ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 05:17 ص]ـ
هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به ...
فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.
فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟
وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ ...
هذا أمر أعجب من العجب نفسه
أولا: تقول بأن ابن عثيمين أخطأ، فكيف يفتي بهذا الخطأ، أليس في الديار من هو عالم بحقيقة تفسير الآية؟؟ هل تكون الفتوى من شخص واحد أم من جماعة من العلماء يتشاورون فيمن بينهم بالحجّة والدليل .... ؟؟؟؟
ثانيا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها، وهو أن الشمس تدور في فلك لها، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
أما المعنى الثاني: فهو لم يقم عندي أصلا، فكيف تقول تحصَل لدينا معنيان تحتملهما الآية، كيف تحمّل المعنى الذي تحصّل عندك وهو خاطئ وتعلم خطأه يقينا للآية القرآنية الكريمة. هذا أمر لا يسلّم لك، وبحاجة إلى نظر.
فما رآه أي بشر من خطأ في دلالات الآيات الكريمة إنما يرجع لسوء فهمه لا إلى دلالات الكتاب الكريم، وهو منزه عن الخطأ، قال تعالى: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)
ثالثا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لا أجعل العقل حكما على الآيات الكريمة، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعقل آياته في الخليقة، ولم يهبنا العقل لنلغيه ثم نفسر القرآن الكريم وفق ما نشتهي، وآيات القرآن الكريم الآمرة بإعمال العقل في آيات الله في خلقه كثيرة، والوعيد بترك إعمال العقل شديد، قال تعالى:
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:242)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
(لأنفال:22) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4)
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12)
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67)
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44)
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:63)
(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:24)
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10)
أما العبارة الأخيرة فتضيق نفسي كلما قرأتها؟؟ أخي الحبيب كيف تجرؤ على التدارك على آيات الكريم؟؟؟ وكيف استطعت أن تكتب عبارة
[ color=#FF0000] فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ [/ color
هل هذا من وجهة نظرك إدعاء صحيح، كيف توصلت إلى هذا المعنى، بأي لغة فهمته؟؟؟؟
القرآن الكريم لم ينزل بلسان بيّن فحسب، بل نزل بلسان مبين قال تعالى:
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)، وأرى أن عباراتك الأخيرة بعيدة كل البعد عن هذه الصفة القرآنية الكريمة.
ثم أين الإجابة التي وعدت بها، لم أجد لها أثر في حديثك، إلا القول بأن ابن عثيمين أخطأ في تفسيره وتعذره، ثم بعد ذلك تأتي لتقرر بأن فهمه الخاطئ هو الأقرب لمعنى الآية، إن هذا لأمر عجاب
¥