فلم تزيدوا على أن قلتم: أنت لست جاداً، ولو كنت جاداً لنظرنا في كل ما قلته!

هذا اعتراض يرد عليكم، ويلزم منه إبطال مذهبكم، فلا ينبغي أن يكون هذا جواباً.

ثم إننا نقول لكم: كون القرآن كتاباً ربانياً معجزاً لا يلزم منه أن يكون دالاً على أسرار العلوم والأعداد!!

فأين الدليل على صدق مدعاكم؟!!

4. أما ما كررته من اعتراض على مسألة النحل، فالآية القرآنية تتحدث عن الأنثى التي تبني البيت وتصنع العسل، أما ترتيب السورة فعندما يكون 16 فإنه يشمل الذكر والأنثى في قضية الكرموسومات. أي 16 و 16×2 فالـ 16 هي وحدة البناء في النحل

وما شأننا ها هنا بوحدة البناء؟!

الحديث هنا عن التأنيث الذي تزعم أن فيه سراً مراداً، فلم لم تجتمع هذه الأسرار لك؟!

ثم أليس الأصل أن يكون للذكر 32 كروموسوماً، وللأنثى 16 على اعتبار أن للذكر مثل حظ الأنثيين؟!!

ثم ما يدريك أن هذا الذي تدعيه مراد لله؟!

لا زلنا نطالبك بالدليل ...

قلنا لك: لماذا لم يكن ترتيب البقرة والإنسان مطابقاً لعدد الكروموسومات في البقرة والإنسان، فقلت: لأن الحديث عن الحشرات؟!

فسألناك: وما الدليل على أن الحشرات معتبرة ....

أسئلة كثيرة لا جواب لها عندكم يا أبا عمرو ...

5. صراحة: لم نجد من غير المسلمين غير الاندهاش أما المسلمين فعندهم الجدل الجاد يختلط بالجدل البيزنطي.

ذلك أنا من جملة المسلمين الذي لا يريدون لإخوانهم أن يضيعوا وقتهم فيما لا نفع فيه، ولا يريدون لهم أن ينجرفوا في بدعة لا دليل عليها إلا زعماً يزعمونه، ونريد لهم ألا يغرهم إعجاب من لا علم له في هذا الباب واندهاشه مما يوردونه من أشياء ما أنزل الله بها من سلطان.

وما كان ينبغي لكم أن تعدوا طلبنا للدليل جدلاً بيزنطياً، فنحن في مقابل هذا ندعي أنكم أولى به أخي الكريم، إذ نطلبكم الدليل فتفرون إلى ما ليس من التحقيق في شيء.

6. يرجع موقف بعض المسلمين إلى عدم تصور حقيقي للمسألة، وهذا يرجع إلى احاطة جزئية بالمسألة أو لوجود أبحاث غير جادة تنغص على الجادة.

ولنا أن نقول أيضاً إنكم لم تتصوروا دلالة شعر العرب على أسرار العلوم والأعداد حق تصورها، ولو تصورتموها حق تصورها ما تركتم النظر في شعر العرب، فما يمنعكم أن تنظروا فيه بخبرتكم في حساب الجمل والأعداد.

ثم إننا سبق أن قلنا لكم: لو لم نكن نتصور المسألة حق تصورها ما أوردنا عليكم شعر العرب، فقد جينا فيه بمثل ما جيتم به في القرآن، فلم تزيدوا على أن قلتم: لن نضيع وقتنا في النظر في شعر العرب!!

فنقول لكم:

فلا تضيعوا أوقاتكم في النظر في القرآن على غير الوجه الذي يكون به النظر؟!

7. أنت أخي بكر لا تهمني كثيراً، لأنك مؤمن مطمئن الإيمان، وبالتالي لا يلزمك طبيب، ولو علمتُ فيك مرضاً لوجدتني أهتم بما استشهدت به من الشعر.

ونحن يهمنا أن تدركوا هذه الإلزامات التي تتوجه على مذهبكم، والتي لا يجديكم نفعاً زعمكم أنكم غير مهتمين لها؟!

ثم إننا نومن بأن ما تذهبون إليه من دلالة القرآن على أسرار العلوم والأعداد من جملة الأمراض التي ينبغي لنا نحن أن نهتم لها، ونرى أنه لا بد أن نطلب لكم فيها شيئاً من الطب! بل وربما الجراحة! ولذلك تجدنا نبذل الجهد في فهم دعواكم وتصورها حق التصور، ومن ثم بيان الحق في بطلانها.

فإذا كنتَ ممن يعتني بإثبات صحة ما يعتقده من دلالة القرآن على أسرار العلوم والأعداد فلا بد أن تنفصل بجواب على ما أوردته من شعر العرب على مثال ما تزعمونه في القرآن، ولا يجديك جواباً أنك غير مهتم لما أوردناه.

هذا والله أعلم ...

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:45 م]ـ

الأخ الكريم بكر،

1. إذا كان ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16 فلا بد أن يكون ذلك مرادا لله تعالى. أما أن يكون المقصود الكروموسومات فهذا لا نجزم به ولكن نلاحظه. أما مقاصد البشر في نصوصهم النثرية والشعرية فيعلنون عنها. وإذا ادخروا فيها سراً يعلنون عن ذلك. وإلا فالبحث عن مصادفات عدديه هو أمر عبثي.

2. أكثرتَ من الكلام عن الشعر وما فيه من نظام فاصطرني ذلك إلى مراجعة مداخلتك فدهشت من تهافت ما أتيتَ به فاكتفيتُ بقراءة أسطر قليلة، فتحققت أن خلافنا معك هو خلاف في منهج البحث والتفكير. وإليك عبثية الاستهلال في مثالك،:

تقول: ((عَدَدُ حروفِ كلمةِ "الحديدا" هو سبعة (7)، وعَدَدُ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا" هو ثماني كلمات (8)) لاحظ أنك استثنيت كلمة الحديد من أجل أن تصل إلى مرادك العبثي.

وتقول: ((بل هناك شيء أعجب من هذا: جمل كلمة "ذوبان" هو ..... 759. عدد المرات التي ورد فيها ذكر معنى الذوبان "تذيبنا + نذيب" ...... )) الشيء العجيب هنا أنك لم تأخذ جمل تذيبنا ونذيب الواردة في البيت وإنما أخذت كلمة الذوبان أي تعاملت بالمعنى ولم تتعامل مع اللفظ. ثم ضربت الذوبان في اثنين!!!

ثم تقول: ((عدد حروف "نحن قوم تذيبنا الأعين")) ولم تكمل شطر البيت!!

بالله عليك كيف يمكنني بعد ذلك أن أصبر على قراءة المثال بكامله؟!!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015