بالرغم من اهمية التوعية لدور العلم لإعادة الريادة العلمية للحضارة الإسلامية، و بالرغم من اهمية ان يعى المسلم دورة لينتج علماً بدلا من استيراد كل شىء، و بالرغم من اهمية التنبيه إلى إهمال دور فروض العين على علماء الطبيعة من المسلمين، إلا ان كل هذا يقابل برفض نفسى غير مفهوم، وعلى العكس زادت الكتابة و النقل وتكرار الحديث عن الإعجاز و السبق، لسبب لا يعلمه إلا الله

فالمصلحة من يظل المسلمون نائمون، ولا يتقدمون الصفوف، و تظل جامعتهم فى المؤخرة، و مراكز أبحاثهم العلمية مغلقة، ولا وجود لعلماءهم فى المؤتمرات العلمية، مع ندرة ابحاثهم العلمية فى المجلات العلمية والدوريات العالمية؟

و هل من مصلحة المسلمين ان يترجموا إلى الأبد الكتب العلمية إلى اللغة العربية، ولا تجد مؤلفات أصلية للعلوم مكتوبة باللغة العربية؟

***************

المقاصد الثابتة و الأساسية للدين الإسلامى و الشريعة الغراء هى التوحيد وما يتبعه من عبادات ومعاملات، وتزكية النفس (النماء الإنسانى للفرد والجماعة)، ومن ثم اهمية المعاملات وعمارة الارض لخلافة صالحة للإنسان. و لقد حدث خلل شديد فى التعليم العام اساساً وفى التعليم الدينى وفى الخطاب الدينى وفى السلوك بحيث فقد تطبيق الدين معناه فى عقول الكثير وحاد تطبيق الدين عن تحقيق أهدافه، وتركز على شكليات وعبارات تقال وتكرر. أصبح توحيد الله قولا فقط بلا إنعكاس حقيقى على حياة الغالبية التى تقول " لا إله إلا الله"، وأهمل فى تطبيق الدين الكثير من مضامينه التى ترقى بالإنسان روحاً وعقلاً و نفساً و بدنا. لقد أصبح من الصعوبة بمكان ان نرى إنعكاسات الإيمان والتدبر و التفكر وارتباطها بالعمل على عمارة الارض (للهندسة والعلوم دور كبير فى عمارة الأرض)، وتنمية النفس البشرية وحل مشاكل الخلق.

فى الظروف التى يمر بها المسلمون حاليا، فإنه من الأهمية بمكان ان ينتج المسلمون علما، بدلا من الكلام عن العلم، وان يعمل علماء المسلمين على حل مشاكل المسلمين علميا، و على علماء الأمة ان يدركوا ان هذا فرض عين ... فرض عين ... على العلماء من أهل الذكر، اما الكلام عن الإعجاز فى وضع الأمة الحالى الذى نراه، فلا يصل إلى فرض العين المطلوب من علماء المسلمين لعمارة الأرض.

و للحديث بقية

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:46 م]ـ

لماذا اقترحت المراجعة؟ (15)

ما توصلنا إليه حتى الأن هو ان هناك فرق بين التفسير العلمى لأيات القرأن والإعجاز العلمى، وان الإعجاز العلمى يعتمد على ربط الأية القرأنية بحقيقة أو حقائق علمية مؤكدة، عليها إجماع من علماء الطبيعة.

و حتى يكون الإعجاز العلمى منضبطا يجب ان يكون النص القرأنى هو الأساس و يفسر تفسيراً علميا ملتزما بقواعد اللغة العربية و قواعد تفسير القرأن، و لا يكون النص القرأنى هو التابع لنتائج العلم ومن ثم لا يجب ان يُفصل عالم الإعجاز العلمى تفسير الأية القرأنية تفصيلاً حتى يتفق مع الحقيقة العلمية التى يتصورها عالم الإعجاز!

أعتقد انه فى الوقت الحاضر، الإعجاز العلمى والتفسير العلمى يجب ان يكون عملاً جماعياً، حتى يتسم بالموضوعية والدقة والضبط. و كما ذكرت سابقاً، فإن التفسير العلمى للقرأن يعتمد على إجادة المفسر للأتى:

أولاّ: معرفة جيدة بالقراّن الكريم وعلوم اللغة والتفسير و أصول الفقه.

ثانياّ: معرفة معتبرة بمجالات العلم المرتبطة بتفسير أية او إشارة قرأنية تفسيراً علمياً.

ثالثاّ: قدرة عقلية ومهارة منطقية، للربط بين أيات القراّن وبين المجال العلمى المناسب للأيات.

والأخطاء العلمية فى تفسير أيات القراّن تنتج من عدم تمكن المفسر من واحدة أو أكثر من العناصر السابقة، و أيضاّ نفس الشىء يمكن أن ينطبق على المتلقى القارىء، ولكن ليس بنفس الدرجة الواجب توفرها فى المفسر. ولابد للمتلقى والذى ينقل ما يقرأ أو يسمع، ويستعمل القص واللصق من منتديات على الإنترنت، أن يعى دوره فى النقل لانه يتحمل جزءا من مسئولية النقل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015