ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:33 ص]ـ

المصادرة!

المصادرة!!

المصادرة!!!

صدعت رؤوسنا بتلك الكلمة الممجوجة

فما لك لا تكف عن ترديدها، ولا تسأم من كتابتها!!

ثم تتهمنى وباقى الأخوة بأننا لا نعرف معناها، بل وتظن أننا لم نسمع بها من قبل!!!!

وحقا ما قيل: شر البلية ما يضحك

للأسف أنا مضطر الآن الى أن أكشف عن حقيقة قدرك من الفهم

لا لشىء الا لأنى أجدك مصرا على خداع الناس بتلك الكلمة (المصادرة) والتى فقدت على يديك رونقها العلمى الرصين

فما الذى كنت تعنيه بوقوعنا جميعا (!!!) فى تلك المصادرة السحرية؟!

اليك ما كنت تعنيه:

أنت تزعم أننا نهدف من الاعجاز العلمى الى اثبات أن القرآن الكريم هو كلام الله حقا

ومن ثم لا يجوز لنا أن نرفض كلاما بشريا فيه مظنة الاعجاز العلمى بأن نقول: ولكنه ليس كلام الله كالقرآن

لأن قولنا هذا لا يزال هو المطلوب منا أن نثبته

تلك هى خلاصة فكرتك السحرية التى تراها قد أعجزتنا جميعا!!

فهل تأكدت الآن أننا نفهم مثلك معنى المصادرة؟!

حسنا، دعنى الآن أبين لك ما لم تفهمه أنت ولم تقدر حتى هذه اللحظة على فهمه، برغم أنى قد حاولت كثيرا أن أفهمك اياه

لقد ذكرت لك من قبل - أكثر من مرة - أن منشأ الوهم فى كلامك هذا هو زعمك الغريب بأن هدفنا الأوحد هو اثبات أن القرآن هو كلام الله

وقد ذكرت لك - أكثر من مرة كذلك - أننا لسنا ملزمين باقناع الملحدين بالاعجاز العلمى، بل الأصل أن نخاطب به المؤمنين ليزدادوا ايمانا على ايمانهم

والمؤمنون بالطبع يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله، وأن ما عداه ليس معجزا مثله (حتى لو كان المتنبى هو قائله)

وبذلك تبطل حجتك تمام البطلان، ولا يعود لها أية قيمة تذكر

وعليه تنتفى المصادرة المزعومة وتذهب أدراج الرياح

ذكرت لك هذا فى ثلاث مشاركات (122 - 128 - 154)

وبرغم هذا البيان الوافى وجدتك تعود لتتهمنى بالوقوع فى المصادرة المدعاة!!!!

فبماذا أصفك يا أخى؟!

لا أريد أن أقول لفظا غير لائق، بل أدعو لك الله عز وجل - وللمرة الرابعة - بأن يهديك الى الحق وأن ينير بصيرتك، اللهم آمين

وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه والتابعين

سبحان الله!

فهمت معنى المصادرة، ثم تأبى إلا أن تصادر؟!

وأجوبتك التي أرجعتني إليها لا تغني شيئاً!!

فماذا أصنع لك؟!

فلينصرف كل منا عن صاحبه بخير ...

وبارك الله فيك ...

ً

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:44 ص]ـ

الأخ حسن العبادلة:

صلب الموضوع أنك تقول بأننا لا بد أن نفهم القرآن الكريم على الوجه الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم، دون أن نفهم شيئا آخر، فسألتك عن هذا الفهم الذي فهمه الصحابة هل عندك شيء منه؟؟؟ وإذا لم يكن عندك فعند من سنجده؟؟؟ هل نستطيع أن نوصل الناس إلى مستوى الصحابة رضوان الله عليهم من فهم اللغة العربية وفقه ألفاظها وأوجه بيانها كي يفهموا كتاب الله تعالى على أكمل وجه؟؟؟؟

إذا لم نستطع فهل نقول إن آيات القرآن الكريم قد خَلِقَت؟؟؟ وهو غير صالح لهذا العصر؟؟؟

المقصود بذلك أن تفهم القرآن كما فهمه العرب الأولون، من حيث دلالة أفراده وتراكيبه على معانيها، فإنما نزل القرآن بلسانهم، وليس يلزم على هذا أن تكون قادراً على الإحساس البياني بجمال القرآن وإعجازه.

المقصود أن تفهم ((كأنما يصعد في السماء)) كما فهمها الأولون، وتفهم ((نسوي بنانه)) كما فهمها الأولون .... إلخ.

أما أرباب الإعجاز العلمي فيريدون أن يضيفوا إلى القرآن وجوهاً أخرى من التفسير، ونحن نقول إن هذا لا يستقيم لهم.

وإذا لم تكن قادراً على إثبات الإعجاز العلمي في القرآن، فليس يلزم من هذا أن: وكيف نثبت الإعجاز البياني؟!

أم أن الحق في هذه المسألة أن لا ينكر أحد الإعجاز البياني الذي هو أساس أوجه الإعجاز كلها، ثم نعتمد على الأدلّة والبراهين التي تظهر لنا في هذا العصر وفي غيره من العصور لبيان أن هذا الكتاب الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو كتاب الله لا محالة فنؤمن به، ونهتدي بهديه.

وأنا لا أنكر الإعجاز البياني، وكان يكفيك هذا ...

أما الإعجاز العلمي فقد كتبت هذا الموضوع لأثبت تهافت القول بالإعجاز العلمي في هذه الآية.

ونحن لا ننكر الحقائق العلمية ...

وإنما ننكر أن يكون القرآن دل عليها ...

فكان الأصل فيكم أخي الحبيب أن تثبتوا مدعاكم هذا.

على كل حال، سمعت منك وسمعت مني، ولا ضير أن ينصرف كل منا عن صاحبه.

بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه هيأ الله لي أثناء بحثي في رسالة الدكتوراه أن فهمت وكتبت في بعض الأوجه البيانيَة في القرآن الكريم، والتي تكفيني فيها شهادة أستاذي الفاضل رحمة الله تعالى وفضله وكرمه عليه رشيد عبد الرحمن العبيدي لما بكى وأبكاني لبكائه، وهو يقول أشهد أن القرآن الكريم مازال غضا طريا كما أنزل.

وليست الغاية أخي الحبيب أن يتفضل بعضنا على بعض بأنه يحمل شهادة دكتوراه أو أستاذية أو غير ذلك فهذه لا تغني عنا من الله شيئا.

ولا يخفى عنا ما قاله أهل العلم في هذا الموضوع ومن ذلك ما أورده ابن الجوزي حيث يقول:

((والمأخوذ على العلم أن يطلب العلم للعمل به، ففي الحديث من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه لم يرح رائحة الجنة وفي أفراد مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنه قال إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة فذكر منهم وجلا تعلم العلم وعلمهه وقرأ القرآن فيقال له ما عملت فيقول تعلت فيك العلم وعلمته وقرأت القرآن فيقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ وقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) التبصرة ابن الجوزي /2 - (2/ 176)

بارك الله فيك ...

نسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً يقربنا إليه ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015