتغيروا وتزيدوا وتنقصوا حتى يستقيم لكم الحساب (على افتراض أنه سيستقيم) , ولا بد أنكم ستحتاجون إلى آلاتكم الحاسبة البسيطة وغيرها ..
وسؤالي لكم: هل تم ترتيب سور القرآن وآياته بهذه الطريقة؟ أي بعد أن اكتمل نزول القرآن , اجتمع الصحابة وبدأوا عمليات من المراجعة والزيادة والنقصان والتبديل والتغيير , ولما تم لهم هذا النظام (التناسق العددي) استقروا عليه واعتمدوه؟ أم أنهم جمعوا المصحف كما علموه عن النبي صلى الله عليه وسلم , دون أن يشغلوا بالهم بمثل هذا التناسق أو يفكروا فيه؟
لا شك أنه لم تكن هناك عمليات مراجعة وحسابات , لقد اكتمل نزول القرآن بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم , ومنذ تلك اللحظة أخذ ترتيب القرآن شكله النهائي الذي لا يجرؤ أحد على التدخل فيه.
ولو كان الصحابة على علم بهذا التناسق العددي لذكروه لنا , ولا حجة لمن يزعم " لو أن الصحابة عرفوا فيه خيرا لما تركوه " ولا يجوز أن نستدرك عليهم شيئا لأنهم أقرب منا إلى القرآن .. التناسق العددي لم يوضع في القرآن لأجلهم ولم يكونوا بحاجة إليه. الاعجاز العددي وضع لأجلنا نحن , ليكون امتدادا للمعجزة الخالدة المتجددة , واكتشافنا له ليس فيه انتقاص من قدر أحد.
ولنفترض أنكم أنجزتم كتابكم ونجحتم في تضمينه مثل هذه العلاقة التي ذكرناها .....
هنا سنكشف لكم عن علاقة أخرى تربط بين سور القرآن كلها وآياته , تعزز العلاقات السابقة دون أن تؤدي إلى أدنى تعارض مع ما تم كشفه من قبل ..
فماذا أنتم فاعلون؟
هل ستعيدون النظر في كتابكم من جديد؟
لو فكرتم بذلك فهذا يعني أنكم ستمضون العمر في المراجعة والتبديل والتغيير.
ولا بأس أن ألفت انتباهكم إلى أن القرآن قد نزل منجما مفرقا حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , وانتهى ترتيبه في النهاية على نحو مغاير لترتيب النزول ..
وهذه الحقيقة وحدها تكفي لرد مزاعمكم , فلو اجتمع علماء الأرض كلهم على تأليف كتاب حسب الوقائع والأحداث وما يحصل في عالمنا اليوم , وبعد زمن جمعوا ما كتبوه ورتبوه بأي طريقة شاءوا , فإن من المستحيل أن ينتهي ذلك إلى نحو مماثل للترتيب القرآني.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي بكر
لقد لمست في كتاباتك انك لا تعترف بوجود الاعجاز العددي وهذا لعدم اقتناعك بالادلة المقدمة او كما فهمت والله اعلم لم تقتنع حتى بهذا النهج،فالبعض ربما يعتبرك معرقلا رغم انني اعتبرك مساهما في هذا الموضوع لانك تجعل معارضيك يبحثون اكثر فاكثر لايجاد ادلة اكثر اقناعا، لانني لا اعتقد ان اخي عبد الله سيتوقف عن البحث مهما حصل.
اخي بكر
اريد ان أعرف منك: ما هو الدليل الذي تريده كي تقبل بأن هناك اعجازاعدديا في القرآن؟ او بعبارة اخرى ما هو المطلوب تقديمه من هؤلاء الذين يؤيدون وجود الاعجاز العددي في القرآن لكي نصدقهم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:36 م]ـ
وتعتمدون رواية حفص فكيف جاءت رواية حفص ألم تكن اختيارا له من بين قراءات متعددة كان يعلمها وكان لغيره اختيارات أخرى. إن هذه التفريعات تضعف قول القائلين بالإعجاز العددي لأن موضوع القرآن والقراءات لا ينحصر في حفص عن عاصم من طريق معينة ويهمل ما سواها واذا كان أكثر الأمة يقرأ لحفص الآن فلم يكن ذلك كذلك في كل زمن.
لعلك نسيت أن الاعجاز العددى هو أيضا لم يك معروفا فى كل زمن، وأنه لم يظهر للأمة الا فى الوقت الذى أصبح فيه أكثر الأمة يقرأ لحفص كما أقررت أنت بذلك، فتأمل هذا فان كلامك يرد على بعضه البعض
ثم دعنى اسألك: ما هو مذهبك الفقهى؟ هل أنت حنفى المذهب؟ أم شافعى؟ أم مالكى؟ أم حنبلى؟
فاذا أجبتنى بواحد من البدائل الأربعة السابقة فهل يحق لى بعدها أن اسألك:
ولماذا اخترت مذهبا بعينه؟ لماذا لم تخترها كلها؟!!
فاذا كان سؤال كهذا لا يجوز، فلماذا تجيز لنفسك أن تسألنا:
لماذا تعتمدون رواية حفص وحده وتتركون ما عداه؟!
ألا يعد هذا السؤال سؤالا تعجيزيا يا من تطلبون التأصيل؟!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[20 Oct 2009, 01:38 ص]ـ
الاخوة الكرام البيراوي والعليمي
بارك الله فيكم
وما أطمح إليه أنا شخصيا أن يدرس موضوع الإعجاز العددي دراسة تأصيلية جادة من قبل من يتبنونه ويشتغلون به وألا يكتفوا بإيراد أمثلة تلقى استحسانا من الجمهور.
كان هذا ما طلبته منا، فلما جئتك به وذكرت لك الضوابط التى اتفق عليها من يتبنونه ويشتغلون به ما كان منك الا أن قلت:
أما عن ضوابط البحث في الإعجاز العددي فليس هذا مطمحي لأن هذا للمشتغلين بالاعجاز العددي وليس لمن يدرس هذه الفكرة
!!!!!!
حيرت قلبى معاك
¥