وتضيف زينب: وقتها لم أكن أعرف استخدام برنامج "البال توك" جيدا، فطلبت من أحد أصدقائي أن يعلمني استخدامه. وبالفعل دخلت على " Room" بعنوان "إن كان الله معنا فمن علينا"، وأخري بعنوان "هل كان محمد أشرف الخلق؟ ". وهي غرف تنصيرية، وفيها يأتون بأحاديث وروايات عن الرسول الكريم لم أكن أسمع عنها من قبل ويأتون بتفسيرات وشروح محرفة لها. كان تركيزي واهتمامي هو أن أتاكد من وجود هذه الأحاديث أم لا، وعندما أتأكد من ذلك لا أبحث عن التفسيرات الحقيقية لها، وأكتفي بسماع التفسيرات التي يطرحونها على هذه المواقع فقط.

وتكمل زينب حديثها لتقول: 'دخلت علي برنامج باسم " رضي الله عنهoosy 1882: بوسي 1982"، وجاء الدور عليَّ في الحديث فوجدت نفسي أقول: إنني أحب الله وأشتاق إليه، ولكنني لا أعرف أين هو وأين أجده وأين الحقيقة. وهنا يهتز جسد زينب وصوتها وهي تتذكر هذه اللحظات وتلك الكلمات لتقول: كنت بالفعل أعبر عما بداخلي من حيرة ورغبة في الوصول للحقيقة، فبكيت أثناء حديثي. ووقتها حدثتني الفتاة المسئولة عن الغرفة لتقول لي إن اسمها فرحة، وتخبرني بأنها تشعر بما أشعر به الآن، وأنها كانت مسلمة ولكنها تنصرت حينما عرفت أن الرب يقول: ائتوا إليَّ أيها المتعبون وأنا أريحكم.

وتكمل زينب حديثها لتقول: أخذت فرحة تتودد إليَّ في الحديث وتحدثني عن شعورها بالارتياح وتستخدم عبارات مثل "يسوع يحبك"، "لا تقلقي فيسوع يناديك". وهنا وجدت نفسي أرد عليها بقوة قائلة: ليس معني حديثي معك وبكائي أنني قد أصبحت مسيحية. فردت فرحة بكل ثقة ورقة ونعومة: أنا أريد فقط أن أكون صديقتك ونتحدث معا: وإما أن أقنعك بالحقيقة أو تقنعيني فيكون لك الأجر والثواب. توقفت زينب قليلا ثم عادت تقول والحسرة تملأ صوتها: للأسف وقتها رأيت كلامها منطقيا، وفي الوقت نفسه كنت أنا في منتهي السلبية لم أتحرك أو أحاول البحث عن إجابات لأسئلتي وحيرتي بطريقة صحيحة، وتركت نفسي أتلقي كل ما يريدون أن يبثوه في نفسي من شكوك. وللأسف أيضا أنني لم أكن متمكنة في البحث علي برنامج البال توك الذي عرفت فيما بعد أن هناك العديد من الغرف الإسلامية التي تردّ علي كل الافتراءات والادعاءات وتظهر ضعف من رأيتهم أقوياء في لحظة ضعفي، فلم أكن استطيع التعامل سوي مع هذه الغرف التنصيرية التي عرفتها.

وعن علاقتها بناهد متولي قالت زينب إنها كانت تتصل بها وتتحدث معها عن المسيحية وتشجعها علي اعتناق المسيحية واستمرت فترة حتى كان آخر اتصال سمعتْ خلاله صوت إذاعة القرآن الكريم فعنّفتها ولم تتصل من يومها. وتكمل زينب تفاصيل المؤامرة: فوجئت بعد هذا الاتصال بسيل من الاتصالات الدولية عبر الانترنت من أمريكا وغيرها من الدول من أشخاص لا أعرفهم يشجعونني علي الدخول في المسيحية بادعاء أنهم كانوا مسلمين وتنصروا بعد أن وصلوا للحقيقة. وبدأت ريهام في الاتصال بي علي النت. ووقتها أيضا عرفوني علي زعيمهم القمص زكريا بطرس، الذي يقيم في أمريكا وبدأ يتحدث معي باستمرار. كان عنده من الاستعداد والوقت ما يجعله يتصل بي في أي وقت ولفترات طويلة. وكنت أدخل علي النت باسم منى. وجدت منه اهتماما غير عادي وأخذ يزودني بشحنات مكثفة من الكراهية للإسلام والمسلمين، مدعيا أنه يأتي بهذه المعلومات من كتب السنة والقرآن، وأنه لا يستطيع أن يتحداه أو يقف أمامه أي شيخ من مشايخ المسلمين. وأصابني الضعف بعد كل هذا الحصار الفكري الذي استسلمت له فقررت أن أعتنق المسيحية وغيرت اسمي إلى " mona loves yasso3: منى تحب المسيح".

وتكمل وقد تغيرت ملامح وجهها لتقول: في هذا الوقت كنت قد تعرفت عن طريق النت علي فتاة أصبحت من الصديقات المقربات لي وأطلقت علي نفسها اسم "بنت السامرية"، وعرفت أنها طالبة بجامعة حلوان أيضا. وكانت تتصل بي علي تليفون المنزل والمحمول ولكني لم أتقابل معها. وكانت دائما تتحدث معي عن كيفية اعتناقها للمسيحية وأنها تركت بيت أسرتها وأنها بذلك تستطيع أن تتعايش أكثر مع المسيح. وأخذت تقنعني بضرورة تركي للمنزل حتي أحتفظ بالمسيح ولا أفقده وأستطيع أن استكمل الطقوس المسيحية وأزور الكنائس كما أريد.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015