ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Sep 2009, 12:59 ص]ـ

بارك الله فيك ..

أخي العليمي ..

الله تبارك وتعالى تحداهم أن يأتوا بمثله وقولنا أن موضع التحدي هو البيان .. ليس تخصيصاً ولا حصرا من عندنا .. ً بل هو تعيين لمراد المتكلم بالحجة والبرهان ... فالله تبارك وتعالى لم يُرد بكل وجه؛لأن هذا يُخرج التحدي عن بابه أصلاً؛لأن من تلك الوجوه المزعومة ما لا يُحسنه ولا يعرفه ولا حتى الصحابة الذين آمنوا،ومنه ما ليس موجوداً في السورة وأقصر آية المتحدى بهم .. والقدر الثابت المشترك بين القرآن كله المتحدى به وبين أقصر آية المتحدى بها وبين ما يُحسنه العرب ويفضلون به الحديث الذي قال الله لهم فبأي حديث بعده يؤمنون = هو البيان لا غير ..

بسم الله الرحمن الرحيم

وبارك الله فى أخى الكريم أبا فهر

ولكن ائذن لى بأن أصحح لك بعض ما التبس عليك

ذلك أن موضع التحدى ليس هو - كما تقول - أقصر آية من القرآن، وانما التحدى كان بأقصر سورة منه، وشتان بين الموضعين، هذا أولا

أما ثانيا فان آيات التحدى تتفاوت ما بين التحدى بسورة من مثله (أى القرآن) وما بين عشر سور مثله، ثم أخيرا جاء التحدى بالقرآن كله، وهذا الأمر الأخير هو مربط الفرس كما يقولون

فالآية الكريمة التى ذكرتها لك ودعوتك أن تتأملها جيدا نجد أنها تتحدى الانس والجن جميعا أن يأتوا بمثل القرآن كله

فالله عز وجل لما وسع دائرة التحدى (الانس والجن مجتمعين ومتظاهرين) فانه قد وسع بالمثل دائرة المتحدى به (القرآن كله)

وعلى هذا يكون التحدى فيها موجها لا الى العرب وحدهم، وانما الى الأعجمين كذلك، أى الى من لا يحسنون العربية، بل ولا يفقهون منها شيئا بالمرة، وعليه فلا يصح أن يكون الوجه الذى يتحداهم به هو البيان فحسب كما ذهبتم، والدليل على هذا انه قد جعل دائرة التحدى القرآن كله ولم يحصره فى قدر مشترك كما قلت، بما يعنى أن وجه التحدى هنا فيه اطلاق و تعميم ليناسب أحوال المتحدين جميعا على اختلاف فنونهم ومعارفهم، هذا والا لو كان المراد هنا هو البيان فحسب فكيف يصح تحدى الأعجمين به وهو خارج نطاق قدرتهم أصلا ?!

هذا ما هدانى الله اليه، فان أصبت فمنه تعالى، وان أخطئت فمن نفسى والشيطان

ويبقى الله جل وعلا هو أعلى وأعلم

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 01:19 ص]ـ

بارك الله فيك ..

من قال إن التحدي بالبيان خارج عن قدرة الأعجمين؟؟!!

بل هو داخل تحت حد قدرة كل إنسان؛لأن الله تبارك وتعالى علم الإنسان البيان ..

وهذا هو ما نقوله:

أن البيان قدر مشترك بين كل من وجهت إليهم الدعوة وكل منهم قادر إذا أراد المعارضة = أن يتعلم ويُعارض،ولا يخدش في التحدي قعود المُتحدى عن التعلم ....

أما مخاطبة أمة الدعوة والطلب منهم أن يُخبروا عن حقائق من العلم التجريبي أو الإنباء بالغيب أو نحوه فهذا ما لا يُحسنه إلا أفراد في أزمنة مختلفة،ويكون الزمان بأسره والطبقة كلها وليس معها شيء من العلم التجريبي ولا من القدرة على تحصيل أدواته وتعلمه ...

وهذا ما يُبطل دعوى التحدي بأولئك ...

والله تبارك وتعالى طلب الإيمان وتحدى بسورة بل تحدى بأول ما نزل من القرآن وليس فيه شيء سوى البيان ...

وكما قلت آنفاً: الحجة في نص القرآن على الحقائق العلمية هي أنه تكلم بها محمد وهو رجل أمي لا يحسن تلك العلوم فوجب أن يكون المخبر له رب خالق. وهذه الحجة دليل لنا على أن الله لم يتحدى بالعلوم التجريبية؛وأن نصوص التحدي لا تشتمل على العلوم التجريبية بل هي خاصة بالبيان؛لأن الله تحداهم أن يأتوا بمثله وليست المشكلة أنهم -أي أهل عصرنا وغيرهم الذين تزعمون أنهم متحدون-لم يأتوا بمثله فقد أتوا ببيان لتلك الحقائق،ولكن موضع الحجة هو أن النبي تكلم بها رغم زمانه وأميته .. وهذه بينة ظاهرة على أن تلك الحجة ليست من جنس التحدي بل هي من جنس آيات الصدق والتصديق.

وقد أخبر أرسطو بأشياء قبل عصره وفي التوراة والإنجيل إخبار ببعض الحقائق الكونية ففيهم بقية من نور الوحي .. وقد سبق الفراعنة إلى حقائق علمية لا يستطيعها أهل زماننا إلى الآن ...

وكانت تلك الكتب بين يدي نصارى الشام ونجران وكان نصارى الإسكندرية مشتغلون بالعلوم التجريبيبة ولم يرد في نص واحد تحديهم بمثل هذا ...

فالله تبارك وتعالى الحكيم الخبير = تحدى بشيء واحد وهو أن كلامه وبيانه هو بيان الإله الذي يُفارق بيان البشر إلى يوم القيامة والحجة في التحدي بالبيان باق لا ينخرم إلى يوم القيامة وهو الحجة التي لم يستطع الملحدون العبث بها ولا إنزالها عن منزلتها على الرغم من محاولاتهم في إسقاط الشعر الجاهلي ..

فالتحدي بالبيان قدر ثابت مشترك هو موضع الحجة والتحدي من العرب أمة الدعوة الأولى وإلى يوم القيامة ومن انتصب للمعارضة = فليُرنا صنعه ..

أم غيرها من وجوه التحدي فهي مُدعاة لا أصل لها ولا هي مراد الله بالتحدي ولا وقع بها نص التحدي في موضع ولا أشار لها صحابي ولا إمام وقد اجتمعت الأمة في قرون متتالية -على زعمكم- على الجهل بهذا الباب من أبواب مراد الله من خلقه ...

قال الله: {فبأي حديث بعده يؤمنون} ..

وقال الله: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}

فهذا حديث الله وهذا القرآن وهذا بيانه = فمالكم لا تؤمنون؟؟!!

هذا خطاب الله وتحديه أيها الباحثون الأفاضل ... وهو وجه التحدي الذي لم تعرف القرون المفضلة غيره .. وهو وجه التحدي الذي خوطبت به أمة الدعوة الأولى وغيرها من الأمم تبع لها ...

وقد خاطب الله الأعاجم وأغتام النصارى وفلاسفتهم المشتغلين بالطبيعة والعلوم التجريبية فلم يُحاججهم بغير البيان ..

والله أعلى وأعلم ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015