وهذا كلامه هو وليس كلام الله، فالنتق الله تعالى، ونتجرد من هذا السجن للعقول والعلوم عسى أن نعيد مجد ديننا وشعوبنا ونرتقي إلى الدرجة التي خلقنا الله تعالى لأجلها. فإذا سألت أحدا من علماء الشريعة كيف ينتقل الالكترون في مداراته حول أنوية الذرات هل ينتقل بطريق ثابتة أم بقفزات يدخل فيها بأبعاد مختلفة عن الأبعاد التي نعرفها فأكاد لا أكاد أجد جوابا، أو سألتهم ما هي الموصلات الفائقة أو ماهي وسائل التخلص من الجاذبية الأرضية .... فمتى سأجد الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟ بقولي بأن الشمس تدور حول الأرض؟؟؟؟؟؟؟
ليس مطلوباً إلى علماء الشرع أن يأتوك بجواب على هذا ...
ولا أظنك عرفت الجواب على هذه الأسئلة من القرآن، ولا أن القرآن دلك عليها، ولكن عرفنا هذا من التجربة والملاحظة التي أدت بأهل العلوم الحديثة إلى هذه النتائج. فكيف ندعي أن القرآن دل على حقائق استفدناها من التجربة والملاحظة أو من البراهين المنطقية والرياضية لا من آيات القرآن؟
أما فتوى الشيخ ابن عثيمين، فقد ظن رحمه الله أن هناك تعارضاً بين ظاهر لفظ القرآن، ودعاوى أهل العلوم الحديثة، فقدم ظاهر القرآن والسنة على نظريات هي فيما أداه إليه نظره من المختلف فيها. ولو تأملت ما نقلتَ لنا في آخر كلامه عرفتَ أنه – رحمه الله- معذور في اجتهاده:
[[ align=justify]QUOTصلى الله عليه وسلم= عمر المقبل;32276]
فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين
والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
[/ QUOTصلى الله عليه وسلم]
ولو كان دوران الأرض عند الشيخ –رحمه الله- من اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً لعدل عن ظاهر القرآن إلى تأويلٍ جارٍ على أصول العربية، ولكان فهمه بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح كما تراه بيّناً في كلامه.
فيبقى الخطب في هذا الأمر يسيراً ...
والخطأ واردٌ في تأويلِ القرآنِ وتفسيرِه عند الأوَّلين والآخرين، وليسوا منه بمعصومين، فقد ذكرَ الإمام القرطبيُّ رحمه الله – المتوفى سنة 671 هـ- في تأويلِ قولِه تعالى ?وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? (الرَّعد:3):
(مسألة: في هذه الآيةِ ردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ كالكُرةِ، وردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ تهوِي أبوابها عليها، وزعمَ ابنُ الرَّاونديِّ أنَّ تحت الأرضِ جسماً صَعَّاداً كالرِّيحِ الصعَّادةِ؛ وهي منحدرةٌ فاعتدلَ الهاوي والصعادي في الجِرْمِ والقوَّةِ فتوافقا. وزعمَ آخرون أنَّ الأرضَ مركَّبةٌ من جسمين: أحدُهما منحدرٌ، والآخرُ مصعدٌ، فاعتدلا، فلذلك وَقَفَت. والذي عليه المسلمون وأهلُ الكتابِ القولُ بوقوفِ الأرضِ وسكونها ومدِّها، وأنَّ حركتَها إنما تكونُ في العادةِ بزلزلةٍ تصيبُها).
فقد ظنَّ - رحمه اللهُ- أنَّ هذه الآيةَ ردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ كُرَوِيَّةٌ، وذكر أيضاً أن الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها (أي أنها لا تتحرك)، وهذا ما أداه إليه اجتهاده، وهو فيه معذور رحمه الله، إذ لم يثبت له أن الأرض كروية، ولا أنها تتحرك.
أما الإمام الشوكاني – المتوفى سنة 1250 - فله في تفسير الآية نظرٌ آخر، إذ يقولُ في تفسير الآية نفسها:
¥