ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:08 ص]ـ

كما أود أن أسألك أخي عن قولك:

إذا كان العرب الأولون يدركون ضيق صدر من يرتفع عن الأرض، فهذا حسبنا، وليس في الآية ما يزيد على هذا. أما أن هذا الضيق يحص بسبب قلة الأكسجين أو غيره، فهذا أمر لم تعرض له الآية من قريب أو بعيد.

الله سبحانه وتعالى يبين أنه إذا أراد إضلال عبد جعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء، فإذا كان يعرفون أن من يصعد في السماء يضيق صدره، فأين الإعجاز العلمي في ذلك؟

ما فعله العلماء التجريبيون هو تفسير ظاهرة ضيق الصدر التي كانت مدركة لهم، وأن هذا كان بسبب قلة الأكسجين، أما مطلق الظاهرة فكان مدركاً، هذا على تسليم هذا الوجه من التفسير.

وكذلك الأمر في التصعد في السماء، إذا كان الأولون يعرفون أن الصعود في السماء يضيق الصدر ويسبب الحرج فهذا كاف في التشبيه، وليس في الآية ما يزيد على هذا، أما السبب الكامن وراء ضيق الصدر كلما صعدت في السماء فليس في الآية إشارة إليه من قريب ولا بعيد حتى نزعم أن الآية دلت عليه، وهو تحميل لكتاب الله ما لا يحتمل، وهذه دقيقة شريفة في الاعتراض على أرباب الإعجاز العلمي.

إذا كان ضيق الصدر عند الصعود في السماء معهوداً لدى العرب الأولين، فليس عند العلماء التجريبيين إلا تفسير هذه الظاهرة، وتفسير الظاهرة بأنه عائد إلى نقصان الأكسجين في طبقات الجو العليا، أمر لم تعرض له الآية، بل اكتفت بوصف الظاهرة على ما هي عليه دون تفاصيل.

أراك أخي الفاضل قد ذكرت هذا القول على سبيل التنزل مع المناقش، فهل تعتبره وجها يمكن حمل الآية عليه -بغض النظر عن قوته أو ضعفه-؟

إذا اعتبرته كذلك فأنا أخالفك في اعتراضك الذي ذكرته عليه، لأن التفصيل الذي يذكره العلم الحديث لما أشار إليه القرآن الكريم من حقائق علمية لا يعد خروجا عن مدلول الآية، بل هو من صميم علومها، ومثاله قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) فما تدل عليه الآية وما فهمه السلف منها هو أن الله تعالى قد جعل بين البحرين برزخا يمنع كلا منهما من الدخول على الآخر. وما ذكره العلم الحديث من تفصيل حقيقة هذا البرزخ لا يمكن الاعتراض عليه بأن الآية لم تدل عليه، بل الآية دلت على أصله والعلم الحديث زاده بيانا، وأعتقد أن هذا من أصح الأمثلة على التفسير العلمي.

فلو قسنا الآية التي نحن بصددها على ما سبق فإن ما ذكره أرباب الإعجاز العلمي من تفصيل ما يحدث للصاعد في السماء لا يعد خروجا بالآية عما تدل عليه.

وعليه:

إما أن نرد هذا الوجه التفسيري ونقول إن الآية لا تدل عليه أصلا، كما لم يذكره أحد من المفسرين، فالتفصيل الذي ذكره أرباب الإعجاز العلمي هو تفصيل فيما لم تدل عليه الآية.

أو أن نقبل هذا الوجه التفسيري، فنقبل عندها التفصيل المذكور فيه مما يذكرونه.

أما أن نقبل هذا الوجه من التفسير ثم نرد ما ذكروه فلا أظن هذا صحيحا ..

والله تعالى أعلم.

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:39 ص]ـ

وكمثال هذا يراجع النقاش في قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ... ) هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938).

فكل من طرح وجهة نظره هم من المتخصصين المنطلقين من أصول التفسير وضوابط الاستنباط، ومع هذا اختلف اجتهاد كلٍ فيما تحتمله الآية.

أشكرك أخى العبادى على أن نبهتنا الى هذا الموضوع (وترى الجبال. .)

وقد طالعته جيدا وأبديت فيه وجهة نظرى

بالنسبة للآية التي نحن بصددها الآن، ألا يمكن أن نعتبر ما ذكره أرباب الإعجاز العلمي

من باب الإشارة لا من باب التفسير؟

بلى، يمكن هذا جدا وهذا أضعف الايمان، ولكن حتى هذا القول اليسيرلا يحظى فيما يبدو بتأييد الأخ الفاضل بكر وهذا هو سبب خلافنا معه

ولا أعرف لماذا يقيم البعض منا انفصاما حادا بين القرآن والعلم الحديث؟!

أليس القرآن الكريم يخاطب كل العصور والى يوم القيامة؟

ثم أليس عصرنا هذا هو أحد تلك العصور؟

هدانا الله جميعا الى الحق باذنه

ـ[الحاتمي]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:40 ص]ـ

جزى الله الشيخ مساعد كل خير على هذا الطرح.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2009, 01:40 ص]ـ

قال الطبري في تفسير قوله تعالى من سورة الرحمن:"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان":

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015