ـ[بكر الجازي]ــــــــ[19 Sep 2009, 02:22 م]ـ

أخي العليمي:

إنما كنت أهدف في مشاركتي السابقة إلى بيان نقاط الاتفاق والخلاف بين منكري الإعجاز العلمي ومثبتيه، وتحرير محل النزاع، وكنت أظن أنها بيّنة بما فيه الكفاية:

فى الواقع لقد احترت - أخى الكريم - فى تحديد موقفك بدقة

ذلك أن نصف كلامك يوحى بأنك لا تعترض على تفسير أنصار الاعجاز العلمى للآية محل النقاش

بينما نصفه الآخر يوحى بعكس ذلك!!

عليك اخى الفاضل أن تحسم أمرك وتحدد موقفك بوضوح

فان كنت لا تعترض على تفسيرهم ففيما اذا وجه الخلاف بينك وبينهم؟

ثم ان كنت لا تعترض عليهم فما معنى قولك:

[/ size]

لا عليك ...

هناك فرق أخي الكريم بين ثبوت الحقيقة العلمية في نفسها، فإذا ثبت لنا –مثلاً- أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا، وأن بصمات بني الإنسان تختلف من شخص لآخر، وأنه لا توجد بصمتان متشابهتان، وإذا ثبت لنا أن الجبال لها جذور ضاربة في أعماق الأرض، فلسنا – نحن منكري الإعجاز العلمي- ننكر هذا، وليس موضوعنا ابتداء، وإنما ننكر ونشدد النكير على من يقول بأن الآيات القرآنية كشفت عن هذه الحقائق العلمية، وبينتها قبل 1400 سنة، ثم يجعل هذا وجهاً من وجوه الإعجاز، فنحن لا ننكر حقائق هذا الكون إذا ما ثبتت، ولا ننكر أن العرب الأولين لم يكونوا يعرفون هذه المكتشفات والمخترعات، وإنما ننكر أن تكون آيات القرآن دلت على هذه الحقائق.

فنحن نعترض على تفسير القرآن بالعلم الحديث، أي ننكر أن يكون التفسير العلمي للآية هو معنى الآية، أو وجهاً من الوجوه المحتملة في معنى الآية، والأنكى من ذلك جعل هذا التفسير إعجازاً ...

ولا أدري كيف فهمت من كلامي أنني لا أعترض على تفسيرهم؟

كيف وعنوان الموضوع هو "تهافت القول بالإعجاز العلمي"؟

وإنما ذكرت النقاط الأولى لأبين أن لا بد من التفريق بين ثبوت الحقائق العلمية (التجريبية)، وبين دلالة القرآن عليها، ومحل نزاعنا في الثانية لا في الأولى.

وأخيرا ان كنت لا تعترض عليهم فلماذا جعلت عنوان موضوعك هذا يقول:

" تهافت القول بالاعجاز العلمى. . . "؟!

كما أخبرتك: حدد موقفك بوضوح أكثر رفعا للالتباس وقطعا للأمر

وعلى كل حال فانى أرى أن نقاط الاتفاق فيما بيننا هى أكثر من نقاط الاختلاف باذن الله تعالى

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

أرجو أن أكون حددته لك.

أنا لا أنكر حقيقة أن الأكسجين يقل ويضمحل في طبقات الجو العليا، ولكن أنكر وأشدد النكير على من يقول إن هذا هو معنى قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء).

وهذه مرحلة أظننا تجاوزناها إلى ما بعدها، وكان محل النزاع بيننا هو في النقطة الرابعة:

حيث تقول ما يمنع أن يكون هناك مستويان في فهم النص؟:

أ. فهم قديم للعرب الأولين بحيث يجري على أصول البلاغة وحسن الإفهام.

ب. وفهم حديث بحسب ما كشفت عنه العلوم الحديثة بحيث يزيد في ثراء المعنى ولا يلغيه.

وبهذا يكونُ العربُ الأولون قد فهموها على معهودِهم على ما يقتضيه فنُّ التشبيهِ من تقريبِ المعنى إلى السامعِ، وبما يجري على أصولِ البلاغةِ وحسنِ الإفهامِ ولا يُصادِمُها، ويكونُ لنا – بعد ذلك- أن نضيفَ إليها وجهاً جديداً كشفَ عنه العلمُ الحديثُ بحيث لا يعارض الفهم القديم، ولا يخالفُ أصولَ البلاغةِ بعد أن أصبحَ نقصانُ الإكسجينِ عند الصعودِ في السماءِ معنىً معهوداً لنا في هذا العصرِ، وحقيقةً علميَّةً لا جدالَ فيها، وهذا الوجه الجديد تحتمله اللغة، وتقبله العادة.

أظن أن الخلاف بيننا الآن محصور في النقطة الرابعة؟

أليس كذلك أخي؟

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[19 Sep 2009, 02:30 م]ـ

فلا يعاب على أحد جهده في الكشف عن المراد الإلهي على أن لا يخرج عن الحقيقة الظاهر ويخالف ظاهر الآية فيأتي بتأويلات ليس لها أصل أو دلالات علميه ليس له عليها برهان.

بارك الله فيك أخي حسن ...

وقد بينت في هذا المبحث أننا لو أخذنا بالتفسير العلمي لهذه الآية أخرجنا الآية عن كونها مفهومة للعرب الأولين، وهذا مخالف لأصول البلاغة وحسن الإفهام.

فيكون التفسير العلمي مردوداً ...

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[19 Sep 2009, 02:35 م]ـ

وهو معجز للعجم كذلك ولكن بماذا؟ فإن قلت ببلاغته فلا معنى لأن يتحدى القرآن ببلاغت قوماً لا يفهمون لغته فاي فضل في هذا؟ تصور أن يأتي رجل مفتول العضلات ويتحدى فتاة رقيقة ناعمة في رفع صخرة فاي فضل له في ذلك؟ إذن لزم أن يكون التحدي لهم وإعجازهم بوجه آخر ... ولو قلت يستدلون بإعجازه -يعني هؤلاء العجم- بعجز العرب عن الاتيان بمثله فهذا لا معنى له كذلك؟

فما الوجه المعجز في القرآن لغير العرب الذين لا يفهمون لغته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يلزم على ذلك أن التحدي باطل في حق الفرس والروم والبربر والقوط في ذلك الوقت الذي نزل فيه القرآن. ذلك أنهم لا يعرفون لغة القرآن ولا يفهمونها، ولم تكن الحقائق العلمية قد انكشفت آنذاك. فكيف قاتلهم المسلمون وفتحوا بلادهم ولما تقم عليهم الحجة بعد؟

وإذا بطل هذا بطل قولك أخي الكريم ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015