لأنى قد جئتك بالفعل بمثال فى غاية الوضوح، ومع ذلك وجدتك تنكر دلالته الاعجازية وتتشبث بما قاله الأقدمون
هل تذكر هذا الذى أقول؟ أم لعلك نسيت؟
لقد جئتك بالتفسير العصرى الكاشف عن الاعجاز العلمى فى قوله تعالى: " وأرسلنا الرياح لواقح "
وأبنت لك عن اعجاز القرآن فى وصفه للرياح بأنها (لواقح) وذلك من حيث أنها تلقح السحب سالبة التكهرب بنظيرتها موجبة التكهرب فينتج عن هذا حدوث البرق والرعد وهطول المطر، ثم من حيث أن الرياح تنقل حبوب اللقاح بين الزهور، ومن ثم يكون وصفها بلفظ (لواقح) وصفا صادقا بالمعنى الحرفى للكلمة ويكون من اعجاز القرآن الذى الذى لم ينكشف للناس الا مؤخرا جدا
كان هذا هو ما ذكرته فى موضوع " الاعجاز العلمى للقرآن " وهذا هو رابط مداخلتى التى فيها تفصيل ذلك:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=87455&postcount=9
ولكن ماذا كان ردك على هذا المثال؟
أولا وجدتك تصف هذا التفسير قائلا:
" تفسير مستحدث لا يفسر القرآن الكريم بالقرآن، ولا يفسره بالأحاديث، ولا بأقوال السلف الصالح "
وأنت بذلك تصادر كل رأى أو كل تفسير يأتى بعد عصر السلف الصالح
فان كان هذا هو مذهبك، فلماذا - والحال هكذا - تطالبنا بتفسير حديث؟!
هذا أولا.
أما ثانيا: فانك قد شككت فى صحة هذا التفسير بغير حق، وذلك حين زعمت - بغير حق أيضا - أنه ناتج عن تجارب قد تتغير يوما من الأيام فيثبت العلم أن الرياح لا تلقح السحاب!!
كان هذا هو نص كلامك بالحرف الواحد
وهذا منك - أخى الفاضل - زعم غريب جدا وفى غاية العجب!!!
ليس فقط لأنه زعم خاطىء تماما ويتنافى مع الحقائق المؤكدة، وانما - وهذا هو الأهم - لأنه يتعارض مع نص القرآن نفسه
اذ يبدو أخانا الكريم أنك قد نسيت أن القائل بأن الرياح تلقح السحاب كان هو الله عز وجل قبل أن يكون هو العلم الحديث
انظر من هو قائل (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءا)؟
من هو المتكلم هنا؟
أليس هو الله خالق الرياح وخالق السحاب؟!
فكيف اذا تقول: ان العلم قد يثبت خلاف ذلك؟!
أليس قولك هذا هو الذى يناقض نص القرآن ذاته وليس التفسير العلمى هو ما يناقضه؟؟
أخى الكريم، كن صادقا مع نفسك ولا تطالب بشىء أنت لن تقبل به مسبقا، لأنك - بحسب قولك أنت - لن تقبل برأى مستحدث لايفسر القرآن بالقرآن أو بالأحاديث أو بأقوال السلف الصالح
أليس هذا هو كلامك أخى الفاضل؟
مع بالغ احترامى وتقديرى لشخصكم الكريم
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:10 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. كانت العرب تعرف معنى نطفة وعلقة ومضغة. ونحن نأخذ المعنى منهم.
2. لم تكن العرب، ولا أي أحد من البشر، يستطيع أن يتحقق من هذه المعلومة. ولكن بعد اكتشاف المجاهر والأشعة السينية أمكن التحقق من صدق هذا الإخبار الرباني. أي لم يكن بالإمكان أن يخبر به أحد من البشر ويبقى على صدقيته حتى الآن.
3. وحتى لا نطيل، فالقضية مشهورة، سأتحدث عن المسألة التي سألتك عنها في مداخلتي السابقة، أي:" فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.
1. لعلك تقصد أنها كانت تعرف معاني المفردات ...
2. كيف لم يتحقق العرب من هذه المعلومة؟ ألم يكن العرب الأولون يعرفون أن الإنسان يكون في بطن أمه نطفة ثم علقة ثم مضغة قبل مجيء القرآن الكريم؟
3. وهذه أيضاً بسبيل مما نحن فيه، وأعدك بالإجابة عليها، ولكن أريد أن يتم لي ولك تحقق الموضوع في أمر النطفة والعلقة والمضغة ...
وبارك الله فيك ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:21 م]ـ
ثمة حقيقة يجب التنبه لها:
المنكرون للإعجاز العلمي صدهم عن الإقرار به نفيهم للمجاز في القرآن العظيم.
والمثبتون للإعجاز العلمي لا يمكنهم إثبات تلك الحقائق إلا بالاستناد إلى المجاز الوارد في القرآن، فإن المجاز هو الذي يمكن من خلاله الانتقال لمطابقة الحقائق العلمية على الحقائق القرآنية.
ولهذا لا يجب التعجب عندما نرى المنكرين للمجاز هم الذين يسارعون لإنكار ما يسمى بالإعجاز العلمي.
والحق لاذي لا شك فيه أن القرآن ورد بلغة العرب التي لولا المجاز لما كانت أعظم اللغات، وأن من حكم ورود المجاز في القرآن أن تكون حقائق الكون مطابقة دائما لحقائق القرآن، فإنهما يصدران من مشكاة واحدة ولا يمكن التناقض بينها، فالقرآن صفة الله، والكون فعل وخلق الله.
الأخ الكريم علي أبو عائشة:
1. أما عن نفسي فأنا من مثبتي المجاز في اللغة وفي القرآن، والحمد لله.
2. وأنا من منكري الإعجاز العلمي.
3. والمجاز ليس قصراً على لغة العرب وحدها، فإن المجاز أمر تقتضية اللغات والألسنة عند أصحابها، بل لعل أول من تكلم في المجاز هم اليونان.
4. وحتى مع إثبات المجاز، فقد بينا لمثبتي الإعجاز العلمي أن القول بالتفسير العلمي فيه خروج على اللغة حقيقتها ومجازها.
5. وسنبين إن شاء الله تهافت القول بالإعجاز العلمي في آيات الجنين. فأين تظن الإعجاز العلمي في أطوار الجنين؟ هذا ما نطالب مثبتتة الإعجاز العلمي ببيانه ...
¥