سأبتديء بنقض الإعجاز العلمي المدَّعى في أطوار الجنين فأقول:

يقول القرطبي في تفسير الآية:

) خلقنا ذريته {مِن نُّطْفَةٍ} وهو المنِيّ؛ سُمِّيَ نطفة لقلّته، وهو القليل من الماء، وقد يقع على الكثير منه؛ ومنه الحديث: " حتى يسير الراكب بين النُّطفتين لا يخشى جَوْراً " أراد بحر المشرق وبحر المغرب. والنَّطْف: القَطْر. نَطَف يَنْطِفُ وينطُف. وليلة نَطوفة دائمة القطر. {ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} وهو الدّم الجامد. والعَلَق الدّم العَبِيط؛ أي الطَّرِيّ. وقيل: الشديد الحمرة. {ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ} وهي لحمة قليلة قدرُ ما يمضغ؛ ومنه الحديث: " ألاَ وإنّ في الجسد مُضْغة " وهذه الأطوار أربعة أشهر).

ويقول الزمخشري في تفسيرها:

(والعلقة: قطعة الدم الجامدة. والمضغة: اللحمة الصغيرة قدر ما يمضغ. والمخلقة: المسواة الملساء من النقصان والعيب)

ويقول الشوكاني:

(إن كنتم في شكٍّ من الإعادةِ فانظروا في مبدأ خلقِكم، أي خلقِ أبيكم آدمَ، ليزولَ عنكم الريبُ، ويرتفعَ الشكُّ، وتدحضَ الشبهةُ الباطلةُ، ?فَإِنَّا خَلَقْنَـ?كُمْ مّن تُرَابٍ? في ضمنِ خلقِ أبيكم آدمَ ..

1. ثُمَّ خلقناكم ?مِن نُّطْفَةٍ? أي من منيٍّ، سمّيَ نطفةً لِقَلَّتِه، والنُّطفَةُ: القليلُ من الماءِ. وقد يقعُ على الكثيرِ منه، والنطفةُ: القطرةُ، يقالُ: نَطَفَ ينطِفُ، أي قَطَرَ. وليلةٌ نطوفٌ، أي دائمةُ القَطْرِ ...

2. ?ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ? والعَلَقَةُ: الدَّمُ الجامدُ، والعَلَقُ: الدَّمُ العبيطُ، أي الطريُّ أو المُتَجَمِّدُ، وقيلَ: الشديدُ الحمرةِ. والمرادُ: الدَّمُ الجامدُ المُتَكَوِّنُ من المنيّ.

3. ?ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ? وهي القِطعةُ من اللحمِ، قدرُ ما يمضغُ الماضغُ، تَتَكَوَّنُ من العَلَقَةِ، ?مُّخَلَّقَةٍ? بالجرِّ صفةٌ لمُضغَةٍ، أي مُستبينةُ الخلقِ ظاهرةُ التَّصويرِ، ?وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ? أي: لم يستبنْ خلقُها، ولا ظهرَ تصويرُها. قال ابنُ الأعرابيِّ: مخلَّقَةٍ يريدُ قد بدأَ خلقُه، وغيرِ مخلَّقَةٍ: لم تُصَوَّرْ. قالَ الأكثرُ: ما أكملَ خلقه بنفخِ الروحِ فيه فهو المُخَلَّقَةُ، وهو الذي وُلِدَ لِتَمامٍ، وما سَقَطَ كان غيرَ مخلَّقَةٍ، أي غيرَ حيٍّ بإكمالِ خلقتِه بالروحِ. قالَ الفرّاءُ: مخلَّقةٌ: تامّ الخلقِ، وغيرُ مخلَّقةٍ: السَّقْطُ، ومنه قولُ الشاعرِ:

أفي غيرِ المُخَلَّقَةِ البُكاءُ ... فأين الحزمُ – ويحك- والحياءُ)

فهاهي ذي العرب كانت تعرف هذه الأطوار، وعليها جروا في فهم الكلام ...

فأي شيءٍ لم يكن معروفاً لهم من آنذاك حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه؟!

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Sep 2009, 01:27 م]ـ

الأخ الكريم بكر،

تقول: (فهاهي ذي العرب كانت تعرف هذه الأطوار، وعليها جروا في فهم الكلام ... فأي شيءٍ لم يكن معروفاً لهم من آنذاك حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه؟!)

لا أكتمك أن هذا من أعجب العجب. وقد بدأت أفهم لماذا يرفض البعض الإعجاز العلمي بإطلاق!!!

نعم أخي: هم عرفوا ذلك لأن القرآن الكريم قد أخبرهم، ولكن هم أعجز من أن يثبتوا أن ذلك حقيقة حتى جاء العلم فأثبت أن ما أخبر به القرآن الكريم هو الحقيقة المطابقة للواقع.

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 01:45 م]ـ

الأخ الكريم بكر،

تقول: (فهاهي ذي العرب كانت تعرف هذه الأطوار، وعليها جروا في فهم الكلام ... فأي شيءٍ لم يكن معروفاً لهم من آنذاك حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه؟!)

لا أكتمك أن هذا من أعجب العجب. وقد بدأت أفهم لماذا يرفض البعض الإعجاز العلمي بإطلاق!!!

نعم أخي: هم عرفوا ذلك لأن القرآن الكريم قد أخبرهم، ولكن هم أعجز من أن يثبتوا أن ذلك حقيقة حتى جاء العلم فأثبت أن ما أخبر به القرآن الكريم هو الحقيقة المطابقة للواقع.

أخي الكريم:

بل عرفوا هذا وعاينوه ...

أما النطفة فهي الماء، وهذا معروف لنا ولهم.

أما العلقة والمضغة فعرفوها مما تسقط النساء ...

ألم تكن نساء العرب يُسقطن في الجاهلية، فإن كان السقط كقطعة الدم الأحمر فهو العلقة، وإن كانت لحمة بقد ما يمضغ الماضغ فهي المضغة.

فأي شيء لم يكن معروفاً لهم؟!

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Sep 2009, 04:53 م]ـ

الأخ الكريم بكر،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015