ـ[ صلى الله عليه وسلمmara] ــــــــ[11 Sep 2009, 08:40 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

أخي الحبيب أبو فهر السلفي وفقني و وفقك الله لما يحب و يرضى

جوابا على كلامك

أما كون التحدي لم يكن سوى بالبيان = فهذا هو الحق الذي لا محيد عنه وأدلته:

1 - أن التحدي تم ووقع ولزم بأول ما نزل بالقرآن،وكان بأقصر سورة بالقرآن ولم يُعلق التحدي إلا بنفس السور والآيات،والقدر المشترك بين أقصر سورة وبين أول ما نزل وبين ما قرأه النبي على الوليد فبهره = هو البيان لا غير.

.

هل هذا يستوجب ان لا ينبهر بما فيه من غزير العلم غير الوليد .. ثم ماذا فعل الوليد بعد ان انبهر اصر على كفره، و أنت تعلم أن كثيرا ممن انبهر بحقائقه العلمية فأشهر اسلامه .. فهل يعني انبهار الوليد بالبيان برهان على كون تحدي القرآن واقع به قصرا ..

فكيف نفسر علماء الغرب الذين أسلموا لما انبهروا بواقع العلم فيه؟

2 - لا يوجد موضع واحد في القرآن فيه التحدي بالعلم ولا بنحوه وما ذكره الأخ صاحب المشاركة السابقة ليس فيه موضع واحد يدل على التحدي بالأشياء المدعى التحدي بها،والمقارنة بين صيغها وصيغ آيات التحدي تُظهر ذلك بوضوح وإنما هو تمحل في الاستدلال. وفيها خلط عجيب كالخلط بين طلب الحجة وبين التحدي بالقرآن وبين عدم القدرة على الخلق وبين التحدي بالقرآن وحديثنا عن أنه سبحانه تحداهم بالقرآن ومحل النزاع ما هو وجه التحدي .. وهذه الأشياء التي ذكرها أجنبية عن محل النزاع.

.

أما قولك فيظهر منه انك ما فهمت ما كتبت فوقع في ذهنك أنه خلط عجيب و ماهو كذلك

فإن الدليل الأول قال فيه تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ

فانظر فيه و في قوله:

قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا

فإن كنت تفهم من الآية الثانية تحديا كيف تصر على كون الأولى ليست كذلك .. ثم إن كنت تستبعد ذلك عن ذهن الإنسان فإنه قد ادعى السابقون قدرتهم على الإحياء و هذا واقع لا تجحده أبدا .. و يطمح المعاصرون إلى معلرفة سر الخلق .. و هذا تحدى لهم جميعا ..

أما عن قوله تعالى:

قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

فهو تحدى صريح ان ياتوا ببرهان ما يذهبون إليه ..

و الواقع إما أن يكونوا بلا برهان إما أن لا يخرج برهانهم عنا نطق به القرآن،

إذ البرهان المبني على المنطق و الحق لن يخرج عن ما جاء به القرآن كما في قوله تعالى:

وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

و لو نظرت في القرآن لوقفت على جميع طرق الاستدلال و الحجة المنطقية التي تبنى عليها علومنا، و هو أمر يطول شرحه أدعوك إلى تدبره ..

3 - إنما يكون التحدي المستلزم لصدق النبوة من جنس ما يُحسن المبعوث لهم الإتيان به وهذا ظاهر في آيات الأنبياء وليست العلوم ونحوها من جنس ما يُحسنه العرب وصناعتهم البيان.

.

أنت هنا تجيب على نفسك بنفسك .. إنما يكون التحدي المستلزم لصدق النبوة من جنس ما يُحسن المبعوث إليهم ..

من هم هؤلاء المبعوث إليهم؟

هل بعث الرسول محمد صلى الله عليه و سلم للعرب خاصة؟

أم للإنسانية عامة؟

هل بعث للشعراء و البلغاء خاصة أم لعلماء التاريخ و الرياضيات و العرفين بفنون

الاصوات و الفلاسفة و أصحاب العقائد أيضا؟

فغن كان العرب لم يحسنوا العلوم قبل الإسلام فقد أحسنوه بعد الاسلام و اصاب كثير منهم عجمة في الكلام .. فهل يعني ذلك أن نحدد التحدي بتلك الفترة التي أحسن فيها

العرب البلاغة كما قصرنا التحدي على البيان؟

4 - فَقِه العرب الذين بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم موضع التحدي .. صحابته وغيرهم وكان هو ما نقول بدلالة معارضة مسيلمة لبيان القرآن.

.

بل ظن مسيلمة أن التحدي مقصور على مافي القرآن من بلاغة و سجع فأراد أن يسجع

هو الثاني .. غير أن مافي القرآن كان أعظم من اللغة و أعظم مما ينطق به البشر .. إنه المنطوق الذي به روح تسري في القلوب .. فيه العلم و المنطق .. و راجع مادمت تكلمت عن الوليد كلام الوليد ..

5 - إثبات التحدي بالعلوم التجريبية يستلزم أن الله أراد بنصوص القرآن معاني اجتمع الصحابة على عدم فهمها فلم يفهمها منهم أحد وهذا باطل لاستلزامه اجتماعهم على عدم معرفة بعض الحق ولمخالفته لنصوصهم بأن النبي علمهم من القرآن كل شيء.

.

انا أعجب كيف تفسر كلام الصحابة انهم تعلموا من القرآن كل شيء .. و لا تقف بنفس الفهم على الآية الكريمة:

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

ثم كيف تفسر كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

سيظل القرآن بكرا الى يوم القيامة

6 - وهو مهم جداً: الحجة في نص القرآن على الحقائق العلمية هي أنه تكلم بها محمد وهو رجل أمي لا يحسن تلك العلوم فوجب أن يكون المخبر له رب خالق. وهذه الحجة دليل لنا على أن الله لم يتحدى بالعلوم التجريبية؛وأن نصوص التحدي لا تشتمل على العلوم التجريبية بل هي خاصة بالبيان؛لأن الله تحداهم أن يأتوا بمثله وليست المشكلة أنهم -أي أهل عصرنا وغيرهم الذين تزعمون أنهم متحدون-لم يأتوا بمثله فقد أتوا ببيان لتلك الحقائق،ولكن موضع الحجة هو أن النبي تكلم بها رغم زمانه وأميته .. وهذه بينة ظاهرة على أن تلك الحجة ليست من جنس التحدي بل هي من جنس آيات الصدق والتصديق.

و أعيد التاكيد أنه تحداهم أن ياتوا بمثله و تحداهم أن يظهروا البرهان أيضا .. فلما فسروا تلك الحقائق و أظهروا براهينهم سطع البرهان بالحق و بصدق الرسالة و هو

ما أحجمت عن ذكره لانك لا تعلمه ..

يغفر الله لي و لكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015