ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 09:43 م]ـ

واضح أنكم اعتمدتم على أن الرسم توقيفي. إذن من يقول بأن الرسم غير توقيفي واجب عليه أن لا يقبل هذا المسمى بالاعجاز العدي. وهذا هو الركن الأهم في القضية وهذا موضع التأصيل والبحث فيه (متطلب سابق) لقضية الاعجاز. دعني أقول أن كثيرا ممن يقول بالتوقيف مستندهم الاعجاز العددي وما ظنوه من أسرار في الرسم وهذا من إتيان البيوت من ظهورها ومن خلل المنهجية العلمية والعكس هو الواجب.

وهل تريد أن يكون للمصحف الشريف أكثر من رسم؟!!

اذا لم يكن رسم المصحف توقيفيا لما وجب طباعة المصاحف الآن بهذا الرسم الذى يبدو معضلا لكثير من الناس فى قراءته

واذا لم يكن الرسم توقيفيا لأدى ذلك الى اختلاف وتعدد المصاحف المتداولة تبعا لاختلاف العصور والأجيال (عنصر الزمان) واختلاف البقاع والبلاد (عنصر المكان)، فلا يعرف الشامى مثلا أن يقرأ فى المصحف المصرى مثلا، أو العكس، وبذلك تتكرر نفس المشكلة التى حدثت أيام عثمان بن عفان رضى الله عنه والتى دعته الى أن يجمع الناس على مصحف واحد

وأخيرا:

اذا لم يكن الرسم توقيفيا لما أوصى العلماء الآن بوجوب التزام الرسم العثمانى فى طباعة المصاحف ولما نهوا عن طباعته بالرسم الاملائى الحديث

واليك قرار هيئة كبار العلماء فى السعودية بهذا الشأن:

هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية

القرار رقم 71

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:

ففي الدورة الرابعة عشرة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة في الطائف في المدة من العاشر من شهر شوال إلى الحادي والعشرين فيه نظر المجلس فيما رفعه حسين حمزة صالح مدرس العلوم الدينية بمدرسة الإمام أبي حنيفة الابتدائية بمكة .. إلى جلالة الملك المعظم يطلب فيه المعونة في كتابة المصحف بطريقة الإملاء العادية، والمحال إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برقم 3/ص/22035في 22/ 9/1398هـ. واطلع على البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في [حكم كتابة القرآن بطريقة الإملاء العادية وإن خالف ذلك الرسم العثماني].

وبعد دراسة الموضوع ومناقشته وتداول الرأي فيه .. تبين للمجلس أن هناك أسباباً تقتضي بقاء كتابة المصحف بالرسم العثماني وهي:

1 - ثبت أن كتابة المصحف بالرسم العثماني كانت في عهد عثمان –رضي الله عنه- وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين ووافقه الصحابة وتابعهم التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، وثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" فالمحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم هو المتعين؛ اقتداءً بعثمان وعلي وسائر الصحابة، وعملاً بإجماعهم.

2 - إن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حالياً بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة؛ لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر .. وقد يؤدي ذلك إلى تحريف القرآن بتبديل بعض الحروف أو زيادتها أو نقصها فيقع الاختلاف بين المصاحف على مر السنين ويجد أعداء الإسلام مجالاً للطعن في القرآن الكريم. وقد جاء الإسلام بسد ذرائع الشر ومنع أسباب الفتن.

3 - ما يخشى من أنه إذا لم يلتزم الرسم العثماني في كتابة القرآن أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس كلما عنَّت لإنسان فكرة في كتابته اقترح تطبيقها فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح.

وبناءً على هذه الأسباب اتخذ المجلس القرار التالي:

يرى مجلس هيئة كبار العلماء أن يبقى رسم المصحف على ما كان بالرسم العثماني، ولا ينبغي تغييره ليوافق قواعد الإملاء الحديثة؛ محافظة على كتاب الله من التحريف، واتباعاً لما كان عليه الصحابة وأئمة السلف رضوان الله عليهم أجمعين.

والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

هيئة كبار العلماء

رئيس الدورة

عبد الله بن محمد بن حميد

عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي محمد بن علي الحركان

عبد العزيز الصالح [غائب] عبد الله خياط سليمان بن عبيد

إبراهيم بن محمد آل الشيخ محمد بن جبير [له وجهة نظر] راشد بن خنين

صالح بن غصون عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان

صالح بن

اللحيدان عبد الله بن منيع عبد المجيد حسن [غائب]

(يتبع)

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:08 م]ـ

ثم ليت شعرى!!

كيف ينتقدنا الذين يتمسكون بمراعاة القراءات المتعددة فى تمسكنا بتوقيفية رسم المصحف؟!!

كيف هذا بينما هم يعلمون أن موافقة القراءة لرسم المصحف تعد شرطا أساسيا من شروط قبولها؟!

وارتباط الرسم العثمانى بالقراءات هو ارتباط وثيق الصلة للغاية

وكمثال على هذا:

كلمة (بينة) وردت 19 مرة بحرف الهاء، ومرة واحدة بحرف التاء (بينت)

والسبب فى كتابتها بالتاء فى تلك المرة الوحيدة هو أن فيها قراءتان:

قراءة بالجمع (بينات)، وقراءة بالافراد (بينة)، فرسمت بالتاء لتحتمل القراءتين معا

أما بقية المواضع فليس فيها الا الافراد فرسمت كلها بالهاء

ويقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل (الأستاذ بجامعتى الأزهر وأم القرى) فى كتابه (رسم المصحف وضبطه) ما يلى:

" القراءات الصحيحة تتفق مع الرسم العثمانى - اما تحقيقا واما احتمالا - ولو كتب المصحف بغير الرسم العثمانى لأختل ذلك "

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015