بل انك - وهذا هو الأشد عجبا - ترفض أن تتفضل عليها ولو بأقل القليل، فترفض أن تقبل بها حتى ولو على سبيل كونها أحد الوجوه المحتملة فى معنى الآية!!!

ذلك أن ثبوت الحقيقة شيء، ودلالة القرآن عليها شيء آخر.

ونزاعنا مع أرباب الإعجاز العلمي ليس في أصل الحقائق العلمية (التجريبية) ولا في ثبوتها، بل في زعمهم ودعواهم أن القرآن دل عليها.

مثال:

إذا كشف العلم الحديث أن بصمات الأصابع بين بني البشر لا تتشابه، فلست أنكر هذا، ولا أنازعك فيه ...

أما أن تقول إن هذا هو معنى قوله تعالى (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) فهذا ما أنازع فيه، وأزعم أن أرباب الإعجاز العلمي جانبوا الصواب فيه الصواب ...

فتأمل محل النزاع أخي الكريم ...

أى انك ترفض ما ثبت (يقينا) ولا تقبل به ولو على وجه (الاحتمال)!!

فان لم يك هذا هو التطرف والغلو بعينه، فكيف يكون التطرف والغلو اذا؟!!

ما الذي ثبت يقيناً عندك؟!

إن كنت تقصد الحقيقة العلمية (التجريبية) فهذا لا أنازعك فيه.

وإن كنت تقصد أن القرآن دل عليها، وأشار إليها فهذا محل نزاع وليس يقينياً، وقد نبهت إلى هذا في مداخلاتي السابقة، فتنبه بارك الله فيك.

والآن دعنى اسألك هذا السؤال البسيط:

ألا تؤمن معنا بأن الذى أنزل القرآن بعلمه هو أيضا الذى خلق الكون بنواميسه؟

أليس القرآن هو كتاب الله المقرؤ، والكون هو كتاب الله المنظور؟

فهل ترى من تعارض بين هذين الكتابين (القرآن والكون)؟

الخير

1. نؤمن أن الله أنزل القرآن بعلمه، وأنه سبحانه خلق الكون بنواميسه.

2. ونومن أن القرآن هو الكتاب المقروء، والكون هو الكتاب المنظور، لا حرج في هذا ...

ولا يجوز أن يكون هناك تعارض بين العقل والنقل.

ولكن أين هذا من موضوعنا؟

فرق بين الحديث عن درء التعارض بين العقل والنقل، وبين الحديث عن دلالة القرآن على الحقائق التجريبية التي كشف عنها العلماء حديثاً.

تأمل جيداً: قولنا بعدم التعارض لا يعني بالضرورة أن يكون القرآن دالاً على أسرار العلوم التي كشف عنها العلماء حديثاً.

فتنبه لمحل النزاع أخي الكريم، ولا تحمل كلامي ما لا يحتمل ...

أراك بعد العيد ...

وكل عام وأنتم بخير ....

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[19 Sep 2009, 05:23 م]ـ

أخي بكر الجازي

سلام الله عليكم وتحياته وبعد

لم أقصد من قولي أنني أنكر الإعجاز العلمي جملة وتفصيلا، لكنني لا أقبل أن يلوي أحد أعناق النصوص ليستدل على أمر علمي غير ثابت ل

أخي الكريم:

لم أفهم من كلامك أنك تنكر الإعجاز العلمي، ولكن كنت أعلق على قولك:

(فلا يعاب على أحد جهده في الكشف عن المراد الإلهي على أن لا يخرج عن الحقيقة الظاهر ويخالف ظاهر الآية فيأتي بتأويلات ليس لها أصل أو دلالات علميه ليس له عليها برهان.)

والمقصود أن التفسير العلمي لهذه الآية فيه مخالفة للغة، من حيث إن التشبيه يرد لتقريب المعنى إلى السامع، فكيف يكون هذا والأخذ بالتفسير العلمي لهذه الآية يخرج التشبيه عن مقصوده البلاغي، إلى ضرب من الإلغاز.

أسلم لك أن لا بد من بذل الوسع في تحصيل المراد الإلهي عند تفسير الآيات، ويكون هذا بحسب معهود العرب في لسانهم وتصرفهم فيه، وبناء على هذا أدعي أن التفسير العلمي تأباه اللغة ولا تقبله.

ولعلك أستاذي الكريم تنظر في الموضوع من أوله، وتنظر في الإشكالات والاعتراضات التي تتوجه على القائلين بالتفسير العلمي في هذه الآية التي يعدونها قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية، ثم تثري مشكوراً هذا الموضوع بما آتاك الله من علم ...

بارك الله فيك أخي وكل عام وأنت بخير ...

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 Sep 2009, 06:04 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله الطاعات، وبعد:

فقد بقي مما أضيفه إلى هذا الموضوع جواب ما أورده الأخ الكريم محمد الأمين حيث يقول:

سلَّمتَ معنا أخي العزيز بأن هذا وجهُ الشبه، مع أن المفسرين القدماء لم يذكروه، وإنما جعلوا وجه الشبه هو "امتناع الحصول"، فيمتنع حصول الهداية كما يمتنع على الإنسان الصعود إلى السماء.

ومع ذلك فما قاله القدماء لا يخالف ما قاله أهل الإعجاز العلمي، وكلاهما تتحمله اللغة، وتقبله العادة، وما كان كذلك فلا وجه لإنكاره

حيث سأبين - إن شاء الله- أن القول بالإعجاز العلمي لا تحتمله اللغة، ولا تقبله العادة، مع تفصيل يفي بالغرض ...

والله الموفق ...

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Sep 2009, 07:53 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخي الكريم بكر

وتقبل الله منا ومنك ...

ما زلنا نتابع باهتمام ما تفضلت به أنت والإخوة الأكارم، وأهنيك على روحك العلمية الراقية التي ظهرت بها على المستويين العلمي والحواري.

وننتظر بقية كلامك الذي أرجو أن تتضح بها كثير من الإشكالات ..

كما أود أن تضمنه الإجابة على الأسئلة التالية:

- ألا تعتقد أن هناك اختلافا بين مرحلتي التنظير والتطبيق في مثل هذه القضايا؟

حيث نجد أن كثيرا ممن يطرح هذا الموضوع من المتخصصين يتفقون على الأصول، لكن يختلف الأمر عندما يأتي دور تطبيق هذه الأصول على آية بعينها، حيث يُعمل كل شخص اجتهاده في الاستنباط من الآية وقد يصيب وقد يخطئ في هذا الاستنباط، ويبقى أن الجميع انطلق من أصول راسخة، وكمثال هذا يراجع النقاش في قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ... ) هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938).

فكل من طرح وجهة نظره هم من المتخصصين المنطلقين من أصول التفسير وضوابط الاستنباط، ومع هذا اختلف اجتهاد كلٍ فيما تحتمله الآية.

فما وجهة نظرك في مثل هذا حفظك الله؟

- بالنسبة للآية التي نحن بصددها الآن، ألا يمكن أن نعتبر ما ذكره أرباب الإعجاز العلمي من باب الإشارة لا من باب التفسير؟

وجزاكم الله خيرا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015